لماذا لن نرى الإعلانات في واتساب على عكس فيس بوك ماسنجر؟

facebook-business-messages
مثل هذه الإعلانات وأنماط أخرى لن تشق طريقها إلى واتساب

تبحث فيس بوك عن كيفية استغلال ماسنجر وأيضا واتساب لتحقيق المزيد من الإيرادات خصوصا وأنهما الأكثر شعبية حاليا في قطاع تطبيقات الدردشة، فالأول يستخدمه 800 مليون مستخدم حاليا والثاني تخطى حاجز المليار مستخدم نشيط وهذه الأعداد ضخمة وكبيرة وتصف لنا إلى أي مدى فيس بوك مسيطر على الدردشة المحمولة.

وفيما جعلت واتساب مجاني بالكامل ولن يتطلب دفع اشتراك سنوي، فقد أكدت أنها تبحث عن طريقة لتحقيق الايرادات الجيدة، وإلى الآن لم تستغل فيس بوك التطبيقين بالصورة المتوقعة لجني ايرادات كبيرة ومهمة مثل التطبيق الصيني WeChat الذي يتمتع بأكثر من 700 مليون مستخدم ويجني سنويا أكثر من 4 مليارات دولارات وهو الذي يعتمد على الإعلانات وبيع الملصقات وأيضا القيام بحجز الخدمات المختلفة وكسب عمولته من كل عملية تتم عن طريقه.

ومؤخرا حصلنا على صورة تؤكد لنا أن الإعلانات قادمة إلى فيس بوك ماسنجر لكن في ذات الوقت نعرف جيدا أنها لن تشق طريقها إلى واتساب مهما كانت ناجحة ومذرة للأرباح والايرادات المتنامية وفي حالة كنت تتساءل عن السبب وراء ذلك فنحن هنا لنجيب عن هذا السؤال المثير.

 

  • من مبادئ واتساب أن لا يعرض الإعلانات

إلى الآن عند زيارتي لموقع واتساب أجد المقال الذي نشره القائمين على التطبيق والمنشور باللغة العربية تحث عنوان ” لِمَ لا نبيع الإعلانات كغيرنا من الشركات؟ ”

هذه الكلمات التي كتبها القائمين على التطبيق يؤكدون فيها على ايمانهم الكامل بأن عرض الإعلانات على تطبيقهم هو بمثابة بيع معلومات المستخدمين وجمعها عنهم وتوفيرها للمعلنين من أجل استغلالها واستهدافهم بالدعايات التي تعرض لهم منتجات وخدمات هم مهتمين بها.

ورغم أن هذه هي الطريقة التي يكسب بها جوجل وايضا فيس بوك وخدمات الإنترنت إلا ان واتساب من البداية لا يؤمن بأن هذه هي المنهجية المثلى لتحقيق الأرباح.

وعندما نقول جمع المعلومات فهذا لا يعني بالطبع معلومات شخصية حساسة عن الأفراد، بل الاهتمامات والفئة العمرية والموقع الجغرافي والعلامات التجارية التي يتابعها وبناء على تلك البيانات تصنف الخوارزميات المستخدمين ضمن فئات يتم تحديثها بتغير الاهتمامات والموقع الجغرافي والسن والمعايير الأخرى المعتمد عليها.

فمثلا إذا كنت مهتما بالمشروبات الغازية وتتابع المجموعات الخاصة بها وتناقش حولها فمن الطبيعي أن تكون مستهدفا للشركات العاملة في هذا المجال وتعرض لك إعلاناتها لتشتري منها الخدمة أو المنتج الذي توفره.

ورغم مشروعية هذه المنهجية والتي لا تمكن المعلنين من الحصول على معلومات حساسة ودقيقة ولا حتى أسماء المستخدمين إلا أنها في نظر واتساب غير مقبولة.

 

  • اتفاق الاستحواذ على واتساب تضمن هذا البند

عندما استحوذ فيس بوك على واتساب منذ عامين كانت هناك مخاوف من قدوم الإعلانات إلى هذا التطبيق و أن يستغله عملاق الشبكات الإجتماعية بشكل مزعج من أجل تعويض 21 مليار دولار التي أنفقت على هذه الصفقة التاريخية في كسبها سريعا ولو بنشر الإعلانات لكن حينها سريعا ما أكد مارك زوكربيرغ ان هذا الأمر لن يحدث.

والآن بعد مرور عامين وبقاءه على كلامه تعود هذه المخاوف للواجهة مجددا لتؤكد مصادر رسمية أن ضمن اتفاق الاستحواذ كان هناك بند يمنع على فيس بوك التفكير في جلب الإعلانات إلى هذا التطبيق لعرضها مستقبلا مهما حدث.

 

  • هناك مصادر أخرى للربح من واتساب بعيدا عن الإعلانات

مع الابتكارات التي توصل إليها العملاق الصيني WeChat في مجال الربح من تطبيقات الدردشة، ومنها تحقيق الايرادات من بيع الملصقات وأيضا العمل على الدفع بواسطة التطبيق والمكالمات الخلوية المدفوعة دون أن ننسى حجوزات الفنادق وسيارات الأجرة واتمام عملية الشراء أصبح من المؤكد أن هذه هي الطرق التي ستكون متبعة في واتساب.

وكبداية لذلك رأينا تجارب فيس بوك لتطوير المساعد الشخصي M والذي سيكون له دور في هذه العمليات وأيضا التعاقد مع Uber حيث يمكنك طلب التاكسي من ماسنجر وهي ميزة قيد التجربة والتطوير في مواقع جغرافية محددة منها الولايات المتحدة الأمريكية بداية ليتم تعميم هذه الميزة مستقبلا على كل البلدان التي تتوفر فيها Uber ونحن نعلم أنها متوفرة حاليا في المغرب، مصر، السعودية، قطر، الإمارات، لبنان والعديد من البلدان الأخرى.

ورغم أنها تعمل أيضا على نظام إعلانات ذكي وخاص لماسنجر والذي لن يكون عبارة عن وحدة إعلانية تظهر أثناء الدردشة بل رسالة تصل إليك في البريد الوارد للتطبيق من متجر إلكتروني تتابعه أو تتعامل معه تتضمن عروض أو خبر توفر المنتج الذي انت مهتم به، إلا ان هذه النوعية من الإعلانات نرجح أن لا تتوفر على واتساب.

 

نهاية المقال:

نعم الإعلانات قادمة إلى ماسنجر لكن بطريقة مختلفة عن المتوقع إذ ستكون عبارة عن رسائل ممولة في البريد الواردة من الشركات والمتاجر التي أنت مهتم بما تقدمه، ورغم أنها تبدو فكرة رائعة وغير مزعجة للمستخدمين إلا أنها لن تشق طريقها إلى واتساب والأسباب أصبحت معروفة بعد قراءة هذا المقال.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز