قفزت أسعار العديد من المنتجات في الأسواق الإسلامية منذ أيام ومرة أخرى مع بداية شهر رمضان ومنها الطماطم والبصل والدواجن وعدد من المواد الإستهلاكية التي يخضع تسعيرها لقوى العرض والطلب.
ورغم تراجع الطلب على زينة رمضان في مصر على سبيل المثال، إلا ان أسعار الدواجن ارتفعت وعدد من أصناف الخضروات أيضا التي عليها طلب متزايد.
وفي المغرب لاحظنا ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء خصوصا الدواجن إضافة إلى البصل تحديدا أكثر وعدد من الخضروات والفواكه الأخرى.
حتى في فرنسا وكندا وعدد من الدول التي يتواجد بها المسلمين بكثرة ويحتفلون بشهر رمضان، هناك مخاوف من أن انفاقهم المتزايد هذا الشهر قد يرفع التضخم أكثر قبل أن يتراجع بعد عيد الفطر.
على الرغم من انخفاض معدل التضخم السنوي في كندا، إلا أن أسعار المواد الغذائية المشتراة من متجر البقالة ارتفعت بنسبة 10.6 في المائة على أساس سنوي في الشهر الماضي، وفقًا لأحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك من مكتب الإحصاء الكندي، والذي صدر يوم الثلاثاء.
تباطأ نمو أسعار المواد الغذائية في بعض العناصر الرئيسية في فبراير مثل اللحوم والخضروات ومنتجات الألبان ومنتجات المخابز، لكن أسعار سلع مثل منتجات الحبوب والسكر والحلويات والأسماك والمأكولات البحرية الأخرى تسارعت على أساس سنوي في الشهر الماضي.
عند الخروج للتسوق، ينصح الخبراء الماليين بإعداد قائمة البقالة والالتزام بها لتجنب الإسراف في الإنفاق على العناصر الإضافية، لكن كم عدد الأشخاص الذين سيلتزمون بذلك؟
نحن نعرف أن أصحاب الدخل المحدود يستطيعون اتباع هذه السياسة وهم مجبرون على ذلك فعلا، لكن الطبقة المتوسطة والغنية قد تتسامح مع زيادة الإنفاق خلال الشهر الحالي من أجل الولائم الرمضانية.
تعد حفلات الإفطار والعشاء أمرًا شائعًا خلال شهر رمضان، وهي الولائم التي تنتهي بهدر الكثير من الطعام، عوض تخزينه في الثلاجة واستخدامه على السحور أو حتى فطور اليوم التالي.
خلال شهر رمضان بينما يصوم الناس، يُظهر السوق غضبه من خلال موجة أخرى من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
يعمل هذا الاتجاه بغض النظر عن الأزمة الاقتصادية العالمية، ويستفيد اللاعبون في السوق من ارتفاع الطلب على عدد قليل من السلع خلال هذا الشهر، ومع ذلك استمر الضغط التضخمي في السيادة لعدة أشهر حتى الآن.
بالنسبة لذوي الدخل المنخفض أدى ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى انخفاض كبير في قوتهم الشرائية، لم تكن هناك زيادة في الأجور لتتناسب مع ارتفاع الأسعار، لذلك يكافح الناس لإدارة الضروريات اليومية لأسرهم.
تضطر الأسر ذات الدخل المتوسط إلى خفض العديد من النفقات وإجراء تعديلات كبيرة على نمط الحياة لأنها تشعر بضيق ارتفاع تكاليف المعيشة وهي أكبر فئة متضررة من التضخم الحاصل اليوم، وستواجه صعوبات في الحصول على السلع بسبب ارتفاع الطلب عليها وارتفاع أسعارها كنتيجة لذلك.
تضطر الفئات الأكثر ضعفاً مثل العمال اليوميين وذوي الدخل المنخفض وأصحاب الأعمال الصغيرة وعمال القطاع غير الرسمي ذوي المدخرات المحدودة والدخل الضئيل إلى اللجوء إلى آليات مختلفة للتكيف.
لقد استنفدوا بالفعل مدخراتهم ويساومون على كمية ونوعية الطعام، ويقومون بعمل إضافي، ويعتمدون على الائتمان غير الرسمي، لسوء الحظ لا يعكس متوسط معدل التضخم حالة السوق الفعلية حيث ارتفعت أسعار بعض السلع أكثر بكثير من معدل التضخم الوطني.
تتطلب معالجة الضغط التضخمي المستمر تدابير دقيقة ومنسقة تجمع بين السياسات المالية والنقدية، ومع ذلك لم يكن هناك تغيير كبير في السياسات مما أدى إلى نجاح محدود في احتواء التضخم.
يقول الخبراء أنه خلال شهر رمضان، يجب على الحكومة زيادة المعروض من السلع الأساسية للتوزيع من خلال مبيعات السوق المفتوحة، ويجب على الحكومة أيضًا توفير المواد الأساسية مثل زيت الطعام والسكر والعدس والبصل والحمص بأسعار معقولة للأسر ذات الدخل المنخفض.
لكن في الواقع فإن الكثير من هذه السلع خاضعة للعرض والطلب، ولدى المواطن او المستهلك سلاح فعال وهو تجنب شراء ما هو مكلف بالنسبة له، وبالتالي إذا تزايد الأشخاص الذين يتجنبون الشراء عند ارتفاع الأسعار سيضطر التجار إلى خفض أسعارهم.
للأسف ما يحصل الآن في الأسواق بالدول العربية والإسلامية هو العكس، لاحظ التجار ارتفاع الطلب وبسبب مشاكل الإمدادات والوضع الاقتصاد العالمي عم مضطرون لزيادة الأسعار وفئة منهم تريد أن تتفيد من هذا الموسم الاستثنائي خلال العام.
إقرا أيضا:
6 سياسات ناجحة في تقليل مصاريف رمضان
هل تختفي الولائم الرمضانية في عصر التضخم والغلاء المتزايد؟
لماذا يزداد الإقبال على القمار والمراهنات في شهر رمضان؟
شهر رمضان موسم ترفيهي تجاري ضخم!
دليل روابط مسابقات رمضان 2023 (متجدد)
كيفية التخلص من الطاقة السلبية في رمضان
تأثير غزو أوكرانيا على المسلمين والعرب في رمضان
لأصحاب المقاهي أفكار تجارية في رمضان خلال الحجر الصحي