تعتبر المثلية جنسية محظورة في الجزائر، حيث أن القانون الجزائري يعتبر العلاقات الجنسية بين الأشخاص من نفس الجنس عملاً غير قانوني ويعاقب عليه المتورطين به.
وتنص المادة 338 من قانون العقوبات الجزائري على أن “يعاقب بالسجن من شهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من 20 ألف دينار إلى 100 ألف دينار كل شخص يرتكب جنسًا مع آخر من نفس الجنس بالإتفاق المتبادل”، وتعد هذه العقوبة من بين أشد العقوبات في العالم بالنسبة للممارسات الجنسية بين الأشخاص من نفس الجنس.
ويعتبر المجتمع الجزائري محافظًا بشكل عام، ولا يتمتع المثليون بحرية التعبير عن هويتهم الجنسية ولا يتمتعون بحماية قانونية، ويتعرض المثليون في الجزائر للتمييز والاضطهاد والعنف من قبل المجتمع وبعض الجهات الحكومية.
لكن هذا لا يعني أن المثلية الجنسية في الجزائر منعدمة، بل إنها مجتمع ضخم، لديه رموزه والشفرات التي يستخدمونها للتواصل ومجموعاتهم ومجتمعاتهم الرقمية على الإنترنت لدرجة أنهم تمكنوا من تغيير معنى الرقم 106.
يشير رقم 106 عادة في الجزائر إلى رقم خدمة الطوارئ الخاص بالحماية المدنية في الجزائر، ويعتبر هذا الرقم هو الرقم المخصص للإبلاغ عن الحوادث والكوارث الطبيعية والحرائق والحوادث المرورية وأي حالة تتطلب التدخل الفوري لفرق الإنقاذ والإسعاف في الجزائر.
وتعمل خدمة الحماية المدنية في الجزائر على تقديم الدعم والمساعدة في حالات الطوارئ والكوارث وتوفير الإسعافات الأولية والتدخلات الضرورية لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات والمواطنين، وتضم فرق عمل مدربة ومجهزة بالمعدات اللازمة للتعامل مع جميع أنواع الحوادث والكوارث.
وينصح بالاتصال بالرقم 106 في حالة وجود أي حالة طارئة تتطلب تدخلاً سريعاً من فرق الحماية المدنية في الجزائر، ويتم الرد على المكالمات الواردة إلى هذا الرقم على مدار الساعة من قبل فرق الإنقاذ والإسعاف المختصة.
لكن رقم 106 في مجتمع المثلية الجنسية الجزائري هو الرمز الحركي للمثلي الجزائري، والقصة لها جذور في الواقع من الماضي.
يمثل 106 رقماً مهماً في السياق الثقافي والفني للجزائر، إذ يُرتبط بمشهد أيقوني في فيلم “عطلة المفتش الطاهر” الذي أخرجه موسى حداد عام 1973.
يظهر هذا الرقم في مشهد للمفتش والمساعد في رواق فندق “مطاريس” بمدينة تيبازة الساحلية، حيث يتنكر المساعد في هيئة عاملة تنظيف ويمر بغرفة تحمل رقم “مية وستة” بطريقة كوميدية.
ومع ذلك، فإن استخدام هذا الرقم كتعبير عن النعومة أو الشتم يعبر عن نظرة نمطية وتمييزية تجاه المثليين في الجزائر، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأشخاص المثليين يتمتعون بنفس الحقوق والكرامة الإنسانية التي تتمتع بها جميع الأفراد حسب الأمم المتحدة، ولا يجب أن يتم التعريف بهم من خلال أرقام أو تسميات تعبر عن نظرات ضيقة وتمييزية.
ومع ذلك، فإن هناك بعض المنظمات الحقوقية التي تعمل على نشر الوعي والحملات التوعوية للتحول نحو مجتمع متسامح ومفتوح تجاه المثلية الجنسية في الجزائر، وهذه المنظمات تسعى إلى تغيير القوانين المحلية والدولية لتحقيق المساواة في الفرص والحقوق للمثليين وتوفير بيئة آمنة ومدنية لهم.
لا يوجد تقرير رسمي حول عدد المثليين في الجزائر، ولا يتم تجميع البيانات حول هذه القضية بشكل منتظم. ومن المعروف أن المثلية الجنسية لا تزال موضوع حساس في المجتمع الجزائري، وتواجه التمييز والانعزال الاجتماعي والقمع القانوني في بعض الحالات.
رغم ذلك فإن أعداد الناشطين المثليين من الجزائر في تزايد على الشبكات الاجتماعية ولديهم مجموعات كثيرة، وتعد من أبرز الدول التي تشهد أنشطتهم بشكل متزايد كما ان الكثير من الجزائريين المثليين يستغلون القمع من أجل الهجرة إلى فرنسا وأوروبا.
إقرأ ايضا:
هل دعم المثلية الجنسية مؤامرة لخفض عدد السكان؟
أبحث عن سالب أو موجب.. سوق المثليين العرب
هل بلاك بينك يدعمون المثلية الجنسية؟
ما الغاية من تدريس المثلية الجنسية للأطفال في المدارس؟
تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد
روسيا المنافقة رائدة في تأجير الرحم لصالح المثليين