ربما إذا كنت تذكر فقد صدر في الصيف الماضي تقريرا يؤكد أن صناعة المشروبات الغازية تواجه تحديات عديدة، منها تزايد الوعي الصحي.
لا تزال الشركات الامريكية وفي طليعتها كوكاكولا هي التي تقود هذه الصناعة وهي الشركة التي لم تتضرر خلال كساد 1929، فيما استغلت الحرب العالمية الثانية للوصول إلى العالمية، وتغلبت على التحديات التي واكبت أزمة 2008.
لكن أزمة فيروس كورونا مختلفة، فهي تأتي في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات على هذه الصناعة، حيث يزداد المقاطعين لهذه المشروبات لأسباب صحية.
ويبدو انها تواجه تحديا مهما ألا وهو تزايد أسعار المواد والسلع الأساسية التي تستخدم في الصناعة، كما أنه قرار لزيادة هامش الربح والحفاظ عليه وهو الذي يتناقص مع تزايد التضخم عالميا.
قال الرئيس التنفيذي جيمس كوينسي لمذيعة CNBC سارة إيسن في برنامج “Squawk on the Street” يوم الإثنين: “نحن محاطون جيدًا في عام 21 ولكن هناك ضغط متراكم منذ فترة ولذا يجب أن تكون هناك بعض الزيادات في الأسعار”.
ينضم عملاق المشروبات إلى عدد من عمالقة المستهلكين الآخرين، مثل Kimberly-Clark و JM Smucker، في ارتفاع الأسعار.
في حين أن هذه الخطوة ستساعد في هوامش ربحهم، فقد تأتي على حساب المستهلكين الذين يعانون من ضائقة مالية والذين لا يزالون يعانون من التأثير الاقتصادي لوباء فيروس كورونا.
وأضاف: “نحن نعتزم إدارة هؤلاء بذكاء، والتفكير في الطريقة التي نستخدم بها أحجام العبوات وتحسين نقاط السعر للمستهلكين”.
خلال الأزمة، حولت شركة كوكاكولا إنتاجها للتركيز على التعبئة والتغليف الأكبر حجمًا لجذب المستهلكين الذين يقضون وقتًا أطول في المنزل والتخزين في متجر البقالة.
ولكن قبل الوباء، كانت شركة كوكاكولا ومنافستها PepsiCo تدفعان عبوات وزجاجات أصغر حجمًا، والتي عادة ما تحمل سعرًا أعلى للأونصة للمستهلك وتكون أكثر ربحية للشركة المصنعة.
قال مسؤولون تنفيذيون في شركة بيبسي يوم الخميس إنهم يتوقعون عودة عبوات أصغر مع انحسار الأزمة وبداية الإنتعاش العالمي.
لم يكشف المسؤول البارز في شركة كوكاكولا التي سيكون لها علامات أسعار أعلى، أعلنت الشركة آخر مرة عن زيادة الأسعار في عام 2018 مستشهدة بتأثير التعريفات الجمركية على الألومنيوم في ظل إدارة ترامب.
عندما يتعلق الأمر بالمواد الاستهلاكية الأساسية وصناعة المشروبات، فإن ببسي هي الأفضل لقيمتها ونمو توزيعات الأرباح وتنويعها، وعندما يتعلق الأمر بإعادة الافتتاح واللعب على الطعام بعيدًا عن المنزل، والسفر، والترفيه، فإن كوكاكولا هي كل شيء.
تعتبر الشركة إلى حد بعيد الخيار الرائد بين المستهلكين والمؤسسات عندما يتعلق الأمر بخدمة المشروبات، مع إعادة الافتتاح بالفعل من المتوقع أن يرتفع الإقبال على منتجاتها، وهذا ما يدفع الشركة لرفع الأسعار في الفترة القادمة مع اطلاق عبوات جديدة لا تظهر هذا الإرتفاع بشكل ملحوظ للمستهلكين.
تحسنت المبيعات بشكل مطرد في شركة Coca-Cola حيث تسمح اللقاحات بفتح مطاعم ومكاتب في العديد من المناطق على مستوى العالم.
تاريخيا، حجزت شركة كوكاكولا نصف مبيعاتها من المطاعم والملاعب والأماكن العامة الأخرى، عندما انتشر الوباء تضررت المؤسسة.
وقال عملاق المشروبات إنه اعتبارًا من مارس عادت أحجام الحالات إلى مستويات 2019، كان نمو الحجم في الربع الأول قوياً بشكل خاص في الصين، التي كانت مغلقة العام الماضي.
قال رئيس مجلس إدارة شركة كوكاكولا ومديرها التنفيذي جيمس كوينسي إن عمليات إعادة الافتتاح تحدث على ثلاث مراحل مع زيادة معدلات اللقاح.
أولاً كما قال يبدأ الناس بالخروج إلى المطاعم في المساء، قال كوينسي إن هذه الأعمال عادت في أسواق مثل الصين وأستراليا وبدأت في الانتعاش في الولايات المتحدة الشهر الماضي.
بعد ذلك تُعاد فتح المكاتب وتبدأ الأعمال في وقت الغداء، وقال إن ذلك بدأ في الصين ولكن ليس في الولايات المتحدة بعد.
أخيرًا سيتم إعادة فتح الملاعب والمسارح وغيرها من الأماكن الكبيرة، لكن هذا لم يحدث بعد على نطاق واسع في أي سوق أو دولة.
يستعيد الناس بعض قدرتهم على الحركة مع زيادة جهود اللقاح في الولايات المتحدة، أعلنت الحكومة يوم الأحد أن نصف جميع البالغين في الولايات المتحدة تلقوا جرعة واحدة على الأقل من COVID-19.
قال كوينسي إن مراحل إعادة الفتح يمكن أن تحدث بسرعة أكبر في الولايات المتحدة مقارنة بالأسواق الأخرى الأقل نموًا.
إقرأ أيضا:
آبل ونايكي وكوكاكولا مع قمع المسلمين الإيغور في الصين؟
ما سر إطلاق هاتف Pepsi ؟ و كيف سترد كوكاكولا؟
لأصحاب المقاهي أفكار تجارية في رمضان خلال الحجر الصحي