كل مرة أتصفح فيها فيس بوك تظهر لي المنشورات التي يتفاعل معها الأصدقاء على الرئيسية وما أكثرها من صفحات لا أعرفها ولا أتابعها.
وشخصيا أكره أن أعرف اهتمامات أصدقائي فهي لا تهمني ولا أريد أن اعرف عنهم اكثر مما يحاولون إظهاره للعامة على صفحاتهم الشخصية، هذا لأن المنشورات التي تظهر إما أنها غير مهمة بالنسبة لي أو أنها تروج لمعلومات وأخبار غير صادقة.
يعج فيس بوك بالأخبار المزيفة وكل يوم هناك الملايين من ضحايا هذا العمل الجبان، ونحن نعيش في وقت أصبح فيه الكذب مرادفا لصناعة الأخبار التي فقدت هيبتها وبريقها، وهي للأسف تجلب الزيارات وترفع من التفاعل أكثر من الأخبار الحقيقية.
ولست من متابعي قناة Spacetoon Tv الشهيرة، لكن لاحظت أمس ظهور عدد من المنشورات التي تروج لإنضمامها إلى beIN MEDIA GROUP وتحولها إلى قناة مدفوعة ومشفرة.
استوقفني الخبر ودفعني للبحث في جوجل نيوز عنه لعلي أجد موقعا إخباريا محترما ومصادر أجنبية صادقة تؤكد ذلك وتكشف المزيد من التفاصيل، لكن لا أحد حينها تطرق للخبر.
وأقصر طريق للتحقق هي صفحاتها الإجتماعية التي وجدتها من جوجل، صفحتها على تويتر وفيس بوك لم تشر إلى الأمر أيضا وموقع مجموعة beIN MEDIA GROUP لم يتضمن بيانا حول القضية ولا يوجد هذا الخبر على موقع سبيستون أو المنتدى الخاص بهم.
النتيجة التي خلصت إليها هي أن الخبر مزيف ويتم تداوله على العديد من الصفحات المشهورة في القطاع الإعلامي والفني.
ويتبين هذا عندما نشرت القناة على صفحاتها الإجتماعية منشورا تؤكد فيه أنها ستواصل العمل وستظل قناة تلفزيونية مجانية، لتنفي بذلك الشائعات والأخبار المزيفة التي تستهدفها.
قالوا وكتبوا وأشاعوا .. ثرثروا ونشروا وتهامسوا .. تتبخر الكلمات ووحدها الحقيقة ستبقى .. والحقيقة أننا معكم من دون مقابل
قناة Spacetoon Tv ليست الوحيدة التي تم استهدافها من خلال الأخبار المزيفة ومصدرها فيس بوك، بل إن الكثير من المعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة تم تأليفها من أصحاب الصفحات الذين يرغبون في الرفع من التفاعل بأي طريقة دنيئة.
وكما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس على تويتر، الأخبار المزيفة خرجت عن السيطرة، وهو محق، إذ يتضح هذا من خلال صعوبة القضاء عليها وهي التي تنتشر بشكل أسرع على فيس بوك من غيره من المنصات، وللأسف في العالم العربي لا توجد ادانات قوية لهذا العمل الهمجي، أشباه المدونين والمسوقين يلتزمون الصمت، كيف لا وعدد منهم يستخدم تلك الطريقة الوضيعة في تحقيق مآربه.
الشركة الأمريكية أعلنت مليون مرة أنها تحارب هذه النوعية من المحتويات وهي تبتكر المزايا للقضاء عليها، لكن الواقع مختلف تماما، الفوضى مستمرة والشركة سعيدة بالعائدات الإعلانية المتنامية، وهي لا تهتم كثيرا بهذه المشكلة لولا أنه كل يوم تواجه انتقادات من وسائل الإعلام وضغوطات من جهات مختلفة ترى أن هذه الأمور تهدد أمن المجتمعات.
كم من خبر مزيف استهدف أعراض الناس؟ وكم من منشور يروج لمعلومات خاطئة وللأسف يصدقها معظم المتابعين؟ وكم من منشور يروج لصور مفبركة أو أخبار غير صادقة تستهدف صورة قادة بلدان أو طوائف معينة و أحزاب محددة لخدمة معارضيهم؟ الكثير والكثير للأسف ومعظمها انتشرت عندما وصلت إلى فيس بوك أو تمت فبركتها على صفحاتها.
أصبح فيس بوك مرحاض الويب، لأنه سمح لتلك المعلومات المغلوطة والأخبار المزيفة والتفاهات بالإنتشار بصورة كبيرة، وسمح لها بأن تظهر لأشخاص مثلي بطرق مختلفة وغير مباشرة كل يوم.