من سيشتري تويتر ؟ جوجل أو مايكروسوفت و لما لا فيس بوك؟

من سيشتري تويتر؟ جوجل أو مايكروسوفت و لما لا فيس بوك؟
تويتر يغرق؟ هل من الممكن شراءه؟

تويتر لم يعد بخير فقد دخل بالفعل إلى فترة حرجة للغاية، خصوصا بعدما تأكد للجميع أنه خلال الربع الثاني من هذا العام لم يحقق نموا جيدا في عدد المستخدمين و اكتفى بنسبة 15 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم.

العائدات واصلت النمو لتصل إلى 502 مليون دولار منها 49 مليون دولار أرباحا صافية، لكن بدون نمو قوي لعدد المستخدمين و الوقت الذي يمضيه هؤلاء إلى تزايد أعداد النشيطين أعمال تويتر تظل في خطر كبير للغاية!

هذا التباطؤ في النمو غير مبرر خصوصا و أن تويتر لا تملك سوى 316 مليون مستخدم نشط شهريا، و بالمقارنة مع فيس بوك هذا الأخير أكبر منه بخمس مرات و هو الذي يملك أيضا واتساب صاحب 700 مليون مستخدم و تطبيقاته الأخرى التي يستخدمها أكثر من مستخدمي منصة التدوين المصغر!

تطوير الإعلانات و إضافة المزيد من المزايا للمعلنين ليس حلا لهذه المشكلة، فهؤلاء يبحثون عن منصة يتوفر لديها نموا أكبر و لديها مستقبل لتتاح لهم الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح التي يستهدفونها بمنتجاتهم و خدماتهم.

الحل هو الرفع من نمو عدد المستخدمين إلى نسب عالية جدا و أن تصبح هذه المنصة ضرورية في حياة الناس كما هو فيس بوك و واتساب، و هذا ما يريده بالفعل المستثمرين، إنهم محقون.

هذا الأمر يبدو عصيا و صعبا على القيادة الحالية التي لا تزال غارقة في النزاعات الادارية، و فيما يأمل أن تحل مشكلة الرئيس التنفيذي لتويتر قريبا ليستعيد الموظفين ثقتهم في المؤسسة يتمنى المستثمرين أن تكون القيادة الجديدة تحث شخص مسؤول فعلا قادر على انقاد المنصة و انجاح المؤسسة.

و فيما يبدو ذلك غير ممكنا للبعض على الأقل من الآن لنهاية العام، هناك احتمال كبير للغاية لنعيش خلال الأسابيع القادمة على وقع حدث شراء تويتر، و الإسم المرشح أكثر هو جوجل و لكن هناك ايضا أسماء مرشحة أخرى سنستعرضها في هذا المقال.

 

  • جوجل الأبرز في الوقت الراهن

هناك اجماع على أن المرشح الأول لشراء تويتر في حالة طرحت هذه الفكرة بجدية أكبر هو جوجل، هذا الأخير يعمل مؤخرا على تفكيك شبكته الإجتماعية جوجل بلس و هناك حديث جاد على أن الأشهر القادمة ستكون كافية لتكشف فيه جوجل عن فشل هذا المشروع مجددا.

جوجل تخشى فيس بوك و تمدده منذ 2010 كما أعلنت تقارير مؤخرا، و ترى أن عدم امتلاك شبكة اجتماعية كبيرة أو خدمة للتواصل تكون ذات شعبية هائلة سيكون بمثابة الخنجر الذي سينهي مسيرتها و أنا أوافقها الرأي بالتأكيد و قد أكدت على ذلك في “11 أزمة تعصف بشركة جوجل الآن: النهاية؟

الشركة محقة بالفعل في مخاوفها، فمنافسها فيس بوك يتمتع الآن بشعبية هائلة للغاية و هناك اهتمام عالمي بالشبكات الاجتماعية و تطبيقات الدردشة و لديه منصة اعلانية عملاقة و قاعدة لتحطيم يوتيوب مستقبلا على مستوى مشاهدة المحتوى المرئي.

و ما يجعلنا نرى أن جوجل قادرة على اتخاد القرار هو أن القيمة السوقية لتويتر بلغت 17 مليار دولار و جوجل مستعد ليدفع حتى 35 مليار دولار في حالة توصلا إلى إتفاق و هو الذي يملك سيولة مالية تصل إلى 70 مليار دولار تقريبا.

