يعد السوق الصعودي الحالي الأعظم في التاريخ الحديث، وكل هذا بفضل أسعار الفائدة المنخفضة والتقليل من الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية والبرامج التحفيزية من البنوك المركزية والتي استمرت أكثر من عقد من الزمن.
لكن لكل رخاء نهاية، وعهد الأزمة المالية العالمية يقترب مجددا، فعلامات الركود تزداد وأكبر الإقتصادات في العالم تتباطأ ومنها الإقتصاد الصيني.
غير أن أسواق الأسهم والبورصات لا تزال متفائلة وهي تركز على موضوع الحرب التجارية وكان شهر نوفمبر المنصرم من أفضل الأشهر لهذه الأسواق وقد تم تعويض كل الخسائر التي منيت بها الأسواق خلال أغسطس الماضي.
في هذا المقال سنجيب عن سؤال مهم ويتعلق الأمر بكيفية منع سقوط العالم نحو أزمة مالية جديدة والإنزلاق نحو الركود الإقتصادي.
-
انهاء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية
من شأن توصل الطرفين إلى اتفاق المرحلة الأولى والتقدم نحو اتفاق شامل لاحق ينهي الخلاف بين أكبر اقتصادين في العالم أن يدفع الأسواق نحو الأعلى بقوة.
في هذه الحالة سيتجاوز داو جونز 30000 نقطة بسهولة، ومن شأن الإستثمار أن ينتعش والتجارة العالمية معها أيضا.
بالنسبة للإقتصاد الصيني فسيعود مجددا لتسجيل معدلات نمو أقوى حيث التصدير سينتعش إلى الولايات المتحدة ونفس الأمر بالنسبة لهذا الأخير.
يتوقف الأمر على كيف سيكون الاتفاق النهائي للمفاوضات التجارية، هل سنشهد اقتصادا صينيا منفتحا على الشركات الغربية ومنتجاتها؟ إذا حدث ذلك ستنفتح الولايات المتحدة أكثر أمام المنتجات الصينية وصناعتها وربما ترفع الحظر عن هواوي.
لكن التوصل إلى اتفاق يعد صعبا للغاية، ولا يبدو ان التغييرات التي تطالب بها الولايات المتحدة في سياسة الصين ستتحقق كلها.
هناك من يؤمن بأن الحرب التجارية لن تتوقف قريبا، وحتى إذا توصل الطرفان إلى اتفاق فسيظل البلدين خصمين على الساحة لأن واشنطن تخشى أن تسرق منها بكين الزعامة.
-
التخلي عن الحمائية والدفاع عن التجارة العالمية
هناك للأسف دول توجهت إلى الحمائية تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية وحتى بريطانيا المتمسكة بالإنسحاب من الإتحاد الأوروبي ولا ننسى البرازيل.
يعد هذا وباء قاتلا للإقتصاد العالمي وسينهي المبادئ التي تقوم عليها التجارة العالمية ويعيدنا إلى حروب عسكرية فتاكة.
يجب أن يتخلى العالم عن هذا السلوك السيء ونرى انفتاحا على توظيف الأجانب وتجنب التمييز في الوظائف وزيادة حجم المبادلات التجارية بين الدول.
إذا توصلت الولايات المتحدة مع الصين إلى اتفاق تجاري فسيكون ذلك ضربة للحمائية، وننتظر تقدما في الخلاف التجاري بين كوريا الجنوبية واليابان وكذلك الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
-
إدارة فقاعة ديون الشركات والشركات الناشئة الغير المربحة
تتسارع ديون الشركات وهو مؤشر مقلق مع العلم أن أسعار الفائدة المنخفضة عالميا تشجع على هذا السلوك.
من جهة أخرى دخلت خلال السنوات الأخيرة العديد من الشركات الناشئة التي تحرق النقود بشكل مستمر ومتزايد إلى البورصات منها أوبر التي تزداد خسائرها ولا يبدو أنها ستحقق أية أرباح دون الوصول إلى السيارات الذاتية القيادة والتخلي عن السائقين، وحتى تطبيق هذه الخطة مكلفة وليس أمرا سهلا.
يجب إيجاد حل لهذه الظاهرة ومنع وصول المزيد من الشركات التي لا أمل كبير في أن تتحول إلى الربحية قريبا.
صحيح أن هناك شركات تخسر لعدة سنوات ومن ثم تتحول إلى الربحية لكن أوبر نموذج سيء وتجاوزت في الخسارة كل القواعد السابقة ولدينا أيضا شركة WeWork.
-
انهاء الحروب والسيطرة على الاحتجاجات الاجتماعية
يعد الشرق الأوسط وشمال افريقيا ساحة احتجاجات وحروب عديدة، ولدينا حاليا العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن، وقد بدأت النيران تنتقل إلى مختلف الجيران على شكل أزمة اقتصادية وتهديدات بانفجارات اجتماعية أكبر.
في أمريكا اللاتينية هناك أيضا فنزويلا وتشيلي والأزمة المالية في الأرجنتين وهناك تهديدات لكل من البرازيل وكولومبيا ودول أخرى هناك.
يجب على هذه الدول أن تسيطر على هذه الحرائق الاجتماعية والاقتصادية وإلا فإن رقعتها ستكون أكبر وسيشكل هذا ضربة للإقتصاد العالمي.
إقرأ أيضا: انهيار أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2020 – 2025
نهاية المقال:
لا يريد العالم حلول الركود الإقتصادي ومعه الأزمة المالية العالمية والفوضى الكبرى خلال 2020؟ هذه توصياتي لتأجيل كل ذلك إلى عام 2021 أو عام 2022 كحد أقصى.