
أصبح شعار السعودية العظمى من أشهر العبارات والشعارات في المملكة خصوصا على تويتر والشبكات الاجتماعية، وهذا في ظل الإصلاحات المتسارعة بالبلاد ودورها المتزايد إقليميا ودوليا.
ومن المنتظر أن يكون الإقتصاد السعودي هذا العام الأسرع نموا ضمن اقتصادات دول العشرين، كما أنه الأكبر عربيا سينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 7.6 بالمئة على مدار العام ككل ليرتفع الناتج المحلي الإجمالي السعودي إلى 1040 مليار دولار، ما يجعله أول اقتصاد بقيمة تريليون دولار في المنطقة.
النفط المحرك الأساسي لاقتصاد السعودي
يعتمد اقتصاد السعودية حتى الآن على القطاع النفطي، وقد استفاد كثيرا من ارتفاع أسعار الطاقة حتى الآن، وهدف المملكة الوصول إلى 1.7 تريليون حجم اقتصادها بحلول 2030 على أنه حينها ان يكون متنوعا ولا يعتمد على أرامكو.
بدون هذا القطاع تبدو المملكة مثل أي دولة نفطية أخرى في خطر كبير من الناحية المالية، وقد كانت السنوات الماضية 2014- 2020 عصيبة بالنسبة لها إثر انهيار سعر برميل النفط.
ومنذ 2015 اتضحت الرؤية الجديدة للمملكة حيث اختارت تنويع اقتصادها والإنفتاح والإستثمار في القطاع السياحي وتحديث البنية التحتية واستقطاب المواهب وتشجيع الشباب السعودي أيضا.
ومن ناحية اقتصادية لا تبدو المملكة دولة عظمة فالولايات المتحدة الأمريكية التي تحمل هذا اللقب حاليا ذات اقتصاد متنوع وتجدها في الصدارة بالصناعات والفلاحة والتكنولوجيا والطب والغذاء والترفيه والسياحة والفضاء والأسهم والمجال المالي، وهي موثوقة عالمية والدولار الأمريكي هو العملة الأعظم في العالم حتى الآن.
أيضا فإن حجم اقتصاد السعودية أصغر من اقتصادات الولايات المتحدة (21 تريليون دولار) والصين (14 تريليون دولار) إضافة إلى 16 بلدا آخر وقد تجاوز الإقتصاد التركي المتراجع.
قوة السعودية حسب مؤشر CEOWORLD
اعتمد مؤشر المجلة الشهيرة على الاستقرار السياسي، والتأثير الاقتصادي، وميزانية الدفاع، وأسلحة الدولة، والتحالفات العالمية، القوة الناعمة والقوة العسكرية من أجل ترتيب الدول.
وجاءت في المرتبة الأولى الولايات المتحدة ثم الصين ثم روسيا ثم الهند ثم فرنسا ثم ألمانيا ثم اليابان ثم بريطانيا ثم كوريا الجنوبية ثم إسرائيل ثم السعودية.
وتعد السعودية ضمن أقوى 20 اقتصادا في العالم ولكن لا يزال أمامها الكثير من العمل لتحصل على لقب الدولة العظمى التي تتصف بها الولايات المتحدة وقبلها بريطانيا.
تعمل السعودية على هذه السمات السبعة، لكنها لا تزال ضعيفة على المستوى العسكري إضافة على أن قوتها الناعمة تكمن في أهميتها لدى المسلمين ولكن بالنسبة لغير المسلمين فهي بلد عادي.
حرية التعبير في السعودية محدودة
مقارنة مع الكويت والأردن والمغرب وتونس عادة ما يتم تصنيف السعودية ضمن أسوأ الدول عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير والديمقراطية.
رغم وجود مجلس الشورى السعودي أو البرلمان، إلا أن النظام السعودي يمنع تأسيس الأحزاب وممارسة السياسة الحزبية في البلاد لذا ظهرت أحزاب سعودية كثيرة كلها تتواجد في الخارج وهي معارضة للنظام.
وكي تكون السعودية دولة عظمى وموثوقة يجب أن تحسن من نظامها السياسي وتسمح للناس بالتعبير عن آرائهم دون قمعهم أو اعتقالهم ما لم تتحول مواقفهم إلى أعمال عدائية أو تصرفات تضر بالفعل الأمن القومي.
تحتاج السعودية إلى الكثير من العمل لتتحول إلى قوة عظمى
لا يزال الوقت مبكرا قبل أن نتكلم عن السعودية العظمى، نحن لا ننكر أنه أكبر اقتصاد عربي ومن أهم البلدان في الشرق الأوسط اليوم وسلاحه الأكبر هو النفط الذي يمكن أن تسبب به الرياض صدمة أسعار للعالم.
لكن حتى النفط يمكن للولايات المتحدة انتاج المزيد منه من خلال التساهل مع شركات النفط الصخري التي نجحت في السنوات الماضية من اغراق الأسواق والإطاحة بالأسعار، حيث أن إدارة بايدن تعطي الأولوية لملف المناخ على عكس إدارة دونالد ترامب التي دعمت صناعة النفط الأمريكي واستخدمها لتقليل أسعار المحروقات.
ومن خلال رؤية 2030 تأمل السعودية أن تصبح يوما ما قوة عظمى في العصر الجديد، لكنها حاليا من القوى الإقليمية المهمة وقوة مهمة في صناعة الطاقة.
إقرأ أيضا:
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
السعودية أكبر رابح في حرب أوكرانيا والخاسر الأكبر هي روسيا
خيارات جو بايدن لمعاقبة السعودية على استخدام سلاح النفط
لماذا تبيع مصر الشركات لدول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات؟
نهاية شرطة الأخلاق في ايران وهيئة الأمر بالمعروف في السعودية