أحدث المقالات

ما هو راتب بابا الفاتيكان ولماذا رفض البابا فرنسيس راتبه؟

إن المنصب الرفيع لا يعني دائمًا الراتب المرتفع، مع...

خسائر روسيا اليومية من انهيار النفط خلال 2025

مع تداول خام الأورال الروسي بخصم مقارنة بالمعايير العالمية...

تحميل برنامج فوتوشوب مجانا مدى الحياة وبميزة AI أيضا

إذا كنت تبحث عن تحميل برنامج فوتوشوب مجانا مدى...

نصف مستخدمي الإنترنت روبوتات (بوتات) والبقية دواب

إذا شعرت يومًا أن الإنترنت لم يعد ذلك المكان...

متتالية فيبوناتشي تتنبأ بارتفاع سعر الذهب إلى 3900 دولار

وصل سعر الذهب XAU/USD مؤخرًا إلى مستوى قياسي جديد...

من اليابان إلى لبنان: لماذا أغسطس الدموي مقدمة لمرحلة أفضل؟

من اليابان إلى لبنان: لماذا أغسطس الدموي مقدمة لمرحلة أفضل؟

لطالما أحيت اليابان ذكرى القصف الذري لهيروشيما يوم 6 أغسطس 1945 وناغاساكي 9 أغسطس 1945، والآن يضاف إليهما ثالث أكبر انفجار في تاريخ البشرية ونتحدث عن انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.

ينظر الشعب الياباني إلى أغسطس دائما على أنه شهر ذكرى الهزيمة المذلة أمام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويرى الشعب اللبناني هذا الشهر ذكرى السقوط للهاوية في الأزمة الإقتصادية المستمرة منذ سنوات.

بالنسبة لدولة اليابان فقد تعافت مما حل بها في تلك الأيام الصعبة، واستطاعت بعزمها وبمساعدة الولايات المتحدة أن تبني اقتصادا قوية وديمقراطية جيدة بل وهددت في أواخر القرن الماضي بتجاوز الإقتصاد الأمريكي قبل أن تعاني من الديون والنمو السلبي والشيخوخة.

وهذا يعني أن لبنان أمام فرصة تاريخية ليصبح سويسرا الشرق الأوسط ويخرج من الإنهيار، وهي عملية تحتاج إلى تشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين إضافة إلى المشاركة في تسويات سياسية واسعة والخروج من معركة المحاور.

لبنان، وهو بلد متوسطي صغير لا يزال تطارده حرب أهلية استمرت 15 عاما وانتهت عام 1990، يعيش في خضم انهيار مالي قال البنك الدولي إنه قد يصنف بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

ومنذ انفجار بيروت، فقد كثيرون الأمل وقرروا الهجرة إلى بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية والسعودية ودول غرب أفريقيا، وهي الدول التي يمكنك أن تجد بها الكثير من اللبنانيين يتاجرون وينجحون.

منذ خريف 2019، فقدت الليرة اللبنانية 90 بالمئة من قيمتها، وبلغ معدل التضخم السنوي 84.9 بالمئة في 2020، حتى يونيو تضاعفت أسعار السلع الاستهلاكية أربع مرات تقريبًا في العامين الماضيين، وفقًا للإحصاءات الحكومية.

إن الانفجار الضخم الذي وقع قبل عام في ميناء بيروت، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وترك مساحة كبيرة من العاصمة في حالة خراب زاد من حالة اليأس.

وشهد لبنان يوم الأربعاء يوم حداد إحياء لذكرى التفجير، وأغلقت المكاتب الحكومية ومعظم الشركات بسبب هذه المناسبة.

تجمعت حشود كبيرة حول بيروت لإحياء ذكرى ذلك اليوم وإدانة حكومتهم، التي فشلت في تحديد سبب الانفجار ومن المسؤول، ناهيك عن محاسبة أي شخص.

لقد تركت سنوات من الفساد والسياسات السيئة الدولة غارقة في الديون، فيما البنك المركزي غير قادر على الإستمرار في دعم العملة كما فعل منذ عقود بسبب انخفاض التدفقات النقدية الأجنبية إلى البلاد، تاركا نقصا في الغذاء والوقود والدواء.

عانت البلاد منذ فترة طويلة من نقص الكهرباء، وهو إرث من دولة فشلت في ضمان الخدمات الأساسية، لسد الثغرات التي خلفتها إمدادات الكهرباء الحكومية يعتمد السكان على مولدات مملوكة للقطاع الخاص تعمل بالديزل.

نظرًا لارتفاع تكلفة الوقود المستورد، فقد امتد انقطاع التيار الكهربائي عن الشبكة من بضع ساعات يوميًا إلى ما يصل إلى 23 ساعة، لذلك ارتفع الطلب على الطاقة من المولدات إلى جانب ارتفاع تكلفة الوقود لتشغيلها.

أدى ارتفاع الأسعار الناتج عن ذلك إلى تحويل إحدى المرافق الأساسية للأعمال والصحة والراحة إلى رفاهية لا تستطيع العديد من العائلات تحملها إلا بكميات محدودة.

أدى نقص الوقود في جميع أنحاء لبنان إلى طوابير طويلة في محطات الوقود، حيث ينتظر السائقون لساعات لشراء بضعة جالونات فقط أو لا شيء على الإطلاق إذا نفد الوقود.

ومن جهة أخرى تنتشر المطاعم الخيرية التي تتلقى تمويلات داخلية وحتى خارجية، والتي يلجأ إليها ليس فقط الفقراء بل حتى الموظفين الذين لم تعد تكفيهم رواتبهم.

وحصلت أزمة لبنان على تغطية أقوى عالميا منذ انفجار بيروت خلال أغسطس العام الماضي، ويعتبر هذا الحدث المأساوي علامة مهمة في سقوط هذا البلد، لكنه الدافع الذي جعل فرنسا وأوروبا ودول أخرى في المنطقة تضغط على الطبقة السياسية لمحاربة الفساد وإصلاح المنظومة السياسية كمقدمة لتقلي مساعدات خارجية أكبر وتخطي المحنة المستمرة.

وكما وجدت اليابان نفسها بعد أغسطس 1945 مدمرة وفي القاع تماما وانطلقت بدعم أمريكي ودولي، يمكن للبنان الذي وجد نفسه في القاع بعد أغسطس 2020 أن ينطلق هو الآخر.

نحتاج إلى القليل من الصبر والإيمان، لن يستمر الوضع المأساوي هذا إلى الأبد، فكل أزمة لها مراحل وهذه مراحلها الأخيرة في لبنان.

إقرأ أيضا:

مفتاح نهاية انهيار اقتصاد لبنان وبدء اعمار سوريا

اللوتو اللبناني هو الأمل بعد انهيار اقتصاد لبنان

الإستثمار في لبنان وسر نجاح شركة أنغامي

مبادرة كارلوس غصن لمواجهة الأزمة الإقتصادية في لبنان

انفجار بيروت: المجاعة واردة لكنها فرصة لبنان

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)