مشروع بيع الذهب الأخضر بسعر 2000 يورو لكل لتر

كلنا نعلم أن الذهب الأسود هو النفط، ونعرف الذهب الأصفر أيضا، لكن الذهب الأخضر يطلق على منتج أو مادة أخرى مغايرة نعرفها لكن لا ندرك قيمتها غالبا.

إذا كنت من سكان شمال أفريقيا سواء المغرب أو الجزائر أو موريتانيا أو حتى مصر والسودان، فإن واحدة من الفواكه التي تستهلك كثيرا خلال الصيف هي ثمار الصبار.

هذه الثمار عادة ما تتوفر بأسعار متواضعة ويمكنك أن تشتري منها كيلو أو أكثر بتكلفة قليلة ما يجعله من الثمار الشعبية المتاحة حتى للفقراء.

لكن خلف هذه الصورة النمطية، يتواجد الذهب الأخضر والذي يطلق على التين الشوكي أو ما يعرف أيضا بثمار الصبار.

لكن هذه الثمار الموسمية التي تتوفر فقط صيفا والتي تباع بكميات هائلة خلال هذا الفصل، لم تستفد منها المنطقة جيدا نتيجة جهل إمكانية ربح آلاف الدولارات من مشروع مثل هذا.

  • ما نتحدث عنه هو زيت الصبار

في الوقت الذي يعمل فيه الفلاحون على زراعة أشجار التين الشوكي وحصد الثمار التي تعطيها سنويا خلال الصيف وبيعها بأسعار متواضعة، واستغلال زهور الصبار في صنع شاي الأعشاب وتحويل لب الفاكهة الحمراء إلى عصير، وخل، ومربى، وحتى شراب، تم التوصل إلى منتج جديد قائم على الصبار.

توصل الخبراء إلى زيت الصبار، والذي اعترفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) خلال عام 2017 بفوائده الكبيرة وأنه يمكن أن يساعد على حل الكثير من مشكلات الأمن الغذائي في العالم ومنع تآكل التربة.

وتشجع المنظمة على زراعة الصبار لأنه بكل مكوناته وأنواعه مفيد ولديه فوائد على المنطقة التي ينتشر بها، ويمكن ان ينفع الفلاحة والساكنة والمستهلكين ويقاوم التصحر.

  • مشروع جزائري ناجح

عودة إلى عام 2015، حيث تم بناء مصنع صغير في الجزائر وهو يتواجد في سيدي فرج وتم الاستعانة فيه بخبراء من المكسيك للتوصل إلى مختلف المنتجات التي يمكن توفيرها بناء على الصبار ومشتقاته.

تمكن هذا المشروع من انتاج 300 لتر في العام 2017 و 1000 لتر في العام 2018 على التوالي ويأمل في زيادة الإنتاج هذا العام ليتخطى إنتاج العام الماضي.

يتم توظيف كل طن من ثمار الصبار ليتحول للتر واحد من الزيت، والذي يمكن أن يباع بأكثر من 2000 يورو في الأسواق الأوروبية.

حصل المشروع على شهادات عالمية ولهذا فإن منتجاته موثوقة ويتم تصديرها إلى فرنسا وألمانيا واسبانيا، بينما يعمل العلماء والخبراء على ايجاد حلول لاستخراج كميات أكبر من زيت الصبار.

وحسب خطط المصنع الجزائري فإن الولايات المتحدة هي السوق التالية التي سيتوفر فيها زيت الصبار وسيباع هناك بأكثر من 2000 دولار لكل لتر.

  • أغلى من الذهب وأرخص من بيتكوين

يأتي زيت الصبار في الوسط بين الذهب الذي يتوفر بسعر 1320 دولار لكل أونصة وعملة بيتكوين المتاحة حاليا بسعر 3600 دولار أمريكي.

ومقارنة بالكثير من الزيوت والمنتجات الغذائية والتجميلية الأخرى، يعد سعر الصبار أكبرها قيمة وثمنا وهناك أسباب وراء ذلك.

أهم هذه الأسباب أن استخراج هذا الزيت وإن كان يستخدم فيه الآلات إلا أنه صعب، إذ تحتاج إلى طن من تلك الثمار لاستخراجه.

المنافسة في هذا القطاع شبه منعدمة عالميا والفرص كبيرة، وهو ما يجعل سعر هذه المادة باهظة لأنها ببساطة نادرة وقليلة.

ويستخدم هذا الزيت بكثرة في صناعة منتجات التجميل الباهظة ومحاربة الشيخوخة وله فوائد كثيرة تجعل المؤسسات المختصة والأفراد خصوصا الأثرياء يرغبون في استخدامه.

  • مشروع تجاري يمكن ان ينجح في البلدان العربية

إلى جانب نجاحه في الجزائر فإن تواجده بكثرة في المغرب وموريتانيا وبعض المناطق في السودان ومصر وبقية دول شمال أفريقيا يجعله مشروعا مربحا للغاية.

كلما تم انتاج كميات أكبر منه كان هامش الربح أكبر، بالنظر إلى ان التكاليف لن تكون محصورة فقط على إنشاء مصنع أو توظيف العمل وشراء الآلات بل أيضا شراء المادة التي تستخدم في هذه الصناعة ومن الأفضل زراعة أشجار التين الشوكي والتي تنبت وتنتشر حتى في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية والمناطق الجافة.

  • تكاليف تقديرية لهذا المشروع

إذا كنت فلاحا تزرع أشجار التين الشوكي يمكنك شراء ماكينة صغيرة لاستخلاص زيت الصبار والتي يصل سعرها إلى 1000 دولار.

هناك ماكينات أكبر يتراوح سعرها بين 1000 دولار إلى 10000 دولار للواحدة، بينما ستحتاج إلى كميات كبيرة من الثمار لاستخدامها في هذا الشأن.

الزراعة في أرض صغيرة قد لا تكفي لهذا يمكنك أن تشتري كميات من المحصول خلال الصيف من فلاحين آخرين.

المشروع ليس سهلا لكنه مربح، يجب أن تضع خطة واضحة وتستغل الإمكانيات في منطقتك إذا كنت مهتما أو تتعاون مع مستثمرين مهتمين بدعم المشروع.

يمكن أن تبدأ صغيرا وفي مرحلة لاحقة تكون لديك أراضي ومحاصيل كثيرة ومصنع كبير أو ربما عدة مصانع والعديد من العمال.

بالطبع لا يتوقف الأمر عند الإنتاج والإستثمار بل أيضا التسويق والحصول على شهادة الجودة وبناء المشروع على أرضية قانونية.

 

نهاية المقال:

هذا مشروع تجاري ناجح في الجزائر ويمكن أن ينجح في كل من المغرب وموريتانيا والسودان ومصر ودول شمال أفريقيا، الذهب الأخضر موجود في عالمنا العربي وهو أغلى من الذهب وأرخص من بيتكوين.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.