
تنفق أندية كرة القدم السعودية أكثر مما تحققه من عائدات وتتراكم عليها الديون، وتتزايد قضايا عدم سداد مستحقات محترفين أجانب أو مدربين.
بلغ حجم الديون المجمعة لأندية كرة القدم السعودية، حتى منتصف 2022 ما يناهز 1.45 مليار ريال (400 مليون دولار)، وهو في تزايد بعد عقد المزيد من صفقات الإنتقال القياسية خلال مواسم الإنتقالات الأخيرة.
معظم ديون أندية كرة القدم السعودية
الأندية الكروية التي تستحوذ على أفضل المواهب والاسماء هي التي تستحوذ بالطبع على أغلب ديون الأندية السعودية، وهي النصر والهلال والاتحاد والشباب، التي راكمت أكثر من 1 مليار ريال سعودي.
هذه الديون في غالبها هي لجهات وطنية من البنوك والمؤسسات المالية الداخلية، لكنها تكشف بالطبع عن الواقع المزري القطاع معروف عالميا أنه لا يحقق أرباحا حتى في أوروبا حيت تكافح مختلف الأندية في ظل فقاعة الأجور وقيمة صفقات الإنتقال.
ونجد في الدرجة الأولى حسب احصائيات قديمة وغير محدثة منذ عام على الأقل، ان الهلال والنصر هما الوحيدين اللذان حققا فائضا لأن العائدات أكبر من المصاريف.
ونتوقع أن هذا سيتغير مع الصفقات التي تمت في العام الأخير من الناديين المتنافسين عادة على الصدارة في الدوري السعودي الممتاز.
هناك نمو كبير في عائدات الأندية الكروية السعودية وهو أمر لا يمكن انكاره، لكن في المقابل تتزايد المصاريف مع الإنفاق على صفقات الإنتقال وتحديث الملاعب والبناء وما إلى ذلك من العمليات التي تعمل عليها تلك المؤسسات وكل ذلك بالتوازي مع خصخصة الأندية.
أندية كرة القدم السعودية تقترض من البنوك
يمثل الاستثمار الاستباقي للحكومة السعودية في الرياضة، وخاصة كرة القدم عاملا أساسيا في القوة المالية للدوري السعودية، ومن خلال النظر إلى الرياضة كجزء من جهود التنويع الاقتصادي ووسيلة لتعزيز الصورة العالمية للبلاد، قامت الحكومة بتوجيه موارد مالية كبيرة إلى البنية التحتية الرياضية، وأندية كرة القدم، والدوري بشكل عام.
إن الشعبية المستمرة للدوري السعودي، مدفوعة بقاعدة جماهيرية متحمسة منخرطة بعمق في هذه الرياضة، دفعت الحضور في المباريات، ومبيعات البضائع، وفرص الرعاية إلى آفاق جديدة، وكل ذلك يتوج بالازدهار المالي المستدام للدوري.
تعمل رعاية الشركات، سواء من داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها، على تعزيز الأساس المالي للدوري، وتوفير الدعم الحيوي للأندية من حيث العمليات، ورواتب اللاعبين، وتطوير المرافق.
لكن رغم ذلك يظهر لنا أن معظم الأندية السعودية تحرق المالي ولديها عجز بسبب تفوق الإنفاق على الدخل الأساسي وهي مشكلة كبيرة.
في عام 2015، قال الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر السعودي لكرة القدم أنه يدرس الحصول على قرض من البنك لتسديد بعض الديون الخاصة بالنادي، وكان نادي الإتحاد قد أقدم على ذلك.
على الرغم من أن عددًا من البنوك الكبرى كانت مترددة تقليديًا في دخول سوق تمويل كرة القدم حيث يُنظر إليها على أنها ذات مخاطر أعلى، إلا أن هناك عددًا من المقرضين الذين يتمتعون بمكانة جيدة نسبيًا في السوق.
لكن تبقى هذه الأندية كلها عامة وتابعة لجهات في الدولة السعودية، ومع الخصخصة سيكون عليها تدبير أمورها المالية بحزم أكثر والبحث عن الربح في مهمة ليست سهلة أبدا.
ورغم أن إصلاحات الكرة السعودية تهدف إلى زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويا إلا أن الإنفاق ازداد بوتيرة أسرع وجاء الدوري السعودي الثاني من حيث الإنفاق بعد الإنجليزي في صيف 2023، بصافي إنفاق قدره 907 مليون دولار وراء الدوري الإنجليزي (1.39 مليار دولار).
إقرأ أيضا:
هل الإستثمار في كرة القدم مربح ماليا؟
أندية كرة القدم لا تربح المال ولهذا تتراكم عليها الديون
كيف تربح أندية كرة القدم وتحقق العائدات والأرباح؟
لماذا أرباح كرة القدم النسائية أقل من الرجالية؟
المال أساس كرة القدم والكل رابح إلا المشجع المغفل
طرق ربح المال وكسب الدولارات من كرة القدم
فلورنتينو بيريز على حق كرة القدم الأوروبية ستموت
فلورنتينو بيريز على حق كرة القدم الأوروبية ستموت
أسباب ارتفاع أسعار اللاعبين وتضخم الأجور في كرة القدم