في خطوة جريئة تعكس التحولات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، أعلن توبي لوتكه، الرئيس التنفيذي لشركة شوبيفاي (Shopify)، عن سياسة جديدة قد تغير قواعد اللعبة في سوق العمل.
هذه السياسة تنص على أن الشركة لن تُوافق على توظيف موظفين جدد إلا إذا أثبتت الفرق أن الذكاء الاصطناعي غير قادر على أداء المهام المطلوبة.
هذا القرار، الذي جاء في مذكرة داخلية تم نشرها لاحقًا على منصة X في 7 أبريل 2025، يعكس رؤية شوبيفاي لمستقبل يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الذكية بدلاً من القوى العاملة البشرية التقليدية.
فما الذي يعنيه هذا التحول؟ وكيف يمكن أن يؤثر على صناعة التجارة الإلكترونية وعلى سوق العمل بشكل عام؟ في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل هذا القرار، دوافعه، وتداعياته المحتملة.
شوبيفاي والذكاء الإصطناعي: رؤية جديدة للعمل
شوبيفاي، الشركة الكندية الرائدة في مجال حلول التجارة الإلكترونية، ليست غريبة عن الابتكار، منذ تأسيسها، سعت الشركة إلى تمكين التجار من إدارة أعمالهم بسهولة باستخدام أدوات متطورة.
والآن، مع هذا القرار الجديد، تضع شوبيفاي الذكاء الاصطناعي في صلب استراتيجيتها، في المذكرة التي كتبها لوتكه، أكد أن “استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل انعكاسي أصبح توقعًا أساسيًا” في الشركة.
هذا يعني أن الموظفين ليسوا فقط مدعوين لاستخدام الأدوات الذكية، بل أصبح ذلك جزءًا من تقييم أدائهم. قبل أي طلب لزيادة الموارد البشرية، يجب على الفرق إثبات أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تلبية الاحتياجات، مما يعكس ثقة الشركة الكبيرة في قدرات التكنولوجيا الحديثة.
تأثير القرار على الموظفين والبشريين
التحول نحو الذكاء الاصطناعي ليس مفاجئًا في سياق التطورات التكنولوجية الأخيرة، فقد أصبحت أدوات مثل “Copilot” و”Claude” وغيرها جزءًا لا يتجزأ من بيئات العمل في الشركات التقنية.
لوتكه نفسه أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون “شريكًا متعدد الاستخدامات”، سواء في البرمجة، البحث، الكتابة، أو حتى تقديم الملاحظات.
هذا التوجه يتماشى مع اتجاهات أوسع في الصناعة، حيث أشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، إلى أن الذكاء الاصطناعي ينجز أكثر من 50% من مهام البرمجة في بعض الشركات.
بالنسبة لشوبيفاي، التي خفضت قوتها العاملة بنسبة 14% في 2022 و20% في 2023، يبدو أن الاعتماد على الذكاء الإصطناعي هو استراتيجية للحفاظ على الكفاءة مع تقليل التكاليف البشرية.
هذا التغيير لن يمر دون تأثير على الموظفين الحاليين والمحتملين، أولاً، سيُطلب من جميع العاملين في شوبيفاي، من المستويات التنفيذية إلى المبتدئين، تعلم استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية.
هذا الشرط سيُدرج في استبيانات تقييم الأداء، مما يعني أن المهارة التكنولوجية ستصبح معيارًا أساسيًا للنجاح داخل الشركة.
ثانيًا، الفرق التي تسعى لتوسيع فرقها ستجد نفسها أمام تحدٍ جديد: إثبات أن المهام تتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي، هذا قد يدفع الموظفين إلى الابتكار والتفكير خارج الصندوق، لكنه قد يثير أيضًا مخاوف بشأن استبدال الوظائف البشرية تدريجيًا.
تداعيات على صناعة التجارة الإلكترونية
شوبيفاي ليست مجرد شركة تقنية، بل منصة تدعم ملايين التجار حول العالم، قرارها قد يرسل رسالة قوية إلى الصناعة بأكملها: الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، بل ضرورة.
الشركة سبق أن أطلقت أدوات مثل “Sidekick” و”Shopify Magic” لأتمتة المهام ودعم التجار، والآن، مع تعميق اعتمادها الداخلي على الذكاء الاصطناعي، قد تتسارع وتيرة تطوير هذه الأدوات.
هذا قد يمنح شوبيفاي ميزة تنافسية على منافسيها مثل “WooCommerce” و”BigCommerce”، لكنه قد يضع أيضًا ضغطًا على الشركات الأخرى لتتبع نهج مماثل.
القرار أثار جدلاً واسعًا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، بينما يرى البعض أن هذا التحول سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية والابتكار، يخشى آخرون أن يكون مقدمة لتقليص الوظائف البشرية.
في الواقع، شوبيفاي نفسها قلصت عدد موظفيها في السنوات الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيصبح بديلاً دائمًا للعمالة البشرية.
خبراء مثل بيل غيتس توقعوا أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العديد من المهن خلال العقد القادم، لكن يبقى السؤال: هل سيتمكن البشر من التكيف بسرعة كافية للحفاظ على مكانتهم في سوق العمل؟
، عن سياسة جديدة تعتمد على الذكاء الإصطناعي وتقليل التوظيف.){kind=link}