علاقة الإنجاب مع الفقر ومتلازمة التوالد والبؤس

علاقة الإنجاب مع الفقر ومتلازمة التوالد والبؤس

ارتبط الأبناء بالثروة منذ زمن طويل، ويعتقد أن الشخص الذي ينجب الكثير من الأبناء سيعيش في خير وسيكون ثريا بماله وأموال أبنائه، ويمكنه أن يتقاعد مبكرا، وهذا استثمار جيد.

لكن الواقع مختلف، معادلة مزيد من الأبناء تعني مزيد من المسؤوليات والمشاكل والتكاليف والأسوأ ان احتمال الثراء يقل والوضع المادي للأسرة لن يكون جيدا.

علاقة الإنجاب مع الفقر في مصر كنموذج عربي واضح

نشر مركز اضواء للدراسات أرقاما صادمة، تبين تلك البيانات أنه كلما كبرت حجم الأسرة تراجع وضعها المالي للأسوأ لدرجة أن 80٪ من الأسر المصرية المكونة من 10 أشخاص هي أسر فقيرة، في المقابل فقط 7٪ من الأسر المكونة من 1-3 أشخاص تعيش الفقر.

بالإنتقال من عائلة 3 أفراد إلى 5 أفراد يرتفع الفقر إلى 25 في المئة، وتعاني نصف الأسر المكونة من 7 أفراد من ضائقة مالية ومن الفقر ببساطة.

أكبر الأسر تعاني لأنها مصاريفها أكبر والمسؤوليات أعظم وفي ظل راتب أو حتى دخل متعدد وتجارة يظل الأمن المالي لهذه الأسر هشا للغاية.

تحتاج الأسر الكبيرة إلى منازل متعددة الغرف وكبيرة وبالتالي تكاليف الإيجار تكون مكلفة، وهي تنفق مبالغ قياسية مقارنة بالأفراد والعائلات الصغيرة في الأكل وتكاليف المعيشة وبالتالي فهي بحاجة إلى دخل جيد.

الرواتب الشائعة في مصر أو غيرها من الدول العربية ليست كافية للأسر الكبيرة وتعاني الأسر الصغيرة في ظل التضخم فما بالك بالعائلات الأكبر.

في الدول المتقدمة الإنجاب أكثر مرتبط بالفقر أيضا

في الولايات المتحدة الأمريكية، معدلات الحمل غير المقصود هي الأعلى بين النساء ذوات الدخل المنخفض (أي النساء ذوات الدخل أقل من 200٪ من مستوى الفقر الفيدرالي)، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 عامًا، والنساء ذوات البشرة الملونة، النساء (بنسبة 200٪ أو أكثر من الفقر) والنساء البيض وخريجات الجامعات والنساء المتزوجات.

كان معدل الحمل غير المرغوب فيه بين النساء ذوات الدخل الأقل من 100٪ من الفقر 112 لكل 1000 في عام 2011، أي أكثر من خمسة أضعاف معدل النساء اللواتي لديهن دخل لا يقل عن 200٪ من الفقر (20 لكل 1000 امرأة).

معلوم أن المثقفين والأكثر تعليما ينجبون لكن بمعدلات أقل، حيث يهتمون بتعليم أولاهم وصحتهم ويستخدمون التفكير العقلاني أكثر مقارنة مع الأقل تعليما.

بين عامي 1981 و 2008، ارتفع معدل الحمل غير المقصود بين النساء ذوات الدخل المنخفض، بينما انخفض المعدل بين النساء ذوات الدخل المرتفع باطراد.

بين عامي 2008 و 2011، انخفض معدل النساء ذوات الدخل تحت الفقر من 137 لكل 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15-44 إلى 112 لكل 1000 وهو انخفاض بنسبة 18٪ في ثلاث سنوات فقط، انخفض المعدل بين النساء عند مستوى 200٪ أو أكثر من الفقر بنسبة 20٪ بين عامي 2008 و 2011

متلازمة التوالد والبؤس

يعتقد الكثير من الرجال والنساء أنه من خلال انجاب مزيد من الأبناء سيحصلون على السعادة وعائلة كبيرة قوية، ويتفادون الوحدة ويحصل الأب أو الأم على من يرعاه بعد التقاعد.

إلا أن الواقع مختلف، الأطفال في هذه العائلات لا يحظون بتغذية جيدة ولا بتعليم محترم، لذا يلجؤون إلى الشارع لكسب قوت يومهم، ويتورط بعض الأبناء في الجرائم أو يتعرض لاعتداءات من الغرباء، مع تقدم السنوات تنهار العائلة، لا يقدر الأبناء آبائهم، وهم يعتقدون أنهم السبب في مآسي الحياة التي يعيشون بها.

من الوارد أن يموت أبناء الفقراء أكثر من أبناء الأغنياء والطبقة المتوسطة، سنويا هناك 5.4 مليون طفل يقتلون بسبب الجوع وضعف الرعاية الصحية.

تعاني هذه العائلات من حالة فوضى، ويضطر الآباء للعمل في سن التقاعد، وتتضاعف مشاكل الأبناء وحاجتهم إلى المصروف اليومي والذي يأخذونه من آبائهم حتى بالنسبة لمن أكملوا تعليمهم يجدون صعوبات في إيجاد وظيفة تليق بأحلامهم وتساعدهم على تحسين معيشتهم.

ويحتاج الأبناء في سن معينة إلى الزواج ومرة أخرى يقدمون على الإنجاب وجلب المزيد من الضحايا وهم في وضع مالي حرج وقد ورثوا الفقر وأورثوه لأبنائهم مجددا.

تضطر عائلات الفقراء للتساهل مع بيع بناتهم سواء في اطار الزواج للأغنياء أو في غيره، ويتورط الكثير من أبنائهم في أنشطة السرقة والتجارة بالمخدرات والإجرام.

إقرأ أيضا:

الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخي

كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟

إيلون ماسك يدافع عن الإنجاب من أجل استعمار المريخ

اليابان: الذكاء الإصطناعي وحل مشكلة انهيار الإنجاب

دور الذكاء الإصطناعي في التعليم

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل