بينما معظم التوقعات قبل لقائهما كانت في صالح ليفربول، إلا أن أتلتيكو مدريد فعلها مرتين، انتصار في الذهاب بملعبه 1-0، وانتصار آخر بجحيم الأنفيلد 3-2 وبريمونتادا في الأشواط الإضافية.
العملاق الإنجليزي المغرور بعد فوزه العام الماضي بلقب أبطال أوروبا واقترابه من الفوز بالدوري الإنجليزي لأول مرة منذ 30 عاما، كان مرشحا لدهس كل المنافسين والفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، لفعل شيء مشابه لما قام به ريال مدريد.
أما أتلتيكو مدريد فلم يراهن عليه سوى عشاقه وأنصاره وبعض المتعاطفين مع الفريق ممن يرون أنه يستحق الفوز باللقب في بطولة أبهر فيها الجميع لسنوات وحرمه سوء الحظ من الفوز به 3 مرات من قبل.
دعونا نستخرج الدروس من المواجهة بين العملاقين والتي انتهت بتأهل أتلتيكو مدريد نحو الربع النهائي.
-
الغرور والتعالي يقتلان النجاح
لا شك أن ليفربول هو أفضل فريق في أوروبا لعام 2019، وكان ذلك واضحا في المنافسات المحلية والقارية للفريق خلال الفترة السابقة.
وقد أصبح ملعب الأنفيلد الخاص بالنادي الإنجليزي جحيما على مختلف الطرق التي تتنافس معهم، وغالبا فإن الهزيمة تكون من نصيب الفريق الضيف.
وفي ظل هذه المعطيات واعتبار أيضا لاعبي ليفربول الأفضل في العالم، لم يتمكن فريق كلوب من الحفاظ على تواضعه.
يعد هزيمتهم من أتلتيكو مدريد في اسبانيا توعدوا الفريق الإسباني بشر هزيمة في الإياب، وتوالت تصريحات نجوم ولاعبي الفريق والمدير الفني وكذلك المحللين المقربين من النادي الإنجليزي.
هذا الغرور والتعالي أعمى الفريق عن اصلاح مشاكله وإيجاد حل لمواجهة أتلتيكو مدريد الذي يحترف تدمير الفرق الكبرى في هذه البطولة ولديه تاريخ من القيام بذلك مع برشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وتشيلسي والقائمة طويلة.
جاءت هزيمتهم في الإياب وعلى ملعبهم بأسوأ سيناريو ممكن، حيث لم تحسم النتيجة في الوقت الأصلي ومع بداية الأشواط الإضافية وتقدم الفريق الإنجليزي رد أتلتيكو مدريد في وقت قصير بثلاثة أهداف في عودة قوية ومفاجئة من الفريق الإسباني.
-
الإصرار والإيمان بالفكرة أساسيات النجاح في هذه الحياة
هذه أكبر ميزة يتمتع بها المدير الفني لأتلتيكو مدريد السيد دييغو سيميوني، المستمر على رأس الجهاز الفني لعقد من الزمن تقريبا.
في هذا الإطار كتب أحد عشاق أتلتيكو مدريد ويدعى أمير محمد:
قالوا عنه بأنه يدمر متعة كرة القدم اخترعوا تصريحات مزيفة “بيع البطيخ” ليدمرونه قالوا عنه بأنه أنتهي بعد نهائي 2016 ولكن جميعكم نسيتم عن ما تحاولون تدميره أنتم تحاربون محارب وأنتم مجرد مشجعين مشاهدين لكرة القدم.. أشخاص قليلة جداً قد تستطيع تحمل ما تحمله سيميوني في كرة القدم هل من مدرب يستطيع أن يستمر ويواصل ويعمل مجدداً بعد رأسية راموس القاتلة 2014 لفريق لا يملك تاريخ كبير كان قريباً جداً جداً جداً من المجد ثم يأتي القدر وينهي كل شيء لصالح الطرف الآخر.. ثم تحارب وتقاتل لتبني فريقاً آخر تصل به مجدداً لنهائي ذات الأذنين ثم يعاندك الحظ بشكل أكثر قسوة من المرة الأولى بركلات ترجيح إحدى اللاعبين يسدد تصدم بالقائم ليمنعك القدر مرة أخرى من المجد.
