قراءة استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn والأسباب التي تقف وراء ذلك

Microsoft-LinkedIn
قراءة استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn

مفاجأة من العيار الثقيل والحق يقال لم نتوقع أن تقدم مايكروسوفت بالاستحواذ على LinkedIn، لقد كانت الأنظار تتجه إلى إمكانية قيام عملاقة البرمجيات الأمريكية بالاستحواذ على ياهو أو ربما التحرك باتجاه تويتر وهما شركتين تعانيان من أزمة واضحة للعيان، الأولى في الجولة الثانية من استقبال عروض الاستحواذ على خدماتها والثانية لديها 320 مليون مستخدم منهم 140 مليون مستخدم نشيط فقط بعد 10 سنوات من منافستها فيس بوك العملاق ذات الرقم الأضخم 1.6 مليار مستخدم نشيط.

نعم إنها صفقة الموسم وهي من بين الصفقات الأكبر في مجال التقنية وأول صفقة نوعية في عهد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت السيد ساتيا ناديلا والذي شهدت الشركة في عهده الكثير من الصفقات على الشركات الناشئة في مجال الموبايل والتخزين السحابي والأعمال وخدمات الويب.

استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn سيكلف 26.2 مليار دولار منها أي 196 دولار أمريكي للسهم الواحد، وهو ما اتفق عليه الجانبين بعد أسابيع من المفاوضات السرية التي لم يعلم بها الإعلام على عكس اجتماع تويتر وياهو خلال الأيام الماضية والذي تأكد عقده بين الطرفين للبحث عن تطبيق الاندماج وهو ما يعد واردا.

الصفقة لم يعلن عنها إلا بعد أن حازت على موافقة نهائية من ريد هوفمان الشريك المؤسس لشركة LinkedIn ورئيس مجلس الإدارة صاحب الحصة الأكبر في الشركة، ونفس الأمر أيضا للسيد جيف وينر الرئيس التنفيذي الذي وافق على هذه الخطوة.

حاليا هناك الكثير من التساؤلات حول أسباب ودوافع قيام مايكروسوفت بهذه الخطوة ولماذا قبلت LinkedIn باستحواذ شركة أخرى خصوصا وأن لديها 433 مليون مستخدم منهم 105 مليون مستخدم نشيط شهريا.

وفي هذا المقال سنتطرق إلى قراءة شاملة ومفصلة لهذه الصفقة المهمة.

 

  • شركة LinkedIn تعاني من أزمة النمو والصفقة هي الحل

LinkedIn STOCK

على طريقة تويتر تعيش LinkedIn أزمة النمو الناتجة عن تباطؤ عدد المستخدمين الجدد المنضمين إلى الخدمة وأيضا عدد المستخدمين النشيطين شهريا وهو ما تؤكده لنا المقارنة ما بين 433 مليون مستخدم مسجل لديها و 105 مليون مستخدم نشيط شهريا رغم أنها سنويا تحقق 19% نمو اجمالي و 9% نمو من خلال عدد المستخدمين النشيطين.

منذ أشهر قليلة تطرقت إلى العديد من المقالات حول معاناة لينكدإن منها لماذا انهارت قيمة أسهم LinkedIn بالرغم من النتائج الرائعة؟ وأيضا مقال الأزمة تصفع LinkedIn و تعمق جراح تويتر و تهز فيس بوك: ما الذي حدث؟ و لماذا؟

ورغم أن الحديث عن هذه الأزمة قل خلال الأسابيع الأخيرة إلا أنه في الواقع كانت مستمرة بالرغم من نمو قيمة السهم بشكل تدريجي والتعافي الذي تشهده مؤخرا.

قيمة سعر سهم LinkedIn وصل أيام مجده إلى 255 دولار وهذا بالضبط خلال نوفمبر 2015 لكن خلال فبراير 2016 انهار إلى 100.98 دولار وكان هذا بمثابة كارثة، فقط لأن الشركة أعلنت توقعات نمو أقل من توقعات المستثمرين ولمن قرأ المقالات السابقة سيعرف جيدا الأسباب.

ووصلت سعر أسهم LinkedIn إلى 133 دولار محققة بعض التعافي لكنها ظلت بعيدة عن 255 دولار وهو ما يعني أن الشركة تعيش أزمة تدريجية من شأنها ان تصبح واضحة مستقبلا في حالة استمر التباطؤ في عدد المستخدمين وبالتالي الأرباح.