و سيكون تويتر لجوجل حلا ناجعا لمشكلته في عالم الشبكات الإجتماعية كما أنه سيكون اكثر قدرة على الرفع من نمو المستخدمين عبر الحملات الإعلانية التي سيقودها على المواقع التي تعتمد عليه في إظهار الإعلانات و حتى على محرك البحث عكس ما يحدث في الوقت الراهن حيث لا نصادف أية إعلانات لتويتر على جوجل كما هو الحال بالنسبة لفيس بوك.

 

  • مايكروسوفت و حلم الشبكات الإجتماعية

مايكروسوفت لم تعد شركة متخصصة في برمجيات الحواسيب كما هو الأمر قبل سنوات، فهي تملك محرك بحث بينج و لديها خدمة أوتلوك و سلسلة مواقع اخبارية MSN و لديها خدمة التخزين السحابي OneDrive و كل هذه المنتجات ناجحة و لديها شعبية تكبر يوما بعد يوم.

لكن هي أيضا ليست ناجحة في قطاع الشبكات الإجتماعية و الشراكة التي كانت تربطها مع فيس بوك لتقديم نتائج البحث للمستخدمين من بينج انتهت نهاية العام المنصرم و مايكروسوفت لن ترفض اعتماد شبكة اجتماعية أخرى ذات شعبية على نتائج بحثها و إعلاناتها.

شبكة Socl أو ما يرمز لها بــ So.cl و التي أطلقتها مايكروسوفت منذ 2012 لم تحظى باهتمام شعبي و لا تزال مقتصرة على الجامعات فقط و هي أبعد بكثير عن المنافسة و مستقبلها لا يزال غامضا للغاية.

الشركة الأمريكية تريد أيضا إغناء نتائج البحث لمحركها بينج بنتائج حية من تويتر و بالتالي ضرب جوجل من هذه الناحية و التميز عنه بهذه الميزة المهمة، لهذا فقرار شراء تويتر ممكن جدا و هي تملك السيولة المالية التي تسمح لها بعقد صفقة مماثلة لما يمكن أن يحدث مع جوجل.

 

  • هل من المعقول أن يشتري فيس بوك غريمه التقليدي؟

أكبر منافس لفيس بوك في الوقت الراهن هو جوجل، أما بالنسبة لتويتر فهو غريم تقليدي و قديم إلى حد ما لأن هذا الأخير أصغر بكثير منه في كل النواحي، القيمة السوقية و المنصة الإعلانية و عدد المستخدمين و المنتجات الناجحة، و يكفي أن تعرف بأن قيمة فيس بوك تجاوزت 220 مليار دولار و أن قيمة انستقرام منها هو 35 مليار دولار ما يجعل هذا الأخير كمنتج من منتجات العملاق الأزرق أكثر قيمة من منصة التدوين المصغر.

من الجنون إذن أن يقدم مارك على هذه الخطوة التي ستبدو لمعظم المراقبين، عبثية و غير مفهومة لكن أحيانا من الجيد أن تشتري شركة قادرة على أن تنافسك في المستقبل أو أن تكون ملكا لمنافس حقيقي و في هذه الحالة إذا اصبح تويتر ملكا لجوجل و نجح هذا الأخير مع هذه المنصة فستكون ضربة قوية لشركة مارك.

لذا أرى احتمالا مقبولا في حدوث هذه الخطوة رغم أن جهات مختلفة بما فيها مفوضية الاتحاد الأوروبي ستعترض على هذه الصفقة بدعوى مكافحة الاحتكار!

 

نهاية المقال:

إذا استمرت أزمة تويتر فإن قيمة منصة التدوين المصغر ستنخفض على مدار الأشهر القادمة، هذا سيدفع بالمستثمرين للضغط على الإدارة لقبول أي عرض استحواذ من جوجل أو مايكروسوفت أو حتى فيس بوك!

الشيء الوحيد المتفق عليه هو أن تويتر يبدو مشروعا مربحا للغاية في حالة حظي بقيادة حكيمة و رشيدة قادرة على تحويله إلى شركة عملاقة تضاهي العلامات التجارية الأكبر في العالم!

الباب مفتوح لكل الاحتمالات و لكل الشركات القادرة على شراءه لكن يظل جوجل الأرجح من غيره إذا قرر صراحة السعي لهذه الخطوة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز