على هامش قمة العشرين في الهند (بهارات)، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الممر الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
المشروع الجديد واعد للغاية وهو من المشاريع التجارية العالمية التي يمكنها أن تواجه بقوة مشروع طريق الحرير الجديد والمبادرات الإيرانية والروسية لربط آسيا وأوروبا.
لكن لاحظنا أن هناك تضارب في الأنباء بين المواقع الإلكترونية العربية خصوصا بيع السعودية ووسائل الإعلام الموجودة في الإمارات من حيث فكرة هذا المشروع.
سكاي نيوز عربية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها تطرقت إلى المشروع بشكل عام، فيما سي ان ان عربية ركزت على تأكيد الرئيس الأمريكي بايدن لنظيره الإماراتي أنه بدون جهوده لم يكن لهذا المشروع أن يتحقق قائلا: “أود أن أقول، شكرًا شكرًا شكرًا، محمد بن زايد، لا أعتقد أننا كنا نستطيع تحقيق ذلك من دونك”.
في المقابل سارعت المواقع السعودية للإعلان على أن مشروع الممر الاقتصادي هو مشروع محمد بن سلمان وهو الذي أعلن عنه بشكل رسمي.
خلال حفل الإطلاق، أعرب رئيس الوزراء مودي عن تحقيق شراكة مهمة وتاريخية، قائلاً: “لقد توصلنا جميعًا اليوم إلى شراكة مهمة وتاريخية. وفي المستقبل، ستكون وسيلة رئيسية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الهند وغرب آسيا وأوروبا، هذا الممر سيوفر فرصًا جديدة وسيعزز التوصيلية والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.” يعكس هذا الاتجاه العالمي نحو التوصيلية والتنمية المستدامة في العالم بأسره.
في قمة مجموعة العشرين، التي عُقدت يوم السبت، تم الإعلان عن “مبادرة الممر الاقتصادي الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا”.
تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء ممرات سكك حديدية ومائية في منطقة الشرق الأوسط والهند، وسيتم تمويلها من قبل مجموعة الدول السبع الكبرى.
يشارك في هذا المشروع الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة.
من جهة أخرى هناك مشاركين آخرين مثل الأردن وإسرائيل وهما بلدين موجودين على طول الطريق الرابط بين الهند وأوروبا، وسيكون لميناء حيفاء شأن كبير.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن قبل أسابيع أن إسرائيل تعمل على إنشاء سكة قطار تصل إلى السعودية، وهذا المشروع هو جزء من مشروع ضخم وهو الممر الاقتصادي.
يعد ممر البنية التحتية جزءًا من مبادرة طموحة وهي الشراكة من أجل الإستثمار العالمي في البنية التحتية، وهذا يستلزم تمويلًا تعاونيًا من دول مجموعة السبع لمشاريع البنية التحتية في الدول النامية.
وفي حديثها أيضًا خلال حفل الإطلاق، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الممر الاقتصادي سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا “أسرع بنسبة 40 في المائة”، ووصفت المشروع بأنه “جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات”، وقالت إنه سيشمل أيضا كابلات البيانات وشبكات نقل الطاقة.
رحبت المملكة العربية السعودية بجهود الولايات المتحدة الأمريكية في دعم وتيسير عملية التفاوض لإنشاء وتنفيذ هذا البروتوكول الذي يشمل الدول المعنية بممرات العبور الخضراء.
ويبدو أن مختلف الدول الأعضاء لهذه الإتفاقية بذلت جهودا من أجل صياغة مذكرة التفاهم التي يمكن أن تكون أساسا لهذا المشروع الطموح.
ومن الواضح أن وسائل الإعلام الدولتين العربيتين المشاركتين في الإتفاقية تستخدم هذا الإنجاز من أجل التسويق لقوتها وقدرتها وأيضا نجاح قيادتها سواء للداخل أو الخارج على حد سواء.
من المؤكد أن المبادرة هي مبادرة متعددة الأطراف لعبت فيها السعودية والإمارات دورا في صياغتها والتفاوض لإنجاحها كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة والهند والإتحاد الأوروبي.
إقرأ ايضا:
خطة ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية عن طريق السكك الحديدية
شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية
تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة
مشكلة روسيا مع 147 مليار دولار من الروبية الهندية عديمة الفائدة
الصين والهند تفشلان مشروع البرازيل لإصدار عملة بريكس