حذار من القروض مقابل رهن الذهب

حذار من القروض مقابل رهن الذهب

لا مانع من رهن الذهب للحصول على قرض مالي حسن، أي قرض غير ربوي ولا علاقة له بسعر الفائدة من قريب ولا من بعيد.

لكن القروض مقابل رهن الذهب المنتشرة في تونس والجزائر ودول أخرى بالمنطقة ومنها تلك التي تنشط في السوق السوداء بعيدا عن المؤسسات المالية والبنوك المرخصة تعد خطيرة.

  • ما هي القروض مقابل رهن الذهب؟

هي قروض مالية يحصل عليها الشخص الذي يحتاج إلى سيولة مالية، مقابل أن يمنح الجهة المانحة مجوهراته الذهبية والحلي الذي يملكه.

ويجيز القانون التونسي على سبيل المثال منح قروض مقابل رهن الذهب شرط ألا تتعدى قيمة القرض نسبة 60 في المئة من قيمة المصوغات المرهونة.

تتميز هذه القروض بأنه يتم إصدارها بسرعة مقارنة بأنواع القروض الأخرى التي قد لا يتم إصدارها إذا وجد البنك أو الجهة المانحة أدلة على أن المقترض يمكن أن يتعثر.

الذهب هو الضمانة في هذه الحالة، إذا كنت تريد أن تقترض 1000 دولار ولديك 400 دولار من الذهب فعليك أن تمنح الجهة التي ستعطيك القرض ما لديك من الذهب على أن تستعيده بعد تسديد القرض.

  • القروض مقابل رهن الذهب في عصر سعر الفائدة

ستجد أن مختلف المؤسسات والبنوك التي تمنح هذه القروض تفرض عليك سعر الفائدة والتي تصل إلى 20 في المئة وربما أكثر.

والحقيقة ان المؤسسات الرسمية والمرخصة تقدم قروضا بسعر فائدة أقل مقارنة مع الأشخاص والجهات والمتاجر التي تقدم هذه القروض دون ترخيص.

وفي كلتا الحالتين أنت تمنح رقبتك وحياتك لسعر الفائدة التي تعد “الربا”، وهو واحد من الكبائر في الإسلام وهلاك المتعاملين به.

لا يوجد أي استثناء أو تساهل في مسألة الربا بالإسلام على عكس الكثير من النواهي والمعاصي في الإسلام، وقاعدة الضرورات تبيع المحظورات لا تعمل في هذه الحالة.

  • ما الذي يدفع الناس إلى القروض مقابل رهن الذهب؟

تعد هذه القروض سهلة وشائعة في السوق السوداء وهناك بعض المتاجر التي تبيع الذهب توفره لعملائها، كما أن بعض المؤسسات البنكية تقدمه وتعمل على إصدار القرض في أسرع وقت في هذه الحالة على عكس القروض بدون رهن.

في هذه الحالة يضحي المقترض بالذهب ويخاطر به ناهيك على أنه يدفع فائدة عالية قد تتجاوز 20 في المئة.

إذا فشل في تسديد القرض يحق للجهة المانحة الحجز على ممتلكاته من الذهب وبالتالي يخسر هذا المعدن الثمين.

هناك من يقترض بهذه الطريقة لتسديد ديون قديمة أو لإنشاء مشروع تجاري، أو شراء شقة أو القيام بخطوة مالية مهمة بالنسبة له.

وبالطبع فإن الجهل بخطورة هذه القروض يجعلها تنتشر في مجتمعاتنا، وهناك استسهال كبير في التعامل بها وقبولها.

  • مخاطر القروض مقابل رهن الذهب

أولى عيوب هذه القروض أن معدل الفائدة عليها عالي خصوصا تلك التي تمنح في السوق السوداء وبعيدا عن البنوك والمؤسسات المالية.

أما العيب الثاني فهي أنك ترهن الذهب وتخاطر به، وإذا كان المانح الذي تتعامل معه غير موثوق، فقد يستغل ارتفاع الذهب ويبعه ويختفي عن الأنظار.

العيب الثالث هو أن الجهة المانحة للقرض يمكنها أن تستخدم الذهب الخاص بك في أنشطة القروض لأفراد آخرين وهو ما يعرض أصولك للخطر.

ولا ننسى العيب الرابع والأكبر وهو أن القروض الربوية هي حرب مباشرة ضد الله، وعادة ما تجلب الخراب والحزن والإكتئاب على المتعاملين به.

  • ماذا عن القروض الحسنة مقابل رهن الذهب؟

إذا كنت ستقترض 1000 دولار وتسدد المبلغ نفسه دون زيادة أو نقصان، وتعطي الجهة المانحة للقرض ضمانة عبارة عن الذهب الذي تملكه فلا مشكلة في ذلك.

القروض الحسنة تعد حلالا لأن الجهة المانحة لا تربح من وراءها أي شيء، بينما أنت المقترض لا يقع عليك أي ظلم.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز