لا تنتهي الأكاذيب والمسرحيات على الشبكات الإجتماعية بل إزدادت وثيرتها لتصبح هذه المواقع بيئة مناسبة لنموها وتكاثرها بشكل مزعج مؤخرا، هذا ليس لأن من يقفون وراءها أذكياء بل لأن من يتابعونهم ويضغطون على زر مشاركة أغبياء!
واحدة من الظواهر التي أصبحنا نصادفها من وقت لآخر، هي الصفحات التي تم انشائها حول آيفون أو آبل والتي تنضم مسابقات وهمية وكلها بنفس النص والصورة والشروط، يتعلق الأمر بذلك المنشور الذي يحتوي النص التالي “ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ 500 ﻫﺎﺗﻒ رمزي ﻣﻦ ﻧﻮﻉ iphone 6، ﺳﻮﻑ ﻧﺨﺘﺎﺭ 500 ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﻬﻢ عن طريق القرعة التي ستقام يوم كذا في شهر كذا، وللمشاركة إعمل إعجاب للصورة واعمل مشاركة لها وعلق باللون الذي تريده من آيفون ولديك الأبيض والذهبي والأسود” … ها قد بدأت اللعبة.
والنتيجة أكثر من 62 ألف اعجاب للمنشور وحوالي 50 ألف اعجاب إلى جانب 54 ألف تعليق والأرقام في ازدياد جنوني، هذا بالنسبة لمثال صادفته وهناك صفحات أخرى هي الأخرى نشرت نفس المنشور وحددت موعدا مغايرا فقط.
عدد من الأصدقاء صدقوا هذه الكذبة وقاموا بمشاركة المنشور مع القيام باللازم أملا في الحصول على نسخة من 500 وحدة المتوفرة في مخزون تلك الصفحات الوهمية، الجميع يرغب في الحصول على آيفون وهذا ليس عيبا.
العيب هو أن تشارك ما تجده أمامك دون تدقيق وتصدق أي شيء تصادفه على هذه المواقع مثل طفل صغير لا يعرف شيئا عن مكر البشر وحيلهم التافهة.
هلا فكرت في تكلفة 500 آيفون 6 ؟ كل نسخة 16 جيجا بايت منه تكلف 549 دولار اضربها في 500 وحدة كم تساوي؟ يا للخيال 274500 دولار
هل من المعقول ان يستثمر أحدهم هذا المبلغ الضخم في شراء 500 وحدة ليوزعها في صفحة على فيس بوك لا تدر عليه سنتا ولا تساوي هذه القيمة، هل هي صفحة متجر إلكتروني ضخم مثل أمازون؟ حتى هذا الأخير لا يوزع هذا العدد من هواتف آيفون بهذا الأسلوب الغبي والمقزز. المضحك أن آبل بنفسها لا توزع آيفون مجانا.
المؤكد أنه في النهاية لا أحد سيفوز ومن السهل أن يوفر صاحب الصفحة 500 حساب وهمي ويوزع عليها آيفون وينشر قائمة كاملة من حساباته لا أحد منها حقيقي، ليظن الضحايا أن الحظ لم يكن حليفهم والمشكلة أن عدد كبير منهم سيعيد الكرة عندما يصادف منشورا مشابها آخر.
مع مرور الأيام ستلاحظ أن تلك الصفحة التي نظمت المسابقة لا تنشر أي شيء، فجأة ها هي بتفاصيل جديدة وها هي تنشر روابط في مجال لا علاقة له بمجال آيفون، مبروك عليك المساهمة في نشر الصفحة التي حصلت على الشهرة واستغلها صاحبها في الترويج لمحتوى اخباري أو بيعها لجهة مغايرة للترويج لمحتويات لا أحد يضمن ماهيتها وبالطبع مع حذف منشور المسابقة وهو ما حصل مع إحدى الصفحات بعد مرور موعد الإعلان عن النتائج بفترة قصيرة.
لذا رجاء إعادة النظر في سلوكياتنا على الشبكات الاجتماعية لأننا بهذه الطريقة نحن من يشجع هؤلاء على التعامل معنا كالقطيع، نشارك أي شيء ولا نفكر البتة.