منطقياً هناك انهيار هناك محو لإسم أتلتيكو مدريد من التاريخ بعد كل هذا الحظ اللعين.. تذكروا معي فالنسيا في بداية الألفية الثالثة وخسارة نهائيين متتاليين ومنذ تلك اللحظة ولم يعود فالنسيا.. آما ديغو سيميوني فجعل كل شيء متماسك رغم منطقية كرة القدم التي تريد انهيار أتلتيكو رغم كراهية الكثير لأتلتيكو مدريد بقى الروخي بلانكوس متماسكون بفضل سيميوني فقط لا غير.. كان من الممكن أن يرحل بعد نهائي 2016 ويأتي مدرب بخصائص هجومية وإذا كان حدث ذلك لم نكن لنرى فريق أسمه أتلتيكو مدريد يقهر ليفربول بالأنفيلد لأن اللاعبين منهارين نفسياً يحتاجوا للدكتور ديغو سيميوني الحاصل على دكتوراه في علم النفس “لا أمدح سيميوني فعلاً دكتور في علم النفس” ليجعلهم يحلمون مجدداً نعم لا يحققون الكثير من الإنجازات ولكنهم أقوياء متماسكون.. ثم يأتي يوم الأنفيلد يوم عودة حديث عالم كرة القدم عن ديغو سيميوني بأنه صنع شيئاً لا يصنعه شخصاً آخر صناعة فريدة من النوع الخاص في لعبة أسمها كرة قدم.
جئت لفريق لا يملك تاريخ كبير وعاندك الحظ ولكن إذا واصلت العمل حتماً سيقف بجانبك يوماً من الأيام وها هو قد وصل ديغو سيميوني.. ببساطة كنت أريد القول بأن “ديغو بابلو سيميوني” أفضل مدرب في تاريخ كرة القدم كعقلية وليس كتكتيك آو خطط مدرب يهزمك بالقلب قبل العقل مدرب لا يعرف شيئاً أسمه الإستسلام.
لهذا السبب ترغب الكثير من الأندية في التعاقد معه، وإلا الآن مستمر مع أتلتيكو مدريد الذي جعله المدير الفني صاحب الدخل والراتب الأكبر.
-
ما الذي يمكنني استفادته كرائد أعمال من تغلب أتلتيكو مدريد على ليفربول؟
من الضروري أن تظل متواضعا ولا تتكبر مهما حدث، وإلا فإن الغرور سيقودك إلى الإنهيار والخسارة والهزيمة.
لا تستهين بالمنافسين أبدا، ليفربول استهان بأتلتيكو مدريد فقط لأن هذا الأخير يعاني حاليا في الدوري حيث يحتل المرتبة الخامسة إلى السادسة، وتجاهل حقيقة أن الفريق يمر من مرحلة انتقالية بعد أن غير صفوفه الصيف الماضي، وأنه يتمتع بشخصية قوية في أبطال أوروبا.
من جهة أخرى يجب أن تدرك أن لكل شخص أو كيان او شركة طريقة أو فلسفة تؤمن بها، فأتلتيكو مدريد في عهد سيميوني يعتمد الدفاع القوي وضرب المنافسين من خلال الهجمات المرتدة واستغلال أخطائهم، لكن المدير الفني لفريق ليفربول السيد كلوب يعتقد أن أسلوب أتلتيكو مقزز وسيء وأنه بإمكانه تقديم كرة أجمل ولديه لاعبين وعناصر سيساعدونه على ذلك.
اعتقاد كلوب أن أسلوبه هو الصحيح في كرة القدم والأفضل، كان أيضا خطأ استراتيجيا في هذه المنافسة، وجاء رد سيميوني من خلال المبالغة في الدفاع واطالة المباراة إلى الأشواط الإضافية وانهاك قوة لاعبي الخصم وهكذا تغلب على الفريق الأقوضى.