إذا كنت تتمنى أن تستيقظ يوما على انهيار الدولار الأمريكي إلى 0 ويتحول إلى أوراق لا قيمة لها، فربما عليك أن تعيد التفكير مجددا لأنك تراهن ضد مدخراتك ومصيرك.
اليوم كلنا نعرف أنه يتم تسعير كل شيء بالدولار في الأصل، وبناء على سعر صرف العملات النقدية الأخرى مقابل العملة الأمريكية يتم التسعير بتلك العملات.
بداية من الذهب إلى الفضة نحو النفط والقمح والسلع المختلفة حتى العملات النقدية مثل الريال السعودي والدينار الجزائري والجنيه المصري والدرهم المغربي واليوان الصيني والروبل الروسي واليورو.. كلها يتم تسعيرها بالدولار.
وبطبيعة الحال غالبا ستكون قد سمعت بصدمة نيكسون، أو حادثة أغسطس 1971، عندما انتهى دور الذهب كطريقة لتسعير العملات النقدية وأخذ الدولار الأمريكي مكانه بشكل رسمي.
اليوم في عصرنا لا توجد عملة نقدية تستند قيمتها إلى الذهب أو احتياطي الذهب الذي تحتفظ به البنوك المركزية، أصبح الذهب سلعة ثمينة تحتفظ بها تلك البنوك لبيعها وتحويلها إلى دولارات لشراء عملاتها والدفاع عن سعرها في سوق الفوركس.
في هذا السوق الضخم اليوم يستحوذ الدولار الأمريكي على 88% من اجمالي تداولات العملات الاجنبية والتي تبلغ 7.5 تريليون دولار يومياً.
هذا يعني أن الدولار هو الملك في الفوركس وهي السوق الحرة التي ازدهرت منذ تعويم الدولار ومن ثم ارتباط العملات النقدية به.
اليوم حتى مع تعويم الجنيه المصري على سبيل المثال بشكل كلي، لا يزال سعر صرف العملة المصرية يتم مقابل الدولار بشكل أساسي وبناء على ذلك السعر يتم تسعير صرفه مقابل العملات النقدية الأخرى.
ماذا لو انهار الدولار الأمريكي إلى 0 وهو أساس تسعير كل شيء في حياتنا تقريبا؟ الجواب أصبح واضحا ولا مفر منه، وهو أن العملات النقدية الأخرى التي نتعامل بها ستصبح قيمتها 0، وسيكون لدينا كومة كبرى من العملات والأوراق النقدية التي لا قيمة لها.
سقوط هذا النظام يعني العودة إلى نظام المقايضة وسيصبح الذهب أساسيا في المعاملات، وهذا يعني عودة كبيرة إلى الوراء لكن تلك العودة تعني انهيارا للنظام الحالي برمته.
مع فقدان كل العملات قيمتها لأن الدولار انهار إلى 0، ستتوقف التجارة والبورصات ونظام الفوركس وسيحدث اضطراب كبير في كافة أنحاء العالم.
العواقب تشمل اندلاع المجاعة العالمية بسبب رفض التجار بيع سلعهم بالنقود التي لم تعد لها قيمة ومطالبتهم بالذهب ثمنا لذلك أو سلعا في المقابل.
لقد أخذ الدولار مكان الذهب في حياتنا ونظامنا المالي، لهذا تحتفظ به البنوك المركزية وتعمل على زيادة احتياطي النقد الأجنبي لديها.
رغم محاولات بعض الدول التعامل بعملاتها بشكل مباشر في التجارة الثنائية، إلا أن تحويل عملة إلى أخرى يتطلب وجود الدولار الذي يسعر العملتين معا.
لقد اكتشفنا هذا معا في قضية اعتماد الجنيه المصري في روسيا واعتماد الروبل الروسي في مصر، ووجدنا بالفعل أن التسعير الذي يحدده البلدين لعملتهما في مقابل بعضهما البعض أساسه هو سعر الصرف مقابل الدولار.
الخبر السار حاليا هو أن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية في العالم، لا تزال العملة الأكثر استخدامًا، مما يعني أن فرص انهيارها منخفضة جدا.
أفضل منصات الفوركس وتداول الأسهم:
إقرأ أيضا:
لماذا يتم تسعير العملات النقدية والذهب والفضة بالدولار الأمريكي؟
مزايا وعيوب الدولرة أو اعتماد الدولار الأمريكي عملة رسمية
الدولار الأمريكي عملة لبنان الرسمية مثل السلفادور والإكوادور
سعر صرف الجنيه المصري مقابل الروبل الروسي يحدده الدولار الأمريكي
توقعات الجنيه المصري مقابل الدولار حسب بنك HSBC
توقعات سعر الدولار مقابل الجنيه المصري 2023
تأثير قوة الدولار الأمريكي على أسعار النفط