ببساطة فإن الأزمة أرغمت LinkedIn على قبول هذا العرض الذي رفع قيمة السهم إلى 192.72 دولار في هذه اللحظة بنمو 47.03% والتداولات مستمرة.

لاحظ معي أنه في البيان الرسمي من مايكروسوفت فقد أكد ساتيا ناديلا على أن هذه الصفقة من شأنها أن تؤدي لتسريع نمو LinkedIn وهي مشكلة هذه الشبكة الإجتماعية.

 

  • مايكروسوفت ستعتمد على LinkedIn لغزو قطاع الأعمال

نعلم جيدا أن LinkedIn هي الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم لرواد الأعمال واصحاب الشركات والمؤسسات، وبالطبع هؤلاء بحاجة إلى حلول تقنية تساعد أعمالهم على النمو والتطور وتحسين الجودة والإنتاجية وأمان العمليات والخدمات.

لدى مايكروسوفت حزمة أوفيس وهي واحدة من الحلول التي تقدمها لهذه المؤسسات وبالتالي فإن الشركة ستصل إلى الملايين منها وستقنعهم على استخدام حزمتها ونعلم أن أوفيس 365 يعد الأحدث منها وهو يدعم مزامنة المستندات والتعديل عليها جماعيا من عدة أجهزة حواسيب وهواتف ذكية وهذا من مختلف المواقع الجغرافية وهي من أهم المزايا المقنعة للشركات لاستخدام هذه الحزمة إلى جانب أيضا دمج سكايب ضمنها للمحادثة والدردشة الجماعية أثناء العمل وتنسيق العمليات.

وتقدم الشركة الأمريكية أيضا خدمات التخزين السحابي للشركات والمؤسسات والتي تضمن لها تخزين بياناتها ومستنداتها في خوادم مايكروسوفت الآمنة والسريعة التي تعتمد عليها شركات ضخمة عالميا وهي تستهدف أيضا الشركات الناشئة والمتنوعة المتواجدة على LinkedIn وتريد تلك المؤسسات الاشتراك في مثل هذه الخدمات عوض شراء حواسيب وخوادم لتخزين البيانات محليا التي تتعرض لمخاطر منها الأمنية “الاختراق – سرقة المعلومات” وأيضا “كوارث طبيعية – حروب وتفجيرات تؤدي لتفجير مركز البيانات” والتي تعد مكلفة مقارنة مع التخزين السحابي.

ومن الخدمات التي تطلقها مايكروسوفت أيضا لقطاع الأعمال نجد أوتلوك وهي خدمة بريد إلكترونية بديل لجي ميل من جوجل، فيما أيضا تقدم ويندوز 10 لحواسيب الشركات والمؤسسات ورواد الأعمال وهذا سيساعدها في الوصول إليهم، إلى جانب سكايب الذي يعد أفضل خيار في قطاع الأعمال على عكس واتساب أو فيس بوك ماسنجر.

 

  • لن يتغير اسم LinkedIn وهي تابعة لمايكروسوفت

لن تقتل مايكروسوفت العلامة التجارية LinkedIn أو تغيرها أو تتخلص منها ستعمل هذه الشبكة الاجتماعية كما هو الحال دون أي تغيير على مستوى الاسم التجاري.

الطاقم وادارة LinkedIn لن يطرأ عليه أيضا أي تغيير وفريق عمل هذه الشركة سيظل مستقلا هو الآخر، لكن مايكروسوفت سيكون لها أفرادا بداخل الشركة للمراقبة واقتراح الأفكار فيما ستظل مباني الشركة تعمل وهي تضم الموظفين والمكاتب كما العادة دون ان ينتقل أي شخص لشركة مايكروسوفت.

من جهة أخرى سيقدم الرئيس التنفيذي جيف وينر التقارير بشكل دوري إلى الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت مباشرة.

 

نهاية المقال:

هذه كانت قراءة شاملة لصفقة استحواذ مايكروسوفت على LinkedIn والتي تعد مفاجأة للجميع بمن فيهم أنا شخصيا.

هناك بالطبع مقالات قادمة حول هذه الصفقة وتأثيراتها على LinkedIn سننشرها بالتتابع اليوم ويمكنك أن تتابع هذا من خلال مقالات LinkedIn أو مقالات مايكروسوفت.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.