زيادة سعر رغيف العيش في مصر: هل هو قرار حكيم؟

زيادة سعر رغيف العيش في مصر: هل هو قرار حكيم؟

في تصريحات مهمة له شملت الزيادة السكانية المتسارعة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الثلاثاء إن الوقت قد حان لزيادة سعر رغيف العيش في مصر لأول مرة منذ عقود.

ولمن لا يعرف رغيف العيش المصري فهو الخبز بالنسبة لبقية الدول، وهو جزء أساسي من الأطباق المصرية اليومية، وعنصر أساسي لا غنى عنه.

ويباع الخبز حاليا بسعر 0.05 جنيه مصري (0.0032 دولار) للرغيف لأكثر من 60 مليون مصري ما يجعله أرخص من الخبز في عدد من دول المنطقة.

الإصلاحات في مصر ضرورية ومهمة:

والحقيقة أن هذا السعر معمول به منذ عقود طويلة، حيث تم الاتفاق على محاولات التغيير السابقة في برنامج الدعم، والتي تسببت في أعمال شغب قاتلة بشأن الخبز في عام 1977، كجزء من صفقة قرض الرئيس السابق أنور السادات مع صندوق النقد الدولي (IMF).

وفي ظل الإصلاحات المالية التي تجريها الحكومة المصرية منذ 2016، والتي أنقذت البلد من افلاس مؤكد وانهيار كان سيكون كارثيا على المنطقة، اختارت الحكومة رفع الدعم وتعويم الجنيه المصري وتقليل الواردات وزيادة الصادرات.

وقال السيسي “لا أقول إننا نجعلها أكثر تكلفة بشكل كبير، لتصل إلى 65 أو 60 قرشا، لكن (زيادة السعر) ضروري”، ويعد هذا السقف هو المحدد لأسعار إنتاج هذه المادة الحيوية.

بقي السعر ثابتا منذ 30 عاما وتجاوزته السجائر في سعرها بشكل كبير وكذلك العديد من المنتجات المقاربة لها في السعر في الأصل.

محاولات لإصلاح سعر رغيف العيش في مصر:

بالعودة إلى أغسطس 2020، أصدرت الدولة قرارا بتخفيض وزن الرغيف من 110 غرامات إلى 90 غراما، وهذا في قرار لتقليل الخسائر لكن لا تزال الخسائر التي تدفعها الدولة كبيرة.

بلغت فاتورة الدعم التمويني في الميزانية المصرية في العام الأخير حوالي 5.2 مليار دولار منها 2.5 مليار دولار لدعم رغيف العيش في مصر.

وتسعى الحكومة من أجل تقليل هذه التكلفة بنسبة مهمة، ومن شأن رفع السعر أن يؤدي إلى تقليل الضغط وتوفير مليار دولار على الأقل للميزانية المصرية.

تحتاج الدولة المصرية هذه الأموال لاستثمارها في التنمية من خلال تحسين الحياة في الأرياف وبناء المدن الجديدة والطرقات وتطوير قطاع الرعاية الصحية الذي انكشف ضعفه في أزمة كورونا.

يكلف انتاج كل رغيف واحد الدولة 67 قرشا ويباع بـ 5 قروش، وتحتاج إلى رفع السعر نحو مستوى منطقي، حيث هناك حديث عن الوصول إلى 30 قرشا الآن.

سعر رغيف العيش في مصر:

ويباع الخبز حاليا بسعر 0.05 جنيه مصري (0.0032 دولار) للرغيف لأكثر من 60 مليون مصري وهو السعر الرسمي حاليا، لكن مع اعلان الرئيس أن الدولة ترغب زيادة سعر الرغيف فهذا يعني أنه قرار رسمي.

وبدأت وسائل الإعلام المحلية تروج لهذا القرار الذي سيصبح رسميا قريبا، وهذا يعني أن البرلمان المصري سيناقشه أو أن لجنة مختصة هي التي ستحدد السعر العادل.

من المتوقع أن يتم رفع سعر العيش في مصر إلى 30 قرشا أو حتى 40 قرشا، وهذا ليبقى ثابتا على هذا السعر ولكن ليس بشكل دائم حيث هناك زيادات مستقبلا، قبل أن يتم رفع الدعم عليه.

هل هو قرار حكيم؟

لا شك ان القرار مؤلم لفقراء مصر، لكن ينبغي أن يواجه هؤلاء حقيقة أن سعر العيش جد رخيص وهو يكلف الدولة المليارات من الدولارات.

وكانت القاهرة قد أطلقت العديد من برامج تحسين حياة الفقراء والناس في الأرياف واستطاعت أن تحسن من حياتهم، إلا ان أزمة كورونا أضرت بالوضع العام كما هو الحال في بقية دول العالم.

مثل الإصلاحات السابقة التي أجرتها الحكومة وعارضها الرأي العام، هذا قرار حكيم وعادل في نظرنا، وينبغي تحرير سعر العيش بالتدريج مع تحسين حياة الناس في مصر.

إقرأ أيضا:

نريد اصلاحات اقتصادية في تونس على طريقة مصر

رؤية مصر 2050: توفير المياه بدون ضرب سد النهضة

لماذا لا تريد مصر ضرب سد النهضة حتى الآن؟

ما هي مصلحة مصر في اعمار قطاع غزة وتنميته اقتصاديا؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز