ضحكة تقنية: وفاة الملكة إليزابيث ومقتل دونالد ترامب على فيس بوك

إعلان لخبر مزيف على فيس بوك

تصفح فيس بوك هذه الأيام لم يعد مفيدا للصحة بل إنه ضار للغاية ولو كنت طبيبا لنصحت مرضاي بالإبتعاد عنه، إنه أسوأ أيضا من التدخين، فالمدخن هو الذي يختار بيده أن يدخن لكن فيس بوك يعرض لك المحتويات المزعجة لك ولا يتيح لك حرية الإختيار ويفرض عليك يوميا قراءة الكثير من المنشورات القذرة ليتحول دماغك إلى سلة مهملات مليئة بالأخبار المزيفة.

نعم الأخبار المزيفة هي التي أقصدها من البداية وهي سرطان هذا العصر، ولتفادي الإصابة به يوميا عليك التقليل من فيس بوك، أو ربما إزالة الأصدقاء الذين يروجون لتلك المحتويات بالرغم من أنهم مجرد “ضحايا”، وبالطبع عليك البدء في إلغاء متابعة الصفحات العامة التي تنشر هذه المحتويات المضرة بالصحة العمومية.

لكن هل هذا كاف؟ الحقيقة المؤلمة أن كل هذه الإجراءات التي قمت بها بنفسي لم تنفع، بل إنني أشعر وكأنني أدور في حلقة مفرغة ميؤوس منها للأسف.

هذه المنشورات السرطانية تظل تظهر في الصفحة الرئيسية سواء على شكل إعلانات ممولة، أو تمت مشاركتها من الأصدقاء.

وفاة الملكة إليزابيث هو خبر حصري وخاص لفيس بوك يتم ترويجه على شكل إعلان ممول وتمكنت صحيفة mirror البريطانية من رصده، وهي واحدة من الصحف البريطانية التي تواصل انتقاد الشركة الأمريكية واتهامها بأنها تتاجر في الأخبار المزيفة ولا يهمها سوى العائدات وزيادة التفاعل، أما المصداقية فهي كلمة غير موجودة في قاموس فيس بوك.

وفيما يتداول الناس هذا الخبر على الموقع تواصل الملكة إليزابيث عيش حياتها العادية، تاركة الوهم للغارقين فيه، مستخدمي فيس بوك!

الخبر بالإنجليزية لكن ماذا أيضا عن الأخبار المزيفة باللغة العربية؟ فيس بوك يعج بها أيضا سواء من صفحات مشهورة أو صاعدة وصغيرة.

في العالم العربي رصد أحد أصدقائي خبر مقتل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو خبر يوجهك إلى موقع ويب عادة صاحبه يؤلف الأخبار لخلق البلبلة وجلب الزيارات والرفع من العائدات، والعجيب أنه مهما كذب على المتابعين سيظل أغلبهم يتابعونه، ما يعطيه اشارة ايجابية على أنه يحسن صنعا.

المؤسف أنه بالنظر إلى عدد المشاركين لهذه الأخبار عادة ما يكون كبيرا بل إن معظم المشاركين لها يدافعون عن مصداقيتها، دون البحث والتحري أولا قبل المشاركة.

من جهة أخرى فإن استمرار هذا الوضع المؤسف يعزز من تراجع ثقة فئة عريضة من الناس في وسائل الإعلام وصناعة الأخبار بشكل عام ما ينعكس سلبا على المهنيين والمؤسسات التي تعمل بنزاهة وصادقة في نقل الأخبار.

ورغم أنها مشكلة كبيرة وهناك موجة غضب عارمة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي الأجنبية، إلا انه عربيا لا يتحدث معظم المعنيين عن الأخبار المزيفة ولا يناقشون المشكلة  بل إنها ليست مشكلة مهمة، بدليل أن عددا من المسوقين والناشرين يلتزمون الصمت ويعتقدون أن الصمت دهاء وحكمة.

وبالطيع ليس وفاة الملكة إليزابيث ومقتل دونالد ترامب الخبرين الوحيدين المزيفين اللذان انتشرا على فيس بوك خلال الساعات الماضية، بل إن عدها ورصدها وحصرها عملية شاقة تعطينا صورة قاتمة عن مصداقية ما يتداوله الناس هذه الأيام هناك وتدفعني لأحذف حسابي في أقرب فرصة ممكنة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز