تواجه شركة ميتا المالكة لكل من فيسبوك وانستقرام وكذلك واتساب تراجعا كبيرا في الأرباح في الربع الثالث مع اندفاعها إلى الميتافيرس.
وأعلنت تراجعا في الأرباح بأكثر من 50% إلى 4.4 مليار دولار في الربع الثالث، مقارنة بـ 9.2 مليار دولار للفترة نفسها العام الماضي، مما لا شك فيه أن صناعة التكنولوجيا بأكملها تقريبًا تعرضت لضربة هذا العام، لكن هبوط سهم Meta قد تجاوز بكثير القطاع ككل، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 67٪ عن العام السابق مقارنة مع انخفاض مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 31٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، و يُترجم هبوط أسهم الشركة إلى خسارة مذهلة تبلغ حوالي 700 مليار دولار من القيمة السوقية، وتراجعت أيضا ثروة مارك زوكربيرغ بحوالي 100 مليار دولار.
تزايد الإنفاق على الميتافيرس يعدد بخسائر كبيرة
ينظر المستثمرون بشكل متزايد إلى اندفاعه إلى العوالم الافتراضية على أنه هواية باهظة الثمن، وقد اندفع الموظفون في الشركة إلى العمل على مشاريع متعددة من اجل تحقيق حلم مارك زوكربيرغ.
لكن يوم الأربعاء، أصر زوكربيرغ المعزول بشكل متزايد الذي فقد اليد اليمنى السابقة شيريل ساندبرج في وقت سابق من هذا العام على أنه كان يسير في الطريق الصحيح، وقال: “أعتقد أن أولئك الذين يتحلون بالصبر ويستثمرون معنا سينتهي بهم الأمر بمكافأة”.
لقد قام زوكربيرغ برهان محفوف بالمخاطر على ميتافيرس وهناك رياح معاكسة شبيهة بالأعاصير قادمة نحو الشركة، وهناك منافسة تزداد أيضا من خلال تقدم تيك توك وكذلك يوتيوب الذي يركز على مقاطع الفيديو القصيرة ولا ننسى أن إيلون ماسك قد استحوذ على تويتر ويمكنه أن يعمل على مشروع يغير قواعد اللعبة.
لقد استنفد Reality Labs، قسم Meta الذي يقود الشحن إلى آفاق افتراضية جديدة، بالفعل أكثر من 30 مليار دولار منذ عام 2019، بما في ذلك 9.4 مليار دولار في عام 2022 وحده.
لكن على الرغم من الدعوات لكبح جماح الإنفاق، حذرت Meta المستثمرين من الاستعداد لخسائر أكبر العام المقبل، حتى الآن كانت نتيجة سخاء Meta محبطة على أقل تقدير.
بعد كل هذا الإنفاق الكبير لم نرى من الشركة ما يجعل مشروع الميتافيرس مغيرا لقواعد اللعبة، ونجد أن Horizon Worlds، التي لا تزال منصة الواقع الافتراضي الرائدة في Meta، لديها فقط حوالي 300000 مستخدم شهريًا، وفقًا لتحليل Enders.
ميتافيرس فيسبوك ليست جيدة
أظهرت مذكرة داخلية للشركة، نشرها موقع The Verge الإخباري الشهر الماضي، أن المديرين التنفيذيين حذروا أطفالهم لعدم قضاء وقت كافٍ على المنصة، والتي قالوا إنها مليئة بالأخطاء.
إلى الآن رغم انفاق 30 مليار دولار على تطوير مشاريع العالم الإفتراضي إلا أن الأخطاء واضحة والتصميم للعناصر والكائنات غير مكتمل وهناك مخاطر على سلامة المستخدمين.
بعض المنصات المنافسة لديها عدد مستخدمين أكبر، فيما أيضا المشروع الحالي وهذا القسم يستنزف الأموال وليس هناك عائد أو أرباح من مشاريعه.
ومن المنتظر أن يتطلب التطوير المزيد من الأشهر وربما عدة سنوات حتى تنضج ميتافيرس فيسبوك وتكون قادرة على استقطاب مليارات المستخدمين.
