3 دروس من فوز ريال مدريد بلقب السوبر الإسباني 2020

3 دروس من فوز ريال مدريد بلقب السوبر الإسباني 2020

إذا كنت لا تؤمن كثيرا بأن التاريخ يعيد نفسه، فإن مباراة أمس في نهائي السوبر الإسباني بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد هي أكبر دليل على صحة تلك المقولة.

في ظل وجود نفس المدربين دييغو سيميوني وزين الدين زيدان وتقارب المستوى بين العملاقين، كانت المباراة مليئة بالفرص لكن لا وجود لأهداف.

ينتهي الوقت الأصلي وندخل للأشواط الإضافية، وتستمر الفرص في الهدر من الجانبين، لكن الفرصة الأعظم في المباراة كلها كانت من جانب أتلتيكو مدريد حيث أهدر مهاجمه موراتا هجمة مرتدة بسبب عرقلته من الخلف وهذا من فالفيردي ليتلقى الأخير بطاقة حمراء في الدقيقة 115 وتنتهي الأشواط الإضافية بدون أية أهداف.

وتنتقل المباراة المثيرة إلى ركلات الترجيح أو الحظ، ويضيع أتلتيكو مدريد الفرص ليخسر بنتيجة 4-1، ما يعيدنا إلى نهائي أبطال أوروبا 2016 الذي جمع بين الفريقين.

هناك دروس من فوز ريال مدريد بلقب السوبر الإسباني 2020 على حساب أتلتيكو مدريد المتوهج والذي أقصى برشلونة منذ أيام قليلة.

  • التاريخ يعيد نفسه ليعلمنا دروسا لم نتعلمها من قبل

تكرر نفس سيناريو 2016، والذي شهد عرقلة لاعب أتلتيكو مدريد النجم كاراسكو من طرف مدافع ريال مدريد راموس، وخسر الفريق مجددا المباراة بسبب ركلات الترجيح أو الحظ.

والحقيقة أن تكرار نفس السيناريو ونفس الأخطاء يعطينا دروسا واضحة هذه المرة، إذ يجب على أتلتيكو مدريد تطوير قدرة لاعبيه على تسديد ركلات الجزاء والتعامل بشكل أفضل مع الضغط النفسي في هذه اللحظات العصيبة.

من جهة أخرى يجب أن يستثمر الفريق أكثر في الشق الهجومي وحسم المباريات قبل الوصول إلى ركلات الحظ إذ لا يتمتع بحظ جيد مقارنة بريال مدريد المحظوظ.

المستفاد من كل هذا الكلام هو أنه ما دمت تكرر نفس الأخطاء سيعيد التاريخ نفسه معك بنفس التفاصيل كي تتعلم أنه عليك أن تقوم بإصلاح طريقتك أو تغييرها.

  • الجانب النفسي مهم للغاية

يظل الجانب النفسي مهما للغاية في أي شيء بهذه الحياة، أتلتيكو مدريد أخطأ عندما لعب أول ركلة جزاء باستخدام لاعب كان حاضرا في انتكاسة 2016.

صحيح أن الفريق تخلص من معظم لاعبيه القدماء، لكن المتبقين لديهم عقدة من ركلات الجزاء في النهائيات وهذه نقطة مهمة للغاية.

للأسف ليس كل شخص يستطيع تجاوز الماضي، أغلب الناس يخسرون هذه المعركة، ولهذا قام أتلتيكو مدريد بالتخلص من لاعبيه القدماء لكنه أخطأ بإشراك لاعب قديم لتنفيذ ركلات الجزاء.

على الجانب الآخر كانت الثقة واضحة لدى لاعبي ريال مدريد وحتى أقلهم خبرة كان متأكدا من أن الخصم غارق في كوابيسه.

  • افعل أي شيء للفوز حتى وإن كان غير قانوني

في ريادة الأعمال رأينا فيس بوك كيف يفوز على المنافسين وكمية اختراقاته للقوانين وقفزه على الأخلاق منذ بداية مسيرته، ورأينا شركات وقصص عظيمة كلها ملطخة بنفس العار.

يبدو أن ايماننا بالوصول إلى القمة بطريقة أخلاقية هي فكرة من العالم المثالي الذي لا وجود له، فرغم الحركة الغير الأخلاقية التي قام بها فالفيردي وطرد بسببها إلا أنه حصل على أفضل لاعب في النهائي ونال المجد، وكان سببا في تحريم أتلتيكو مدريد من الفوز.

وعلق مدرب أتلتيكو مدريد على طرد فالفيردي: “فالفيردي فاز بالمباراة بسبب الطرد، قلت له لحظة خروجه أي لاعب سيفعل ما فعلته”.

صحيح أن هذا دليل على الروح الرياضية لسيميوني واحترافيته، لكنه أيضا دليل على فهمه قواعد اللعبة جيدا، ولعبة الفوز تتطلب أحيانا خرق القوانين ببساطة.

صحيح أنني وصفت شخصيا تلك الحركة على أنها غير أخلاقية وهي كذلك، إلا أننا نتعلم أخيرا بأنه يجب علينا خرق القوانين إذا كنا نريد أن ننجح.

 

نهاية المقال:

رغم أن هزيمة أتلتيكو مدريد قاسية لأن الحظ تخلى عنا مجددا، إلا انني سعيد جدا بالدرس الثالث، ايماننا بالمثالية أصبح من الماضي، كي ننجح علينا القيام بكل شيء حتى وإن تطلب منا الأمر إزالة ملابسنا في الشارع.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز