
سيكون هناك منتصرون وخاسرون في حرب أوكرانيا، لكن إلى الآن تبدو شركات النفط مثل أرامكو السعودية المستفيد من الحرب التي ستغير وجه امدادات الطاقة إلى أوروبا.
قال روبرت باكلي، رئيس تطوير العلاقات في شركة كورنوال إنسايت لتحليل الطاقة: “هناك فرصة كبيرة لشركات النفط والغاز على الرغم من أنني متأكد من أنها لم تكن ستختارها”.
تحاول هذه الشركات التي تتعرض لحرب في قضية التغير المناخي عدم اثارة الأنظار كثيرا، وتتحدث على أن الفترة الذهبية الحالية هي فرصة من أجل تمويل مشروعاتها للتحول نحو الطاقة النظيفة.
وبدون شك يعد ارتفاع أسعار النفط والنفط مستفزا ليس للمستهلكين فقط في الدول المستوردة، ولكن أيضا للمدافعين عن التحول إلى الطاقة النظيفة.
قفزت أسعار النفط بشكل كبير، إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البنزين في مختلف دول العالم، بما فيها دول عربية تستورد هذه المادة.
قال Luke Sussams، من بنك Jefferies الاستثماري: “من المرجح أن تستمر بيئة السعر المرتفع لفترة طويلة، قال بوريس جونسون إنه إلى جانب الانتشار السريع للطاقة المتجددة سيكون هناك إنتاج أكبر من بحر الشمال، هناك إمكانية لتوقعات النمو والارتفاع لمنتجي الوقود الأحفوري”.
أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن قيود صارمة على واردات النفط والغاز من روسيا، والتي ستؤثر على الاتحاد الأوروبي أكثر من غيرها حيث يأتي حوالي 40٪ من غاز الاتحاد الأوروبي من روسيا، ولكنها ستلحق الضرر بجميع البلدان حيث يتم تحديد الأسعار دوليًا.
وتسعى هذه الحكومات الآن بشكل عاجل إلى إيجاد طرق لحماية أمن الطاقة لديها، من خلال تكثيف مصادر الطاقة المتجددة والبحث عن مصادر بديلة لإمدادات النفط والغاز.
لكن أيضا منحت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لشركات النفط والغاز الأمريكية لزيادة الإنتاج وهو ما من شأنه ان يؤدي إلى الرفع من الإنتاج بأسرع وتيرة ممكنة، كما أنها بدأت تتساهل مع امدادات النفط الفنزويلي وقد يكون الإتفاق النووي مع ايران بداية لزيادة المعروض من الذهب الأسود.
كل هذه المعطيات تهدد ارتفاع أسعار النفط لمستويات جديدة في الفترة القادمة، وقد تراجع النفط بالفعل بنسبة معتبرة في تداولات يومي الأربعاء والخميس.
أفادت “فاينانشيال تايمز” أن سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة يفضل زيادة الإنتاج، وهي الأخبار التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 11٪ عن ذروتها.
لكن الأزمة تمنح شركات النفط والغاز الغربية مثل بي بي وشل وإكسون وتوتال نفوذا أكبر هذه الأيام بعد أن خسرته منذ سنوات.
في المملكة المتحدة، دافع رئيس الوزراء بوريس جونسون عن شركات النفط ضد دعوات فرض ضريبة غير متوقعة يوم الأربعاء من حزب العمال.
الهدف حاليا للحكومات الغربية هو التخلص من النفط والغاز الروسي، وهذا يعني استخدام كافة الوسائل المشروعة بما فيها رفع القيود على شركات التنفط والسماح بالتنقيب على الذهب الأسود، لكن أيضا هذا مشروع بتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
قفزت أسهم أرامكو السعودية بنسبة 15% في أقل من 3 أسابيع، ما منحها قيمة سوقية تزيد على 2.3 تريليون دولار، وتعد هذه الشركة الأكثر ربحية ضمن شركات النفط جميعها.
كما تستفيد شركة قطر للبترول من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والإقبال عليه وهي تحقق عائدات جيدة للخزينة العامة في قطر.
أصبحت شركات النفط والغاز الكبرى الآن غارقة في السيولة، والتي يمكن استخدامها للاستثمار في استكشاف حقول جديدة وبدء مشاريع متنوعة.
وتتجه أنظار الشركات الأمريكية والبريطانية إلى نيجيريا والسنغال وموريتانيا والمغرب وهي الدول التي تشارك في مشروع ضخم للغاز ينتظر أن يساهم في تقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
تعمل كل من إكسون موبيل وشيفرون على تعزيز إنتاج النفط في حقل حوض بيرميان العملاق في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وهي الاستراتيجيات التي وضعتها شركتا النفط العملاقان العام الماضي ولكنهما اكتسبتا إلحاحًا جديدًا بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في 14 سنة.
وقالت إكسون إنها تتوقع زيادة إنتاجها من نهر بيرميان بمقدار 100 ألف برميل يوميًا هذا العام، علاوة على ارتفاع حاد العام الماضي إلى 460 ألف برميل يوميًا.
قال الرئيس التنفيذي دارين وودز في مؤتمر صناعي في هيوستن يوم الاثنين “نحن في طريقنا إلى ذلك بشكل جيد”، وقالت شيفرون أيضا إنها ستزيد إنتاجها هناك بواقع 60 ألف برميل يوميا هذا العام.
لا تستورد الصناعة الأمريكية سوى كمية متواضعة من النفط الروسي والمنتجات المكررة، لكن الشركات التجارية في جميع أنحاء العالم بدأت في تجنب الإمدادات الروسية حيث شددت الحكومات العقوبات المالية على روسيا ردًا على غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
لهذا السبب سيكون من الصعب السيطرة على أسعار النفط والبنزين إذا تم سحب 5 ملايين برميل يوميًا من صادرات النفط الروسية من السوق، وهو ما يمنح حاليا هذه الشركات أسابيع وأشهر من أجل تحقيق أرباح قياسية غير مسبوقة منذ سنوات طويلة.
ويقول المسؤولين التنفيذيين يقولون إن الأسعار الدولية المرتفعة أعطت المنتجين بالفعل كل الحوافز التي يحتاجونها لزيادة الإنتاج ولهذا ستبدأ شركات النفط الصخري الأمريكي على زيادة الإنتاج.
إقرأ أيضا:
توقعات أسعار النفط بعد حظر النفط الروسي وتداعياته الإقتصادية
نهاية روسيا كقوة عالمية منتجة للغاز والنفط
ارتفاع النفط يعني انتصار محمد بن سلمان حليف روسيا
أسباب ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولار ثم انهياره
أفضل وأسوأ توقعات أسعار النفط 2022
كيف يمكن تحقيق الربح من تداول النفط؟