بعيدا عن فشل ياهو في قطاع الموبايل و القطاعات التي تنافس فيها فإن الشركة الأمريكية و مع قدوم ماريسا ماير تبنت عددا من السياسات التي تؤثر سلبا على السيولة و تساهم في المزيد من الخسائر.
و نتحدث هنا في هذا المقال عن الرفاهية التي توفرها للموظفين خصوصا و أن السيدة ماريسا ماير كانت تعمل مع العملاق جوجل و أمضت سنوات طويلة هناك حيث إعتادت على الرفاهية التي يحظى بها كل موظفين الشركة بدون استثناء.
و ترى ماريسا أن الرفع من جودة بيئة العمل و توفير المزيد من الرفاهية للموظفين من شأنه أن يشجعهم على العمل و الإنتاجية العالية و سيوفر بداخل الشركة جوا مشحونا بالسعادة بعيدا عن ضبابة الأزمة التي تحيط بالشركة من كل الجهات.
- توزيع هواتف آيفون 6 على الموظفين
هناك عادة معروفة بين شركات التقنية و حتى صناعة السيارات و هي اختتام السنة بتوزيع الهدايا القيمة على كل الموظفين، و بالطبع أقدمت ياهو على ذلك العام الماضي من خلال شراء كمية كبيرة من آيفون 6 لصالح موظفيها في صفقة وصلت تكلفتها إلى 9.3 مليون دولار.
هذا المبلغ ضخم للغاية بالنسبة لشركة قيمتها الحقيقية بعيدا عن نصيبها في علي بابا لا يتعدى 6 مليارات دولارات و هي أصغر بكثير من جوجل و فيس بوك و مايكروسوفت التي تتبع مثل هذه السياسات عادة في اسعاد موظفيها تقديرا على النجاحات التي حققوها.
لكن ماذا حقق العاملون في ياهو؟ الشركة لا تحقق أي تقدم ملحوظ يذكر لذا لست مقتنعا بهذه الخطوة من إدارة الشركة.
- إهداء سوار رياضي ذكي من Jawbone لكل موظف في عيد ميلاده
في كل عيد ميلاد أي موظف في شركة ياهو يتم منحه كهدية سوار رياضي ذكي من صنع شركة Jawbone و هذا كلفها 2 مليون دولار.
بالطبع إذا استمرت ياهو على هذه السياسة و خلال الأعوام القادمة دون أن تبيع أعمالها فستضطر لخسارة المزيد لهذا السبب.
- الأكل المجاني مكلف أيضا
خلال 4 سنوات خسرت ياهو 450 مليون دولار بسبب الأكل المجاني الذي توفره للموظفين بما فيه الأكلات السريعة و الطبيعية و أيضا المشروبات.
بالطبع مجمل هذه الخسائر حدثت في فترة ياهو من 2012 إلى الآن أي في ظل قيادة السيدة ماريسا ماير و التي اعتادت على هذه السياسة في جوجل.
و من المعلوم أن نصف الأكل الجاهز لا يتم استهلاكه و يتم التخلص منه و تتوجه الشركات التقنية لتسليمه لجمعيات مساعدة المشردين و اطعامهم.
- رعاية حفل Met Ball Gala لمشاهير هوليوود
تريد ياهو تحسين صورتها و اثبات وجودها في عدد من المحافل العالمية لكنها بالطبع عوض أن تنفق تلك الأموال على تطوير خدماتها و تسويقها بشكل أكثر فعالية بعيدا عن انفاق المال على محافل رغم أهميتها إذ لا تعود على الشركات المتأزمة بالكثير من الفوائد.
تكلفة الرعاية وصلت إلى 3 مليون دولار لكن إلى أي مدى حسنت من صورة ياهو أو زادت من الإقبال على خدماتها؟ لا شيء.
- الإعلان في منتدى دافوس
بالطبع كان لشركة ياهو وجود في منتدى دافوس دون أن يحسن ذلك من صورتها مجددا أو يعود عليها بنتائج واضحة يمكننا قياسها.
تكلفة الإعلان في هذا المنتدى تتراوح ما بين مليون إلى مليوني دولار.
- حفلات الإجازة الباهظة
الرفاهية التي يعيش فيها موظفي ياهو كبيرة و لا تليق بمستوى الشركة المتأزمة، السيدة ماريسا ماير تنفق أموال الشركة دون أدنى مسؤولية و كأن تلك الأموال ملك لها.
في ديسمبر العام الماضي تمت حفلة الإجازة و وصلت تكلفة التقاط الصورة الجماعية الواحدة إلى 70 ألف دولار و هذا العام أقدمت الشركة على انفاق 7 ملايين دولارات على سهرة لمشاهدة فيلم غاتسبي العظيم The Great Gatsby … يا له من جنون!
نهاية المقال:
نصف مليار تقريبا أنفقته السيدة ماريسا ماير على أشياء تافهة و عوض أن تحل أزمة ياهو و تتبع سياسات تقشفية مقبولة تتصرف و كأنها تدير شركة عملاقة ناجحة مثل جوجل أو فيس بوك أو حتى مايكروسوفت و آبل.
من الصعب إستيعاب الحقائق الموجودة في هذا المقال و التي كشف عنها المستثمر في الشركة السيد Eric Jackson حيث كلها تدل على أن هذه السيدة جاءت لتدمير ياهو و قد نجحت تقريبا في مهمتها غير المعلنة.
التعليقات مغلقة.