يستمر الكذب ويبدو أنها الوصفة الأنجح هذه الأيام لبناء صفحات كبيرة ومشهورة على فيس بوك في فترة زمنية قصيرة ومجانا ودون استثمار في الإعلانات ولا إنشاء المحتوى أو تقديم قيمة حقيقية.
بل يمكن لهذه الوصفة أن تساعد صاحب الصفحة على جمع بيانات قيمة، مثل عناوين البريد الإلكتروني، والأهم أرقام الهواتف التي تستخدم هذه الأيام في التسويق ولها أهمية كبيرة.
هذا ما تحاول احدى الصفحات على فيس بوك تحقيقه من خلال مسابقة للفوز بمليون دولار وسيارة لكزس 2018 والصفحة تحمل اسم سموو الدكتوره بسمه بنت فخري آل سعيد وبكل غباء تتضمن الصورة الشخصية وصورة الغلاف العلامة الزرقاء ليصدقها الآلاف من الأغبياء الأبرياء.
الصفحة لا تزال جديدة حيث لم يتخطى عدد المعجبين بها 2000 معجبا، لكن التفاعل مع منشور المسابقة قوي للغاية، هناك أكثر من 1 ألف تفاعل وأكثر من 5000 تعليق أغلبها كلمات دريم وحلم وأرقام الهواتف.
راسلنا أحد قراء المجلة المتابعين على فيس بوك بخصوص هذه المسابقة وكان يتساءل ما إذا كانت حقيقية، على الأقل هو تصرف على نحو منطقي، لا يستطيع أن يميز المسابقة المزيفة فطرح السؤال، بينما آخرين لا يسألون ويصدقون كل ما يرونه على فيس بوك.
هذه المسابقة غير منطقية، إذ من البداية بالنظر إلى وجود العلامة الزرقاء على الصورة ستكتشف أنها صفحة مزيفة بالكامل.
ما يزيد من التأكيد على أن المسابقة وهمية هي استخدام اسم سيدة من الخليج العربي، للعب على وتر حساس لدى شعوب المنطقة خصوصا الفقراء والشباب وهو أنها سيدة ثرية ومن الخليج لهذا تبدو الجوائز الكبيرة منطقية.
توزيع مليون دولار إضافة إلى سيارة باهظة الثمن في مسابقة لا تبدو معقولة بهذه الحالة، وبالمناسبة هذا شيء لا يقوم به أعتى المليارديرات في العالم فهل ستقوم به سيدة ليست ضمن نادي المليارديرات؟
وما يوحي بأن هناك غرض وراء هذه الحركة الغبية، هو أن صاحب الصفحة يطلب من المشتركين ارسال أسمائهم وأرقام هواتفهم.
وإذا كنت على اطلاع قليل بالتسويق الإلكتروني ستعلم أن هذه البيانات لها قيمة مهمة، سينشئ صاحب الصفحة مستندا ويسجل فيه الأسماء وأرقام هواتفهم، ومن خلال أرقام الهواتف سيعرف بلدانهم، وبناء على ذلك سيستهدفهم في مرحلة قامة بالرسائل الإعلانية على واتساب.
بالنسبة له هذه طريقة رخيصة وسريعة وسهلة لجمع تلك البيانات الثمينة، وهي أفضل من إنشاء حملة إعلانية على فيس بوك لجمع تلك البيانات بطريقة قانونية، وبدون كذب أو احتيال.
نحن لا نحقد على أي شخص يحاول الوصول إلى الناس، لكن يجب أن يكون الوصول بطرق مشروعة، هذا أفضل للسمعة ولعلاقة طويلة الأمد مع العملاء، وتحقيق تحويلات ومبيعات جيدة ومستدامة.
لكن في هذه الحالة سيصطدم صاحب الصفحة، بأن أغلب البيانات التي جمعها هم لأشخاص غير مهتمين بعروضه وبخدماته، وقد يعرض تلك البيانات للبيع، لكن ستكون كل هذه العملية غير مجدية وفقط مضيعة للوقت، لكن بالنسبة للمشاركين فهي تعني المزيد من جهات الإتصال المزعجة على واتساب والمكالمات الهاتفية العشوائية.
قد تتساءل بالطبع عن السبب وراء انتشار المنشور وتحقيقه أرقام كبيرة في التفاعل، رغم أن الصفحة جديدة والجواب هو أن خوارزمية فيس بوك تظهر المنشورات كلما تلقت المزيد من الإعجابات والتعليقات واعادة المشاركة وهو ما تلعب عليه تعليمات المشاركة في المسابقة.
المثير هو أن المدعوة بسمه بنت فخري آل سعيد هي اسم لشخصية خليجية تبدو من سلطنة عمان تستخدم كإسم مزيف لإنشاء صفحات على فيس بوك حيث وجدت صفحة أخرى لها من محرك بحث جوجل، تضع نفس الصورة وتنشر بعض الصور ونشرت منشورا جاء فيه:
باسمي #السيده بسمه بنت فخري آل سعيد مساعدات مالية لمواطنين ومواطنات كل شعوب الخليج : البحرين / قطر / السعوديه / الامارات العربية المتحدة /الكويت/ دبي /لبنان / وعلى رأسهم مواطنين مملكتي الحبيبه #سلطنت #عمان وهذي المساعدات تنطبق على كل من
- المحتاجين لبناء البيوت
- المحتاجين للزاوج
- المحتاجين للعلاج
- المحتاجين لسداد القروض وديون
- المحتاجين لفتح مشاريع ودعمهم
التواصل معي شخصيا في الدايركت #تنويه_من_يقوم_برد_عليكم_شخصي_الكريمه واتمنى لكم جميعا التوفيق والنجاح.
لا نعرف إن كان نفس الشخص وراء الصفحة التي تتمتع بشهرة أكبر، حيث يظهر لنا من هذا المنشور أنه يستهدف بالضبط الخليجيين وغالبا بعد جمع البيانات عنهم سيتم ارسال رسائل تروج لعروض cpa موجهة لشعوب تلك المنطقة.
الخلاصة في النهاية واضحة: هذه مسابقة مزيفة وغير حقيقية.