تستمر الجزائر في النباح والدفاع عن الدولة الصحراوية الوهمية التي ترعاها وتستخدمها كمسمار جحا للوصول إلى الأطلسي، بينما يكتسب المغرب تعاطفا دوليا وتستمر إنجازاته داخليا وخارجيا.
بينما يراهن البعض على حرب عسكرية بين البلدين، وينتظر الجيش الجزائري الفرصة من أجل ارتكاب جرائم جديدة في حق المغاربة، يستخدم المغرب الديبلوماسية والإقتصاد معا للإنتقام من جارة السوء.
-
النجاح أفضل وسيلة للإنتقام
داخليا يتمتع المغرب باقتصاد أفضل مقارنة مع الجزائر، وتعيش المملكة سنوات طويلة من التنمية المتسارعة، وقد تحول إلى معبر دولي لسلع أوروبا إلى أفريقيا، بل ومنصة تستضيف الشركات العالمية والمتعددة الجنسية التي تصنع فيه السلع وتصدرها إلى أفريقيا ودول العالم.
بدون موارد نفطية ولا الغاز الطبيعي الذي تتمتع بهما الجزائر، يحقق المغرب التقدم في ملفات اقتصادية ومالية عديدة ولديه نظام مالي أفضل من الجزائر.
ففي وقت ينهار فيه الدينار الجزائري ويساوي الدولار أكثر من 129 دينار، نجد أن الدولار لا يتعدى 10 دراهم مغربية في الوقت الراهن رغم بدء التعويم التدريجي.
يحقق المغرب نجاحات في مجالات عديدة ومنها مجال الموانئ والصيد والصناعات المختلفة إضافة إلى الطاقات المتجددة، بينما أغلقت رينو الفرنسية مصنعها في وهران، بينما اعترفت الصحف الجزائرية بفشل مشاريع الطاقات المتجددة.
وتعاني الجارة الشرقية أيضا من العزلة لأول مرة منذ عقود، حيث خسرت دعم الكثير من الدول لمليشيات البوليساريو، وهناك دعم دولي قوي للرباط في هذا الملف.
-
التركيز على بناء اقتصاد وطني أفضل
مثل الكثير من الدول في المنطقة عان المغرب ولا يزال من مشاكل اقتصادية بسبب الفساد إضافة إلى فشل الحكومات المتعاقبة في مواجهة الأزمات الاقتصادية.
لكن المملكة في هذا الملف حققت تقدما مهما بفضل رؤية العاهل المغرب محمد السادس، والذي تحققت في عهده الكثير من المشاريع التنموية، مثل ميناء طنجة المتوسط، إضافة إلى تحويل طنجة والقنيطرة إلى مدن أفضل، وتستمر التنمية بقوة في الدار البيضاء والرباط ومراكش وهناك أيضا تنامي الاهتمام بأكادير، ولا ننسى التنمية الشاملة في الأقاليم الصحراوية وفي مقدمتها العيون.
كما أن المغرب يحارب الفساد وهناك توجهات حقيقية داخلية لمحاربة ذلك في صفوف الأحزاب والمؤسسات العامة، لذا يتقدم المغرب رويدا في الشفافية والعدل ومكافحة الفساد، في وقت نجد أن الجزائر هي من أسوأ الدول فسادا في أفريقيا.
وتحول المغرب إلى واحد من أفضل الوجهات في أفريقيا للتصنيع والإنتاج والإستثمار، وهذا ما تترجمه انتقال المزيد من المصانع إلى المملكة
وتحتل منطقة طنجة المتوسط الواقعة في شمال المغرب المرتبة الثانية عالمياً بعد “مركز دبي للسلع المتعددة” بدولة الإمارات العربية المتحدة في تقرير Financial Times الذي جاء تحث عنوان “FDI Global Free Zones of the Year 2020“.
وقد أنشأت الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة مثل Siemens Gamesa و Magnetti Marelli و Valeo و TI Automotive و APTIV و Sumitomo Electric مراكز تصنيع وتصدير في هذه المنطقة ويعمل بها أكثر من 80 ألف مغربي.
-
تنويع العلاقات الخارجية والبعد عن سياسة المحاور
كان للمغرب موقف شجاع من أزمة قطر، حيث اختار أن يلعب دور الوسيط بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والحفاظ على وحدة هذه الدول وأمنها.
ولم تتضرر علاقته بالإمارات والسعودية كما توقع البعض، رغم أنه رفض بعض مطالبهم في بعض القضايا، محتفظا بسيادته واستقلاليته وعلاقته الجيدة مع الأشقاء العرب.
وفي ذات الوقت يتمتع المغرب بعلاقة جيدة مع الأردن وعلاقات جيدة مع تونس ومصر وليبيا كأبرز دول الجوار في شمال أفريقيا، وهناك جهود ليستعيد العلاقات المتميزة مع موريتانيا التي أدركت في أزمة الكركرات أنها متضرر كبير من اغلاق المعبر وتعطيله من البوليساريو في الأسابيع الماضية.
ومنذ سنوات طويلة انفتح المغرب على دول أفريقيا من خلال العودة إلى الإتحاد الأفريقي، وأصبحت أسواق جنوب الصحراء وجهة مفضلة للكثير من الشركات العامة والخاصة في البلاد والسلع المغربية أيضا.
أما مع أوروبا فإن اسبانيا هي أكبر شريك تجاري للمغرب تليها فرنسا، وهناك تنامي لصادراته نحو بقية دول القارة مثل البرتغال وألمانيا وإيطاليا وروسيا، كما أن ايرلندا من أكبر المستثمرين في المغرب وتتصدر السباق أيضا متفوقة على دول مثل فرنسا في السنوات الأخيرة.
على العكس نجد أن الجزائر لا تزال تنهج سياسة الشعارات الفارغة، حيث عارضت بقوة تطبيع الإمارات مع إسرائيل وعرضت علاقتها مع هذا البلد للخطر، كما أن علاقتها مع الدول متباينة وهي تستمر في تبعيتها لروسيا في التسلح وتهدد مصالح دول أخرى.
وبالطبع لدى المغرب علاقات متميزة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا إضافة إلى استراليا واليابان وكوريا الجنوبية ودول أمريكا اللاتينية.
إقرأ أيضا:
ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب وإليك من سينتصر فعلا
صيد الأسماك في الجزائر: حلم الأطلسي والشراكة مع المغرب
كيف تفوقت تونس على المغرب في استقطاب السياح من ليبيا والجزائر؟
الحرب على غلاء الأسعار في تونس المغرب الجزائر بسلاح المقاطعة
هكذا تستفيد برشلونة و مارسيليا من القطيعة الإقتصادية بين المغرب والجزائر