بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر، أوقفت العديد من الشركات حملاتها الإعلانية مؤقتًا أو أوقفتها بشكل نهائي، وهو ما يهدد عائدات المنصة من الإعلانات والتي تبلغ 5 مليارات دولار سنويا.
ذكر تقرير صادر عن شركة Media Matters for America أن أكثر من نصف أفضل 100 معلن على تويتر لم يعودوا يعلنون على المنصة.
في سبتمبر، روج تويتر للإعلانات جنبًا إلى جنب مع المواد الإباحية للأطفال، اشتكت بعض العلامات التجارية من هذا الأمر وأوقفت حملاتها الإعلانية مؤقتًا أو علقت خططها بشكل نهائي.
استمر بعض المعلنين الذين لم يتأثروا بالترويج العرضي لتويتر للإعلانات التي تحتوي على مواد إباحية للأطفال في الإعلان على المنصة، وبعض هذه العلامات التجارية التي فعلت ذلك أوقفت حملاتها مؤقتًا عندما تولى إيلون موسك زمام الأمور.
تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في أنه في الماضي، كان تويتر متساهلًا تجاه المتحرشين بالأطفال، ومع ذلك ظل المعلنون يعلنون باستخدام النظام الأساسي لسنوات عديدة.
لم يكن الأمر كذلك حتى اشترى إيلون ماسك المنصة الذي أعلن أن إزالة مواد الاستغلال الجنسي للأطفال الأولوية رقم واحد بالنسبة له، ويقوم بعض هؤلاء المعلنين الآن فقط بإيقاف حملاتهم الإعلانية مؤقتًا أو تعليقها بعد التغييرات الكبيرة في قيادة الشركة.
قال متحدث باسم تويتر إن المنصة “لا تتسامح مطلقًا مع الاستغلال الجنسي للأطفال”، ولكن هناك حالة رفضت فيها المنصة إزالة مقاطع فيديو لطفلين يتعرضان لسوء المعاملة، وقد تطلب الأمر من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية التدخل من أجل إزالة المحتوى.
ذكر تقرير ميديا ماترز أن إيلون ماسك “واصل سلسلة أعماله غير الآمنة للعلامة التجارية بما في ذلك تضخيم نظريات المؤامرة، وإعادة الحسابات المحظورة من جانب واحد مثل تلك الخاصة بالرئيس السابق دونالد ترامب، والتودد والتعامل مع حسابات اليمين المتطرف، وإنشاء تحقق عشوائي مبني على مخطط يسمح للمتطرفين والمحتالين بشراء العلامة الزرقاء، هذه الخطوة الأخيرة على وجه الخصوص فتحت المنصة أمام العديد من عمليات الاحتيال وتقليد العلامات التجارية”.
وبالفعل ظهرت حسابات مقلدة للعلامات التجارية وحصلت أيضا على العلامة الزرقاء من خلال شراءها وقامت بالتغريد ضد مصالح تلك الشركة وتعرضت احدى شركات انتاج الأنسولين لتدهور كبير في أسهمها بسبب تغريدة من حساب مقلد يعلن أن الأنسولين سيكون مجانيا للجميع.
لطالما كان تويتر فوضويا خصوصا على مستوى الوسوم الشائعة أو الهاشتاغ الرائج، حيث نجد به تغريدات لا علاقة لها بالموضوع وتتصدر التغريدات التي تروج للدعارة وإرهاب داعش والمحتوى التطفلي القسم الرئيسي، وهي ظاهرة مستمرة منذ سنوات طويلة.
تحدث متحدث باسم كل من ديزني وكوكاكولا ضد قيام تويتر بالترويج لإعلاناتهم جنبًا إلى جنب مع محتوى غير مرغوب فيه، فيما أكدت NBCUniversal أنها طلبت من الشركة إزالة الإعلانات المرتبطة بالمحتوى.
أوقفت العديد من منصات المحتوى اعلاناتها هي الأخرى لتفادي ظهور اعلاناتها إلى جانب المحتوى المشبوه، وتنضم المزيد من العلامات التجارية لاتخاذ هذا القرار لتصرف بقية ميزانياتها لهذا العام في منصات أخرى منافسة.
قامت أكثر من 32 علامة تجارية بإزالة الإعلانات من تويتر عندما ظهرت مقالات رويترز في سبتمبر من هذا العام بسبب مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال على هذه المنصة.
لا ينبغي حصر مشكلة الشركات حاليا مع الإعلانات على تويتر في محتوى التحرش بالأطفال، حتى الطريقة التي يدير بها إيلون ماسك الشركة يجدها المعلنين مزعجة ومع تقليل الموظفين بأكثر من النصف فإن قسم الرقابة ومشرفي المحتوى أصبح عددهم أقل والقيام بإجراءات صحيحة سيأخذ حاليا وقتا أطول على المنصة.
ويذهب البعض لتبني نظريات المؤامرة التي تقول أن اليساريين في الولايات المتحدة غاضبون من الملياردير الأمريكي وهم يضغطون على الشركات من خلال هذه التقارير التي تسلط الضوء على عيوب تويتر والتي تدفع تلك العلامات التجارية لإيقاف اعلاناتها وحماية سمعتها وتجنب أي مشاكل مع الرأي العام.
وظهرت هذه التقارير مؤخرا رغم أن مجلة أمناي قد أشارت منذ سنوات إلى مشكلات لدى كل من فيسبوك وتويتر في المحتوى حيث من الممكن الترويج لمنشورات غير قانونية إضافة إلى سهولة العثور على المحتوى المخالف والمزعج على هذه المنصات وظهور الإعلانات إلى جانبها.
سيكون على تويتر اصلاح مشاكله وعلى الأقل منع ظهور تلك التغريدات في الوسوم الشائعة والصفحات التي تتضمن الإعلانات وإتاحة أدوات الشفافية لمعلنين للتحقق من الصفحات التي ظهرت بها اعلاناتهم.
إقرأ أيضا:
هل يكتب روبرت مردوخ نهاية دونالد ترامب وهل ينقذه تويتر؟
اغلاق موقع تويتر واعتقال الملياردير النصاب إيلون ماسك
8 دولار شهريا مقابل العلامة الزرقاء ومشكلة ديون تويتر
أزمات ومشاكل بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر
استحواذ إيلون ماسك على تويتر بفضل الوليد بن طلال والبنوك
اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.
تابعنا على: 
