بينما ننتظر الإعلان عن اسم الشركة التي ستستحوذ على ياهو خصوصا في ظل الجولة الثانية من عروض الاستحواذ عليها، فاجأتنا شركة مايكروسوفت بالإعلان رسميا عن استحواذها على LinkedIn في واحدة من اكبر الصفقات التقنية والتي وصلت قيمتها إلى 26.2 مليار دولار.
الصفقة كان لها أصداء وردود أفعال من الجمهور التقني على الشبكات الإجتماعية ما بين سعيد بهذا الخبر ومتحمس بهذه الخطوة وأيضا معارض لهذه الخطوة ومتشائم بخصوص مستقبل LinkedIn وهي في عهدة مايكروسوفت.
بالنسبة لشركة ياهو فهي معنية بهذه الخطوة ورغم أن الأمر يخص فقط شركة LinkedIn فإن عملاقة محرك البحث خلال بداية الألفية الحالية قد تلقت رسالة واضحة مما حدث وهي التي سنتطرق إليها في هذا المقال.
- مايكروسوفت تخلت عن حلم شراء ياهو
في عهد ستيف بالمر حاولت مايكروسوفت أكثر من مرة الاستحواذ على شراكة ياهو وهذا من خلال تقديم عروض عادلة وكريمة دون أن تنجح في اقناع ياهو العنيدة.
خلال ماي 2008 عرضت عليها مايكروسوفت الاستحواذ عليها بقيمة 42 مليار دولار تقريبا، وهي قيمة كبيرة بالنسبة لهذه الشركة المتهالكة منذ سنوات طويلة.
الآن وفيما تبحث الشركة عن شركات تستحوذ عليها فإن العروض التي تتلقاها تتراوح ما بين 4 مليارات دولار حتى 8 مليارات دولار لخدماتها، بل إن الأخبار التي وصلتنا تؤكد أن العروض أقل من هذه القيمة حيث تريد Verizon الاستحواذ عليها بقيمة 3 مليارات دولار فقط، وهو ما دفعها لعرض براءات اختراعها لوحدها بقيمة مليار دولار بشكل منفصل عن خدماتها ودون الحديث أيضا عن حصتها السوقية في علي بابا.
- نعم خدمات ياهو يمكن أن تفيد مايكروسوفت ولكن…
لدى ياهو العديد من الخدمات التي يمكن أن تعود على مايكروسوفت كشركة تعمل بنفس المجالات منذ سنوات بالفائدة منها محرك البحث وأيضا خدمة البريد الإلكتروني إلى جانب تمبلر والبوابة الاخبارية التي يزورها حوالي 1 مليار مستخدم شهريا.
لكن إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية أخرى فإن صفقة الاستحواذ ستثقل كاهل مايكروسوفت ولن تكون ذات فوائد كبير بنسبة جيدة، فمحرك بحث ياهو يعتمد في الاساس على بينج على مستوى نتائج البحث بينما خدمة البريد الإلكتروني شبه ميتة وقد تجاوزتها أوتلوك في الشهرة والحجم والشعبية، بينما الفائدة الوحيدة هي بوابة الأخبار ولدى مايكروسوفت بوابة msn العملاقة والتي تعمل بنفس المبدأ وتجمع الأخبار من المواقع الاخبارية بنفس طريقة ياهو ولديها زيارات ضخمة هي الأخرى.
كل ما لدى ياهو من خدمات تقريبا موجود لدى مايكروسوفت وبالتالي لن يضيف لها جديدا سوى بيانات المستخدمين الهائلة التي ستحصل عليها من الصفقة، لكن هل تضمن عودتهم وبقاءهم؟ لا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل.
- مايكروسوفت لا تريد القيام بصفقة غير مضمونة النتائج
استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn له أهداف واضحة تطرقنا إليها في مقال سابق بعنوان قراءة استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn والأسباب التي تقف وراء ذلك.
وهذه الشركة تدرس جيدا الصفقة قبل القيام بها ويجب أن تنفق المال فيما يعود عليها بعائد مادي جيد، وهو ما يظهر لنا من خلال الاستحواذ على LinkedIn حيث سيزيد من مبيعات خدماتها في قطاع الأعمال التي ستحصل فيها على صفقات قوية مع الشركات التي تسعى للحصول على الحلول التقنية التي تقدمها عملاقة البرمجيات الأمريكية.
الاستحواذ على ياهو لن يكون مضمون النتائج، هذا لأنه بعد الصفقة ستجد مايكروسوفت نفسها في مواجهة تحدي الرفع من نمو البوابة الاخبارية واستغلالها لتحقيق المزيد من العائدات الإعلانية منها فيما ستواجه تحدي استغلال البريد الإلكتروني، هل سيعمل بشكل مستقل؟ أم سيتم دمجه مع أوتلوك؟
من جهة أخرى ستواجه تحدي الرفع من نمو الشبكة الإجتماعية تمبلر التي تعيش نفس مشكلة تويتر منذ سنوات وفشلت في تحقيق نجاح كبير بالرغم من أن كل التوقعات تشير إلى إمكانية ذلك، ستجد مايكروسوفت نفسها أمام الكثير من المشكلات التي تحتاج إلى حل وهي التي تواجهها بنفسها مع محرك بينج الذي ينمو ببطئ في مواجهة جوجل وأيضا تفوق جي ميل على خدمة البريد الإلكتروني الخاص بها.
نهاية المقال:
استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn تحمل رسالة واحدة للسيدة ماريسا ماير ومعاونيها، لم تعد الشركة الأمريكية ترغب بالاستحواذ على ياهو بقيمة 42 مليار دولار كما كان عرض عليها خلال 2008 بل إنها تخلت عن هذه الفكرة نهائيا.