يستمر التضخم العالمي في الإرتفاع هذا العام مع تسجيل مختلف دول العالم ارتفاعا في الأسعار، في الوقت نفسه شددت البنوك المركزية السياسة النقدية من خلال رفع أسعار الفائدة إلى مستويات مرتفعة.
ويبقى السؤال المهم حاليا هو متى ينتهي التضخم العالمي وتتراجع الأسعار مجددا؟ وما هي توقعات الخبراء في هذا الصدد؟
التضخم في أوروبا والولايات المتحدة يعطينا لمحة عن المستقبل
تستمر محركات التضخم في رسم صورة مختلطة، ولكن من المرجح أن يتجه التضخم هبوطيًا حتى عام 2023 في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
من الواضح أن ضغوط الأسعار من المواد الغذائية والشحن والطاقة قد خفت، لا تزال أسواق العمل ضيقة، لكن ضغوط الأجور والتضخم الكامنة أظهرت إشارات مؤقتة على التراجع في الولايات المتحدة.
في منطقة اليورو، لا يزال قطاع الخدمات المحرك الرئيسي للتضخم، حيث استمرت ضغوط الأسعار في التسارع في أبريل.
على الرغم من عدم اليقين بشأن مخاطر الاستقرار المالي، نتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثلاث مرات أخرى، وأن يظل الاحتياطي الفيدرالي في حالة انتظار في الوقت الحالي.
في الصين، انخفض مؤشر أسعار المستهلكين إلى 0.1٪ على أساس سنوي في أبريل من 0.7٪، ومن ثم يقترب التضخم من الانكماش مما يشير إلى مزيد من التحفيز.
بلغت معدلات التضخم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 10.3٪ في المتوسط في عام 2022، مع ارتفاع تكلفة السلع الأساسية بسرعة.
الآن ارتفع تضخم أسعار البقالة في المملكة المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 16.7٪ اعتبارًا من يناير 2023، مع استمرار تأثير تكلفة المعيشة بشكل مباشر على العائلات في جميع أنحاء العالم، من المتوقع أن تبدأ الأمور في التحسن خلال الأشهر القادمة.
توقعات التضخم العالمي لعام 2023 و 2024
أثرت الزيادة السريعة في معدلات التضخم في الاقتصادات المتقدمة في أعقاب صدمات الأسعار والعرض التي خلقتها الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل مباشر على إنفاق المستهلكين وثقة المستهلكين والشركات، وقد أدى التشديد الحاد للسياسة النقدية إلى تفاقم هذه الآثار.
لقد انتهت الزيادة السريعة في معدل التضخم الكلي في الاقتصادات المتقدمة، مدعومًا بتخفيضات تضخم أسعار السلع الأساسية، لكن التضخم الأساسي يثبت أنه مستمر.
تم خفض توقعات التضخم العالمي بشكل طفيف لعام 2023 من 8.5 في المائة إلى 8.3 في المائة وفي عام 2024 من 5.8 في المائة إلى 5.6 في المائة.
من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعًا مقارنة بالمعدلات المستهدفة قبل أزمة كورونا في الاقتصادات المتقدمة في العامين المقبلين لأن ضغوط الأسعار قد اتسعت لتتجاوز العناصر المتقلبة مثل الطاقة والغذاء.
ومع ذلك فإن انخفاض أسعار الطاقة والسلع وتأثيرات السياسات النقدية الأكثر تشددًا على الطلب سيقضي تدريجياً على التضخم ويخفضه نحو الهدف على المدى المتوسط.
نظرًا للشكوك حول اتجاه ومدة الحرب في أوكرانيا، وأسعار الطاقة والغذاء، والاستجابات المحلية لارتفاع التضخم في العديد من البلدان، فمن المرجح أن يبحث صانعو السياسة النقدية عن انخفاض مستمر في التضخم قبل أن يفكروا في خفض المعدلات. ت
تظهر افتراضاتنا المستندة إلى السوق أن البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة بدأت في خفض أسعار الفائدة في أوائل عام 2024، مما يعكس العناد في التضخم الأساسي، ولكن هناك خطر يتمثل في أن صانعي السياسات، القلقين بشأن تصورهم بأنهم بطيئون للغاية في تخفيف السياسة، تمامًا كما كان يُنظر إليهم على أنهم بطيئون جدًا في التشديد في عام 2021، سوف يميلون إلى خفض الأسعار في وقت مبكر.
استمرار حالة عدم اليقين بشأن الحرب في أوكرانيا وأسعار المواد الغذائية والاستقرار المالي يعني أن التوقعات الاقتصادية لا تزال عرضة لمخاطر الهبوط.
إقرأ أيضا:
ما هي علاوة التضخم في مجال الإستثمار؟
هل يتسبب شهر رمضان في زيادة التضخم والغلاء أكثر؟
هل تختفي الولائم الرمضانية في عصر التضخم والغلاء المتزايد؟
المغرب بين مكافحة التضخم ونهاية الدعم الحكومي قبل 2025
تفاصيل الحرب على التضخم في مصر وخفض الأسعار خلال 2023
لماذا سينخفض التضخم في عام 2023 (على الأرجح)؟
كيفية حماية شركتك من التضخم الإقتصادي وانهيار العملة