نجحت الثورة السودانية وتجاوز هذا البلد المرحلة الأكثر مأساة وهي التي شهدت مجازر وشهداء من المدنيين والمتظاهرين وانقطاع الإنترنت.
الآن يسير هذا البلد وفق خريطة طريق واضحة، نحو نظام ديمقراطي وتنظيم للسياسة والأهم هو العمل على حل الأزمة الإقتصادية.
المهمة في الأساس بيد المخضرم عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي وحاصل على درجة الدكتوراه في علم الاقتصاد من كلية الدراسات الاقتصادية بجامعة مانشستر البريطانية.
-
من هو عبد الله حمدوك؟
إلى الأمس القريب لم يكن هذا الرجل معروفا في السودان ولم نسمع باسمه كثيرا في وسائل الإعلام، لكن قصته تبدأ عندما رفض الرئيس المخلوع البشير تعيين عبد الله حمدوك كوزير للمالية والإستفادة من خبراته الكبيرة، وهو ما جعل عودته وترشيحه واختياره منطقيا بعد سقوط النظام السابق.
بدأ مسيرته المهنية عام 1981 حينما انضم للعمل في وزارة المالية حتى 1987، إلتحق باللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة.
عمل في مختلف المراكز الدولية التي تعنى بتحسين وتطوير القارة الأفريقية اقتصاديا واجتماعيا، وله خبرة كبيرة في العمل الدولي.
-
الأهداف التي أعلن عنها عبد الله حمدوك لتحقيقها خلال الفترة الإنتقالية:
هناك 3 أهداف رئيسية يجب عليه تنفيذها في 39 شهرا وهي: إيقاف الحرب، معالجة الوضع الاقتصادي، إضافة إلى اعتماد سياسة خارجية معتدلة.
هذا يعني أنه يجب عليه بذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على الإتفاق الأخير الذي تم بحضور رؤساء ومسؤولين أفارقة ودوليين، وهذا من أجل انتقال سلمي للسطة وتفادي الحرب الأهلية.
من جهة أخرى يتوجب عليه معالجة الوضع الإقتصادي، فالوضع مزري للغاية وتتداعى البنوك والمؤسسات المالية في البلاد والنشاط الإقتصادي سيء للغاية.
أما اعتماد سياسة خارجية معتدلة فهي في صالح البلاد، حيث يجب أن تتمتع السودان بعلاقات جيدة مع الجيران وبقية الدول الأفريقية والخليج العربي والدول الكبرى في العالم.
-
الكفاءة أهم من أي معايير أخرى
من أجل تشكيل حكومة انتقالية ناجحة فقد حدد رئيس الحكومة السودانية الجديدة عبد الله حمدوك معيار الكفاءة في اختيار الوزراء والأشخاص الذين سيتولون المناصب المهمة في البلاد.
يعد هذا مهما للغاية، إذ أن الدول الفاشلة لا يتولى فيها الحكم والمناصب العليا سوى الفاسدون والأشخاص الذين يتعاملون مع المناصب كملك لهم وامتيازا لا مسؤولية.
وكونه خبيرا اقتصاديا يتطلع السودانيين نحو نجاحه ولو في تخفيف الأزمة الإقتصادية، إذ أن المدة قصيرة بالنسبة لأي برنامج اصلاح اقتصادي.
-
لديه زوجة مهمة
يبدو أن رئيس الحكومة السودانية الجديدة يحظى بعائلة جيدة وذات خبرة في الإقتصاد، حيث أن زوجته الفاضلة الدكتورة منى عبد الله تدير أكاديمية الأتحاد الأفريقي للقيادة African Union Leadership Academy.
ويقول مراقبون أنها لديها خبرة في إدارة الأعمال إلى جانب مكافحة البطالة والفقر، لهذا ينتظر أن يستفيد زوجها من خبرتها من أجل انجاح مدة حكمه.
-
يحظى بدعم شعبي منقطع النظير
التغريدات على تويتر حول الرجل وردود الأفعال على خطابه الأول، تظهر لنا الدعم الكبير والإجماع الذي يحظى به الرئيس الجديد.
يتابع السودانيين خطواته وأخباره وينتظرون أول قراراته، والأهم أنهم يرغبون في إصلاحات اقتصادية جيدة منه شخصيا.
هذا الدعم الشعبي يجعله في موقف قوي وقادر على القيام بإصلاحات واسعة دون أن يتعرض لمكروه، لكن عليه أن يفسر للشعب ضرورة كل خطوة كي لا يفقد هذه الميزة ويجد نفسه معزولا.
من غير المستبعد أن تكون بعض الإصلاحات قاسية ولها أثر سيء على الشعب السوداني، لكن الإصلاحات المالية والإقتصادية عادة ما تكون صعبة لكنها تعطي نتائج جيدة على المدى المتوسط إلى الطويل.
نهاية المقال:
كونه خبيرا اقتصاديا فأنا متفائل بالسيد عبد الله حمدوك في قيادة السودان نحو بر الأمان، لديه 39 شهرا لتحقيق الأهداف المعلن عنها، آمل أن يكتب بداية نهاية الأزمة الإقتصادية أما النهاية الشاملة فهذا ليس هدفا واقعيا في هذه الفترة.