نهاية قصة سوق دوت كوم بقلم أمازون

لم يكن استحواذ أمازون على سوق دوت كوم قبل عامين خبرا مفرحا لي، ونفس الأمر تكرر عندما استحوذت أوبر على كريم، إنها ضربات متوالية للعلامات التجارية المحلية التي ما أن تكبر حتى تباع للأجنبي وتختفي.

بالنسبة لشركة أمازون فهي لا تنظر من هذه الزاوية، وما يهمها هي أسواق المنطقة، ونتحدث عن الإمارات والسعودية ومصر والقائمة تطول.

الشركة الأمريكية المهزومة في الصين، حيث الثقافة الصينية أقوى من نظيرتها العربية في مقاومة اغراء المال بل وصناعة خدمات منافسة يمكنها أن تغزو الأسواق العالمية، ترى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كعكة سهلة المنال وهي كذلك.

لهذا فالشركة تعمل على اعادة صياغة العلامة التجارية لسوق دوت كوم التي استحوذت عليها وستتخلص من هذا الإسم بعد أن قررت ذلك ابتداء من 1 مايو الجاري.

  • سوق دوت كوم تحول إلى أمازون الإمارات

منذ أيام أرسلت سوق دوت كوم رسالة إلى المسوقين بالعمولة المشتركين لديها، تخبرهم فيها بأن برنامج العمولة الخاص بالفرع الإماراتي تم ايقافه وتفسر أكثر أن الشركة ستعمل على تغيير علامتها التجارية ضمن خطوة من شأنها أن تزيد من جاذبيتها.

بناء على هذا القرار تغيرت سوق دوم كوم الإمارات إلى Amazon.ae، وبالولوج إلى البوابة الإماراتية سيتم توجيهك إلى فرع النسخة الإماراتية من أمازون وهي التي حجزتها الشركة منذ فترة طويلة.

الموقع الجديد يقدم لك أمازون في قالب عربي وبأسعار المنتجات حسب العملة الإماراتية، ويعرض حوالي 30 مليون منتج وسلعة.

من جهة أخرى فإن الشركة الأمريكية تخلصت من سوق دوت كوم وكل ما يمت بصلة إليها في الإمارات، ما يعني أن عربات نقل السلع والعلامة التجارية بأكملها قد أصبحت Amazon.ae

  • نفس الخطوة ستحدث في السعودية ومصر وبقية الأسواق

من المنتظر خلال الأشهر المقبلة أن تقدم الشركة الأمريكية على التخلص من سوق دوت كوم في السعودية ومصر وبقية الأسواق التي تتواجد بها.

كل دولة سيتم توجه المستهلكين فيها إلى نطاق أمازون الخاص بتلك الدولة، ما يعني أننا سنرى نسخة من أمازون في السعودية ونسخة مصرية من هذا الموقع وهكذا.

وهذا يعني أيضا أن العربات التي تنقل المنتجات والتي تحمل شعار سوق دوت كوم ستتغير ومن المنتظر ان تتخلص الشركة من العلامة التجارية بأكملها.

بعبارة أبسط صديقي القارئ، لن يكون هناك أي وجود لموقع سوق دوت كوم وتطبيقاته في المستقبل.

  • أمازون حصلت على مبتغاها

بالنسبة للشركة الأمريكية فهي لا تملك الخبرة ولا المعرفة بأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وباستحواذها على سوق دوت كوم أصبح لديها الكوادر والطاقة البشرية التي تملك هذه المعرفة.

استحوذت الشركة على مقدرات سوق دوت كوم غير المعرفة بالسوق ومنها التقنيات والحلول التي تقدمها وسجلات المبيعات والعملاء وكل شيء.

لذا فإن كل عميل يكره أساسا التعامل مع أمازون وكان يمني نفسه، بأن عملاقة التجارة الإلكترونية ستتوقف عند حد الإستحواذ على سوق دوت كوم وتركها كما هي، سيكون عليه الآن التعامل مع شركات تجارة إلكترونية بديلة في المنطقة وما أكثرها.

  • الدرس من قصة سوق دوت كوم

عندما يقبل المرء بأن يبيع شركته لمؤسسة أخرى، يفقد تماما اليد العليا في تقرير مصيرها وإدارتها، هذا ما يجب أن يعرفه أمثال رونالدو مشوار، المؤسس المشارك لسوق ونائب رئيس أمازون في منطقة الشرق الأوسط.

الرجل كان قد وعدنا بأن شركته ستبقى مستقلة إلى حد ما ولن تتغير العلامة التجارية وستستفيد من خبرات أمازون لتطور خدماتها.

نفس ما حدث مع مؤسسي واتساب اللذان فقدا سيطرتهما على التطبيق وعندما اختلفا مع مارك زوكربيرغ حول ادراج الإعلانات في التطبيق وجدا أنه من الأفضل لهما الإنسحاب وتقديم الإستقالة لأن الموضوع لم يعد بيدهما.

 

نهاية المقال:

لا نعرف إن كان السيد رونالدو قد اعترض على فكرة التخلص من علامته التجارية وتحويلها إلى أمازون، أم أنه تقبل الواقع الجديد، لكن في كل الأحوال الموضوع لم يعد بيده منذ أن قبل ببيع شركته.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز