يمكن حدوث افلاس الدولة تمامًا مثل الأفراد والشركات، يحدث ذلك عندما لا يكون لديها أموال لسداد ديونها أو الفائدة المطبقة على ديونها.
تصدر الدول أيضًا سندات مقومة بالعملات الأجنبية للمستثمرين الدوليين من أجل الحصول على المال، في حالة إفلاس بلد ما، لن يكون قادرًا على سداد قيمة السندات والفائدة المطبقة.
في السيناريو الجغرافي السياسي الحالي، من الواضح أن عددًا من البلدان تواجه مشاكل مالية، بلغ التضخم أعلى مستوياته على الإطلاق في عدة أجزاء من العالم، ومن الممكن أن تضطر بعض هذه الدول إلى إعلان إفلاسها، لفهم ما يحدث عند افلاس الدولة، إليك بعض الأشياء المهمة التي يجب معرفتها.
طلب حزمة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي
هذا هو المسار الأكثر شيوعًا الذي تسلكه البلدان للتعافي من حالة الإفلاس، لا يقدم صندوق النقد الدولي (IMF) المساعدة المالية فحسب بل يقترح أيضًا طرقًا ووسائل لإنعاش الاقتصاد.
تتعاون فرق خبراء صندوق النقد الدولي مع فريق العمل الاقتصادي المعين للدولة المتعثرة للتوصل إلى طرق لتوليد الإيرادات وتقليل الإنفاق الحكومي.
تجدر الإشارة إلى أن صندوق النقد الدولي يوفر الأموال فقط عندما توافق الدولة المتعثرة على الالتزام بقواعد اتفاقية الإنقاذ وهو طرف مهم لجأت إليه اليونان وايرلندا وإيطاليا وتركيا وعدد من الدول التي عانت بقوة، عند تلقي المساعدة المالية من صندوق النقد الدولي، غالبًا ما يتعين على الدولة المفلسة اتخاذ تدابير قوية للغاية مثل زيادة الضرائب، وإنهاء الدعم، وتنفيذ تخفيضات كبيرة في الميزانية، والسيطرة على التهرب الضريبي، وتبسيط العمليات لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية.
في الواقع تأتي حزمة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي مصحوبة بالكثير من الشروط ويجب تنفيذها وهي تنجح في النهاية لكنها من الطبيعي أن تكون قاسية على الشعب لسنوات.
إعادة هيكلة الديون
هناك خيار آخر متاح لبلد أعلن إفلاسه وهو التفاوض مع دائنيه لإعادة هيكلة ديونه، إذا تمت الموافقة على الصفقة، فقد يتم إيقاف مدفوعات الفائدة لبضعة أشهر ويمكن أيضًا تمديد فترة السداد الرئيسية.
في بعض الحالات قد يتم شطب جزء من الدين بالكامل، في حين أن هذا قد يفيد الدولة المتعثرة، إلا أنه سيكون مؤلمًا من الناحية المالية للدائنين، ومع ذلك لا يوجد عادة خيار آخر حيث لا يملك الدائنون أي وسيلة أخرى لاسترداد مبلغ القرض.
مصادرة الأصول الخارجية
في حالة إفلاس فرد أو منظمة يمكن للدائنين بيع أصولهم بالمزاد العلني، ومع ذلك لا يمكن للدائنين ممارسة نفس الامتياز في حالة إفلاس بلد ما.
بينما لا يمكن للدائنين لمس الأصول الداخلية لبلد ما، فقد يكون من الممكن مصادرة أصول الدولة الموجودة في المواقع الدولية، لكن هذا قد ينطوي على معارك قضائية طويلة لذلك لا يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات إلا كملاذ أخير.
سياسة التقشف
إذا كان هناك استعداد من جانب الحكومة وشعبها، فيمكن زيادة المدخرات بشكل كبير من خلال مجموعة واسعة من تدابير التقشف.
فقط من خلال تجنب إهدار الموارد الحيوية مثل الوقود والكهرباء والمياه وما إلى ذلك، يمكن تحقيق وفورات كبيرة.
يمكن أن تساعد أشياء مثل العمل من المنزل، واستخدام وسائل النقل العام، وما إلى ذلك، يمكن لجميع أصحاب المصلحة البدء في تجنب النفقات غير الضرورية والتي ستفيد اقتصاد الدولة في النهاية.
بالنسبة للحكومة سيكون من الأفضل لها أن توقف أعمال البناء والمشاريع الضخمة وتقليل نشاطها لصالح القطاع الخاص الذي يستطيع تدبر أموره بشكل أفضل في هذه الحالة.
إقرأ أيضا:
افلاس آلاف المستشفيات الصينية الخاصة بسبب كورونا
عن احتمال افلاس مصر وسقوط عبد الفتاح السيسي
خيارات بيروت وخطوات مهمة بعد افلاس لبنان رسميا
الطريق إلى كارثة افلاس تركيا قبل عام 2025
أسباب افلاس سريلانكا ودور أزمة كورونا
