أزمة ياهو هي حديث العالم في الوقت الراهن، الكل يراقب عن كثب تطورات الأزمة التي أصبحت في ذروتها الآن و هناك حديث جدي من الجميع على أنها تلفظ آخر أنفاسها.
الشركة مقبلة على اتخاد قرارات صعبة أحلاها مر و قد تمهد لاختفاء واحد من عمالقة التكنولوجيا و الويب في العشرين السنة الأخيرة.
مثلها مثل شركات اختفت نهائيا، رفضت ياهو التطور السريع ليتركها قطار النمو و النجاح ضحية للمعاناة و المجهول.
من الصعب أن يصدق كثيرون ممن عاشوا مجد العملاق الأمريكي ما يحصل الآن، و عدد منهم سيحتاج لوقت أطول حتى يستوعب هذه النهاية.
- عائدات ياهو في تراجع منذ 2009
بنهاية 2008 ودعت ياهو سنة من الإستقرار المالي و آخر سنوات المجد، لتتراجع عائداتها من 7.2 مليارات دولار إلى 4.6 مليار دولار.
الإنخفاض الحاد حصل ما بين 2008 و 2009 و تكرر مجددا ما بين 2010 و 2011 مع الحفاظ على مؤشر سلبي مستمر.
قدوم ماريسا ماير إلى ياهو 2012 لم يغير شيئا للأسف، العائدات ظلت تتراجع و لم تستطع وقف نزيف الأرباح.
- سعر سهم ياهو منطقيا أقل مما هو معلن عنه!
ياهو لا تبلي جيدا في البورصة، قيمة أسهمها أقل بكثير من 34 دولار في الواقع، إذ أن السبب في ذلك هي حصتها في علي بابا و التي تبلغ 32 مليار دولار أمريكي و فيما تبلي الشركة الصينية جيدا نرى أن سهم ياهو مرتفع عن ما هو منطقي.
خطوة الإستثمار في شركة علي بابا عززت من رضا المستثمرين في ياهو لكنها بالطبع أخفت أزمة عميقة تعاني منها الشركة في صمت.
و للعلم فإن أعلى قيمة لسعر ياهو كان هو 108 دولار عام 2000 و لم يتكرر الأمر مرتين في تاريخ هذه الشركة.
- ماريسا ماير تلاعبت بقيمة الشركة
الإستثمار في علي بابا نفخ من قيمة الشركة الأمريكية التي فقدت 30 في المئة من قيمتها هذا العام، و مع توجه الشركة لنقل استثماراتها إلى كيان إستثماري منفصل عن الشركة ستنخفض قيمة ياهو إلى 6 مليارات دولار فقط و هذا هو الحجم الحقيقي لياهو.
ياهو الحقيقية التي تقدم بوابات الأخبار على الحواسيب و المحمول و خدمة البريد الإلكتروني و البحث و فليكر و تمبلر قيمتها السوقية أقل مما يعتقده الناس عادة و الشركة تفكر في بيع هذه الأعمال مستقبلا.
الشركة في وضع لا تحسد عليه خصوصا و أنها قررت اليوم فصل استثماراتها في الشركة الصينية عن أعمالها الحقيقية و هذا ما سيكشف عن الحجم الحقيقي لياهو و التي تعد أصغر بكثير مما تظهر عليه الآن.
- لم تعد متفوقة في أي من القطاعات التي تنافس بها
تخلت ياهو عن الكثير من الخدمات التي تقول ماريسا ماير أنها في الواقع غير ناجحة، و إن كنا نختلف معها على سبيل المثال في إغلاق مدونات و منتديات مكتوب.
و بذات الوقت لم يعد محرك بحثها الثاني بعد أن فقد ريادته لصالح جوجل، لقد تخطاه بينج من مايكروسوفت و أصبح يعتمد في نتائج البحث على هذا الأخير.
خدمة البريد الإلكتروني التي تقدمها ياهو لم تعد خلف جي ميل من جوجل بعدما تخلت مايكروسوفت عن هوتميل لصالح خدمتها الجديدة أوتلوك.
الشركة الأمريكية تخلت عن خدمة الخرائط الخاصة بها و ليس لديها خدمات شعبية على الموبايل مثل المساعد الشخصي أو شبكة إجتماعية أو خدمة مراسلة فورية و هذا عمق من جراحها خصوصا في ظل إزدياد شعبية المحمول.
حتى بوابات الأخبار الخاصة بها تواجه منافسة شرسة من مايكروسوفت و AOL الذين يقدمون المحتوى الإخباري في مجموعة من المواقع التابعة لهما على الويب.
نهاية المقال:
هذا بالفعل ما حدث خلال 8 سنوات من الأزمة في ياهو، الشركة تراجعت طيلة هذه المدة و فقدت كل فرص النمو و العودة بقوة ما جعلها الآن تعيش شبه نهاية مؤلمة.