لا تحتاج إلى أن تكون خبيرا في البورصة والأسهم كي تستنج بأن البورصة الأمريكية هي فقاعة حقيقية، ولولا خفض سعر الفائدة 3 مرات هذا العام لكانت الآن في وضع مختلف.
وصلت معنويات السوق إلى مستويات قياسية كما أن مؤشرات وول ستريت في القمة قبيل نهاية 2019، ولنا في ناسداك الذي تجاوز 9000 نقطة لأول مرة في التاريخ أحدث خبر يشير إلى ذلك.
بعد عواصف أغسطس والصيف الساخن الذي كان حديث وسائل الإعلام فيه يدور حول الركود الإقتصادي والأزمة المالية العالمية يتحدث الرأي العام حاليا على عام جيد ينتظر الأسواق وأن الأسوأ لا يزال بعيدا.
هناك حديث جاد حاليا حول تجنب الركود الإقتصادي وأن سياسات البنوك المركزية في الإبقاء على خفض أسعار الفائدة قد أتت ثمارها.
الرسم البياني التالي يوضع لنا صعود مؤشر S&P 500، وهو أبرز شاهد على أننا الآن في خضم فقاعة كبيرة لا يعلم أحد كيف ستنتهي ومتى ستنتهي.
إذن لدينا هنا فقاعة ويجب خلال 2020 أن تكون حذرا لأن موسيقى التفاؤل والصعود والايجابية لن تستمر للأبد:
-
استعد للبيع وتحويل الأسهم على نقود وسيولة
مع وصول الأسهم إلى هذه المستويات يمكن ان تواصل الصعود لكن لا تنتظر مكاسب كبرى خلال 2020 لهذه البورصة.
خلال العام الجاري ارتفع مؤشر S&P بنسبة 28.58%، فيما ارتفع ناسداك بنسبة 34.93%، بينما ارتفع داو جونز 22.24%.
في أفضل حال يمكن أن يحدث استقرار ونمو لمؤشر S&P 500 بحوالي 4 في المئة فقط، وهناك من يرى أن المؤشرات قد لا تخرج بأية مكاسب جديدة.
من الممكن أن يحدث تصحيحا عنيفا في بداية عام 2020، وهناك من يتحدث عن احتمال تراجع السوق بنسبة 20 في المئة إلى 30 في المئة.
لكن هناك فترات على الأغلب ستشهد الكثير من الإضطرابات على هذا المستوى، منها شهر أغسطس وأواخر الصيف والربع الأخير من العام نفسه.
عمليات التصحيح واردة لكن قد تكون بداية لانزلاق كبير يمكن أن يضع ثروتك على المحك.
-
كن حذرا ولا تنجر وراء تفاؤل القطيع
تتحدث مصارف وول ستريت والمؤسسات المالية عن تفاؤل جيد بعام 2020 وأن المستثمرين سيواصلون كسب المال من الإستثمار في البورصة الأمريكية.
هناك رهانات على المزيد من الإرتفاع للمؤشرات خصوصا وأن هذا جعل كبار المستثمرين أغنياء جدا والوضع جيدا لصناديق التحوط والإستثمار.
لكن هذه المؤسسات بدون شك تدرك أن خطر الأزمة وارد لذا فهي تشجع الأفراد على شراء الأسهم كي تخرج من السوق بالتدريج بأرباح كبيرة.
في وقت سابق من هذا الشهر نشرت وسائل إعلام كبيرة مثل CNBC تقريرا تؤكد فيه أن شركة الملياردير الأمريكي وارن بافيت تحتفظ بحوالي 128 مليار دولار كسيولة، ما زاد من الشكوك إزاء اعتقاده بالفعل ان السوق مقومة بأكثر من قيمتها وأنه يتجنب حاليا المغامرة بكل السيولة التي يملكها في شراء الأسهم بالأسعار المرتفعة حاليا.
ومن المعلوم أن المستثمر الأمريكي الشهير يتبع فعلا قاعدة التشاؤم عندما يصبح الجميع متفائلين والتفاؤل عند حدوث العكس.
لذا يجب ان تكون حذرا لأن الأسوأ وارد بقوة.
-
استثمر في الأسهم على المدى القصير
إذا كنت تفضل الإستثمار في الأسهم الامريكية أنصحك بالإستثمار على المدى القصير وتجنب الرهانات على المدى الطويل.
من المحتمل جدا أن تندلع الأزمة المالية الجديدة خلال أواخر عام 2020 أو عام 2021 إذا تأخرت والسوق القوية ستنتهي خلال الأشهر الماضية.
ستحتفل أسواق المال الأمريكية بصعود المؤشرات منذ 11 عاما وهذه مدة طويلة وغالبا لن يستمر الحال لفترة طويلة.
استثمر في الأسهم التي ترى أنها ستربح جيدا على المدى القصير وستحقق منها دولارات جيدا، وقم بالبيع عند الوصول إلى الأهداف التي حددتها.
-
ركز على الإستثمار في الأصول الأخرى
يستمر صعود الذهب ويجب أن تركز على المعدن النفيس إلى جانب الفضة وبقية الأصول التي ترتفع في الأزمات المالية.
إذا كنت تخطط لتحقيق أرباح كبيرة فقد تكون فرصتك أيضا في بيتكوين والعملات الرقمية التي تنتظر انطلاقة جديدة نحو الأعلى ابتداء من العام المقبل.
إلى جانب هذه الأصول هناك فرص استثمارية في الدول الناشئة مع الحذر بالطبع لأن فقاعة الديون والأصول المالية تعاني منها دول عديدة.
تنويع محفظتك الإستثمارية هي مفتاح ابتعادك عن الصدمات الكبيرة وانهيار ثروتك بسبب الأزمات المحتملة.
نهاية المقال:
عوض أن اكتفي بالتحذير من احتمال انفجار فقاعة البورصة الأمريكية، رسمت لك خريطة استثمارية قائمة على أفضل النصائح لتتجنب مساوئ الأزمة المالية القادمة.