لا تزال الدراسات مستمرة بخصوص مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري قبل أن تقدم دول غرب أفريقيا على تنفيذه، خصوصا وأن التحديات التي تواجه المشروع متعددة.
بطبيعة الحال مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري غير قابل للتطبيق وهو مشروع فاشل، لكن هناك عيوب لمنافسه ولن أستغرب إذا لم يتحقق أي منهما في نهاية المطاف.
إليك عيوب مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري والتي نسلط الضوء عليها:
-
مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري قد يهدد البيئة
في مارس 2018، وقعت 40 منظمة غير حكومية إعلانًا مشتركًا يثير مخاوف بيئية واجتماعية واقتصادية أساسية.
في الواقع، سيكون لإنشاء خط الأنابيب هذا آثار بيئية كبيرة، حيث أن “زيادة استخراج واستهلاك الموارد الأحفورية” تشكل أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ.
لا يزال استخدام الميثان غير مؤكد ومتقلب، ويمكن أن يزعج الحيوانات البحرية، هذه الآثار البيئية بالإضافة إلى مخاطر النفايات الكيميائية والتسربات المحتملة على مصايد الأسماك، ستؤثر بشكل أساسي على سبل عيش الملايين من الناس، كما حدث بالفعل في نيجيريا.
تم اتهام شركة شل، التي تعمل في نيجيريا منذ عام 1937، بالتسبب في تدهور بيئي هائل، والتأثير على مصايد الأسماك والزراعة.
كما رأينا في الخرائط المنشورة فإن الأنبوب سيمر عبر الأطلسي وهذا سيؤثر على مساحات شاسعة لاصطياد الأسماك وعلى جودة الإنتاج في المنطقة.
ويتمتع المغرب وموريتانيا بسواحل دافئة إلى حد ما تعيش فيها أنواع كثيرة من الأسماك وبكميات كبيرة، ولهذا تعقد المزيد من الدول اتفاقيات مع المغرب للصيد هناك.
-
مشروع يتعارض مع جهود المغرب في الحفاظ على البيئة
مرة أخرى، تم انتقاد المشروع الحالي باعتباره أنه سيؤدي إلى تهميش الاحتياجات الفعلية للسكان في البلدان الثلاثة عشر والبيئة.
كما أنه يتعارض مع طموح المغرب الرئيسي في زيادة حصته من مصادر الطاقة المتجددة، حتى 52٪ بحلول عام 2030.
المغرب يأتي في المرتبة الـ 4 عالميا في مؤشر أداء المناخ في العالم 2021 بعد السويد والمملكة المتحدة والدنمارك، وهو من أفضل الدول التي تستثمر في الطاقة النظيفة.
-
التمويل والديون المتراكمة من أجل مشروع صعب
عند النظر إلى الجانب المالي، فإن المقدرة الأولية البالغة 20 مليار دولار أمريكي لبناء خط الأنابيب ستكون في النهاية أكثر من الضعف، مما يشكل “زيادة هائلة في عبء الديون” على البلدان هذه البلدان التي تغرق بالفساد.
الفساد هو السبب وراء بطء التنمية الاجتماعية والاقتصادية في غرب إفريقيا، ومن شأن خط أنابيب جديد يربط الساحل بأكمله أن يوفر المزيد من الفرص لتفاقم الوضع.
مشروع بهذا التكلفة من غير المضمون أن يغطي تكلفة انشاءه سريعا، خصوصا وأن أوروبا تستثمر هي الأخرى بشكل متنامي في الطاقات المتجددة والنظيفة وتريد أن تتخلى عن الغاز في العقدين القادمين.
سيستغرق انشاء المشروع عدة سنوات ومن ثم إطلاقه، وهذا في وقت سنشاهد فيه تراجع أهمية الغاز وتصاعد أهمية الطاقات المتجددة.
والمغرب غني في السنوات الأخيرة بمزارع الطاقة الريحية والطاقة الشمية ولديه سواحل يمكن توليد كميات هائلة من الكهرباء منها باستخدام التوربينات البحرية.
-
مشروع عالي المخاطرة في غرب أفريقيا
في النهاية، الصعوبات ليست فقط بيئية واجتماعية اقتصادية، في الواقع، العديد من الجماعات المسلحة، بما في ذلك بوكو حرام، موجودة في منطقة دلتا في نيجيريا، مما قد يزعج إمدادات الغاز وتوفيره في البلدان المجاورة.
في المغرب، قد يزيد المشروع الصراع على الصحراء الغربية إثارة، كما يمكن توقع الصعوبات الفنية حيث تحتاج الدول الـ 13 إلى الحصول على موافقة حكومية وموافقة تشريعية للمشروع، مما يؤدي إلى إبطاء التنفيذ.
في الواقع، كانت هناك حاجة إلى 12 عامًا بالفعل لتنفيذ خط الأنابيب بين نيجيريا وبنين وتوغو وغانا (WAGP)، وستؤدي العقبات الجيوسياسية المتعددة الحالية التي تواجه المشروع إلى زيادة صعوبة تحقيق المشروع الجديد في المستقبل القريب.
الغاز مثل النفط ليس لديه مستقبل كبير، هذا المشروع سيضر بالبيئة ومكلف ماديا ويتعارض مع تصدر المغرب للدول المحافظة على المناخ عالميا.
إقرأ أيضا:
أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا لقتل روسيا وخنق الجزائر
خطر افلاس الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز SADEG
جو بايدن والحرب القادمة ضد الغاز الطبيعي
بريتيش بتروليوم تنتقل إلى عصر الطاقة النظيفة وتترك النفط والغاز