هناك ثلاث ركائز أساسية لنجاح الشركة الناشئة، الفريق والمنتج والسوق، يعد اختيار السوق المناسب أمرًا بالغ الأهمية لنجاحك، ولكن في بعض الأحيان تكون عوامل السوق ببساطة خارجة عن سيطرتك.
والحقيقة أن فترات الأزمات والركود هي من أفضل الفترات التي يمكنك من خلالها إنشاء شركة ناشئة، في حين أن هذه قد تكون أخبارًا سيئة إذا كنت مستثمرًا في السوق، فقد تكون أخبارًا مثيرة إذا كنت في عالم الشركات الناشئة.
على الرغم من حقيقة أن السوق الهابطة تجعل الوصول إلى رأس المال أكثر صعوبة، إلا أن رأس المال ليس العامل الأكثر أهمية الذي يحدد نجاح الشركة الناشئة.
وفقًا لدراسة أجريت على 200 شركة ناشئة، فإن الوصول إلى التمويل يمثل 14٪ فقط من الفرق بين النجاح والفشل، بينما يمثل توقيت انشاء شركة ناشئة فرقًا بنسبة 42٪.
حسب المؤلف ورائد الأعمال الأمريكي سكوت غالواي فإن “أفضل وقت لبدء عمل تجاري هو في أعقاب الركود”.
الركود يخلق مساحة في السوق
الشركات التي بالكاد تربح خلال سوق صاعدة تفشل عادة خلال سوق هابطة، في حين أن هذا حدث مروع لهذه الشركات وأصحاب المصلحة، فقد يكون إيجابيًا للإقتصاد على المدى الطويل.
تُعد حالات فشل الأعمال الناتجة عن الركود بمثابة حريق غابات مفيد فهو يحرق الأخشاب القديمة والجافة، ويشتت العناصر الغذائية في التربة ويفتح مظلة الغابة لأشعة الشمس مما يحفز النمو الجديد.
تفتح الشركات الفاشلة القديمة مساحة لأعمال جديدة وأكثر كفاءة وابتكارًا وحتى مجالات سوق جديدة، كما أن ارتفاع معدلات البطالة بسبب حالات الفشل (والتسريح الجماعي للعمال) يزيد من الوصول إلى موظفين ذوي جودة عالية مقابل تكلفة زهيدة على الأقل مؤقتًا.
كلا الشرطين ضروريان لنجاح الشركات الجديدة التي لديها أفكار عظيمة وطلب مستقبلي لمنتجاتها ولكنها تفتقر إلى رأس المال على المدى القصير.
الركود يفرض الإبتكار والتغيير
بينما يعد السوق الصاعد مؤشرًا رائعًا للمستثمرين والشركات لمواصلة فعل ما يفعلونه دون المخاطرة بالكثير من الابتكار، فإن السوق الهابطة هي مؤشر رائع على أن الوضع الراهن لا يعمل ويجب أن يتغير شيء ما بسرعة.
لهذا السبب تصبح المرونة هي الجودة الممتازة المطلوبة للازدهار في مثل هذا السوق، وعلى الرغم من أن الشركات الكبرى يمكن أن تكون غير مرنة للغاية بسبب الجمود في مصالح أصحاب المصلحة وكتلهم الكبيرة وجمودهم الذاتي، فإن الشركات الناشئة مبتكرة وذكية وقابلة للتكيف.
مثالان رائعان على الشركات الناشئة التي نجحت خلال سوق هابطة هما Airbnb و Uber اعتقد الكثير من الناس في البداية أنه من الغريب أن يؤجر الأشخاص غرفًا في منزل شخص غريب أو أن يقود الشخص سيارة شخص غريب، ومع ذلك فإن حقيقة أن الجميع احتاجوا إلى أموال إضافية خلال فترة الركود قضت على وصمة العار وساعدت الشركتين على جذب المتبنين الأوائل.
باختصار، لا تخف من بدء عمل تجاري في أوقات اقتصادية غير مستقرة، على العكس من ذلك فإن الطبيعة المبتكرة للشركات الناشئة ومرونتها هي ما يجعلها مناسبة تمامًا للفوضى الإقتصادية.
الحصول على الإستثمارات من المستثمرين الأذكياء
في أوقات الأزمات يختار غالبية المستثمرين الإحجام عن شراء الأسهم ويفضلون البيع والخروج من السوق حتى تستقر الأمور.
لكن هناك فئة من المستثمرين أو ما يسمونهم تجار الأزمات والذين يصطادون الفرص، سواء من خلال شراء أسهم شركات يمكنها أن تعود للقمة مجددا أو الإستثمار في شركات ناشئة لديها منتجات وخدمات جيدة وستنجح مستقبلا.
في هذه الظروف ستتلقى استثمارات من هؤلاء إذا كانت فكرة شركتك الناشئة ناجحة وينتظر منها الكثير، وبطبيعة الحال ستحتاج للتعريف بشركتك وبأهدافها ولماذا ستنجو في هذه الفوضى.
المستثمر الذكي يحب المخاطرة ويراهن طويلا على الشركات التي يستثمر بها، لهذا فإن هذا النوع من المستثمرين غير مزعجين على عكس المستثمر المتخوف والمستعد للبيع عند ورود إشارة حمراء.
إقرأ أيضا:
لماذا تختار الشركات البيع المباشر عبر الإنترنت؟
رسميا الركود الإقتصادي: كيف أتعامل مع هذا الوضع؟
عن شراء هاتف ذكي جديد قبل الركود الإقتصادي
كيف تستعد لحلول الركود الإقتصادي وتتجنب الفقر والبطالة؟
ضع الخوف جانبا وافهم الركود الإقتصادي والفرص المتاحة