الإنشغال بالميتافيرس عن المنافسة الحالية
كان المستثمرون يأملون أن تخفض الشركة التكاليف بشكل كبير لكن النتائج المالية الأخيرة المحبطة أظهرت أن أرباح الشركة يتم حرقها في مشروع الميتافيرس.
أثارت هذه المخاوف دعوات إلى Meta للتركيز مرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي الأساسية والشركات الإعلانية لضمان عدم فقدان قلوب وعقول الشباب لأمثال تيك توك.
في الولايات المتحدة، وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث مؤخرًا أن 32 بالمائة فقط من المراهقين الأمريكيين يستخدمون فيسبوك بانخفاض عن 71 بالمائة في عام 2015.
أفادت وثائق الشركة الداخلية المنفصلة والمُسربة التي شاهدتها The Verge أن الشباب ينظرون إلى الشبكة الاجتماعية الآن على أنها “مكان للأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من العمر”، وهو اكتشاف من المؤكد أنه أثار مخاوف من أنه يمكن أن يسير بنفس الطريقة مثل MySpace و Bebo.
وضع انستقرام الذي اشتراه فيسبوك مقابل مليار دولار في عام 2012 أفضل، وجد بحث Pew الجديد أن التطبيق يستخدمه 62 في المائة من المراهقين، لكن هذا كان أقل من 67 في المائة الذين استخدموا تيك توك.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الجهود المبذولة لتجديد انستقرام لا تؤدي إلى النتائج المرجوة، مع ميزة جديدة تُعرف باسم Instagram Reels والتي تتيح للمستخدمين نشر مقاطع فيديو قصيرة على غرار تيك توك وهو أمر محبط للشركة والمستثمرين.
مستقبل شركة ميتا غامض لأول مرة منذ وقت طويل
في غضون ذلك يبدو أن تكتيك زوكربيرغ السابق المتمثل في شراء الشيء الكبير التالي غير متاح في ظل رفض تيك توك الإستحواذ عليه، كما أن الجهات الرقابية تنظر إلى فيسبوك على أنها شركة احتكارية.
في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، كان المنظمون الأمريكيون يتخذون إجراءات صارمة ضد عمليات الاستحواذ من قبل عمالقة التكنولوجيا.
هذا الصيف، رفعت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) دعوى قضائية ضد شركة Meta في محاولة لإيقاف استحواذ الشركة على شركة الواقع الافتراضي للياقة البدنية Within Unlimited.
وجاءت الدعوى بعد سنوات من الشكاوى من السياسيين والأكاديميين بأن لجنة التجارة الفيدرالية كان يجب أن تتخذ إجراءات مماثلة لمنع استحواذ فيسبوك على انستقرام وكذلك واتساب قبل عقد من الزمان.
يقول السير مارتن سوريل، خبير الإعلانات الذي أنشأ وكالة WPP الضخمة ويدير الآن S4 Capital، إن Meta لا يزال بإمكانها تغيير الأمور.
قال سوريل لبرنامج توداي على إذاعة بي بي سي 4: “إنه [زوكربيرغ] يدرك بشدة أن مستقبل تلك الشركة في طريق ميتافيرس”.
وأضاف: “وجهة النظر هي أن هذه ظاهرة ذات أهمية كبيرة، فهي تمثل تريليونات الدولارات من الأسواق القابلة للتوجيه ولكن الجانب السلبي هو أنها ستستغرق وقتًا”.
إذا لم ينجح مشروع فيسبوك الضخم فإن الشركة قد تخسر كثيرا وتخرج من ضمن الكبار مستقبلا وينتقل الناس إلى منصات الميتافيرس الأخرى وكذلك إلى المنافسين الذين يستقطبون الشباب وعلى رأسهم تيك توك.
إقرأ أيضا:
هل الميتافيرس فقاعة وهل ستختفي هذه التكنولوجيا؟
الزواج بحلة جديدة بفضل الذكاء الإصطناعي والميتافيرس
مستقبل رحلات العمل في عصر الميتافيرس
ازدهار المقامرة والمراهنات في الميتافيرس Metaverse
فيلم الأنمي Belle الياباني: الميتافيرس دواء الخجل والآلام