بريتيش بتروليوم تنتقل إلى عصر الطاقة النظيفة وتترك النفط والغاز

بريتيش بتروليوم تنتقل إلى عصر الطاقة النظيفة وتترك النفط والغاز

أخيرا واحدة من شركات النفط والغاز الكبرى في العالم لديها خطة لمواجهة عصر ما بعد النفط، إنها شركة بريتيش بتروليوم البريطانية التي فهمت الدرس.

ولا شك أن ما أعلنت عنه خلال الساعات الماضية، يأتي كتداعيات مباشرة لفيروس كورونا والتغير المناخي المتزايد والذي يهدد حياة البشر على هذا الكوكب بشكل أوضح من أي وقت مضى.

من جهة أخرى لا شك أن مجال النفط فقد هيبته ولم يعد مربحا وعظيما كما كان قبل سنوات، ونجاح آبل في تجاوز أرامكو السعودية على مستوى القيمة السوقية في الأيام الماضية هي رسالة أخرى من قطاع التكنولوجيا بأن قطاع الطاقة بحاجة إلى إصلاح.

الرهان على عودة برميل النفط إلى 100 دولار و 200 دولار كما يقول البعض مضيعة للوقت، ومسعى نحو الربح السريع عوض الإستثمار في أرباح مستدامة وطويلة الأمد.

قالت شركة بريتيش بتروليوم ومقرها لندن إنها ستحول نفسها بوقف التنقيب عن النفط والغاز في دول جديدة، وخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40 في المائة، وخفض انبعاثات الكربون بنحو الثلث، وزيادة الإنفاق الرأسمالي على الطاقة منخفضة الكربون عشرة أضعاف إلى 5 مليارات دولار في السنة.

وقال بافل مولتشانوف، كبير محللي الطاقة في شركة الإستثمار ريمون جيمس: “هذا يجعل شركة بريتيش بتروليوم أول شركة كبرى توضح بالتفصيل ما الذي سيترتب على تحول الطاقة في الواقع من الناحية العملية”.

في حين أعلنت شركة BP في وقت سابق من هذا العام عن تحول استراتيجيتها الواسعة للامتثال لأهداف اتفاق باريس بشأن المناخ لعام 2015، فقد حدد تقرير الأرباح يوم الثلاثاء خصيصًا للمستثمرين كم – ومتى – سيغير هذا الشركة.

وتعهدت شركة بريتش بتروليوم في فبراير – قبل تفشي الوباء – بالوصول إلى انبعاثات كربونية صافية بحلول عام 2050، لكن التفاصيل الجديدة تظهر تأثيرات كبيرة على أعمالها بحلول عام 2030.

ما من شك أن النفط تحديدا والغاز من بعده في طريقهما إلى أن يصبحا في مراتب أقل من الطاقة المتجددة بالنسبة للكثير من الدول وفي مقدمتها الأوروبية التي تستثمر في الطاقة النظيفة سواء في أوروبا أو حتى بالحقول بالمغرب ودول أخرى بالعالم.

العقد القادم أيضا حاسم للعالم، إذا لم يتمكن من النجاح في القضاء على التلوث البيئي وتخفيض الانبعاثات الملوثة فإن البشرية لن تبقى طويلا على هذا الكوكب.

تفاعل المستثمرون مع أسهم الشركة في البورصة بعد هذا الخبر بشكل ايجابي، وارتفع بأكثر من 7.8 في المئة، بينما استغرب بعض المحللين من هذه الحماسة الشديدة.

خطوة الشركة البريطانية هي أيضا اعتراف بمدى التغيير الذي طرأ على قطاع النفط والغاز، منذ 12 عامًا، وضعت ExxonMobil سجلات أرباح جديدة وكانت موضع حسد في السوق، والآن لم تعد الشركة في المستوى الأعلى.

تبلغ قيمة مايكروسوفت تسعة أضعاف، وجونسون آند جونسون تساوي ضعف القيمة السوقية. تبلغ قيمة شركة إكسون موبيل التي تزود السيارات بالبنزين والتي تبلغ قيمتها 180 مليار دولار، ولا تساوي حتى ثلثي القيمة السوقية لشركة تسلا، الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية.

منذ أن اكتشفت النفط في إيران عام 1908، كانت شركة بريتش بتروليوم من بين شركات النفط العالمية الرائدة. الآن تهدف إلى أن تكون شيئًا مختلفًا تسعى إلى إحداث تحول تاريخي من كونها شركة نفط دولية إلى شركة طاقة متكاملة.

ستشجع خطوة الشركة البريطانية شركات النفط والغاز على الإستثمار في الطاقة المتجددة والبحث عن ابتكار منتجات وتكنولوجيا تنتج الطاقة بتكلفة أقل وبدون الإضرار بالبيئة والأرض.

هذا خبر جيد للغاية بالنسبة للمناخ والبيئة والمنظمات التي تدافع عن كوكبنا ضد التلوث الذي يهدد حياتنا وحياة بقية الكائنات الحية التي تعيش معنا.

إقرأ أيضا:

التخلي عن النفط مفتاح حل أزمة المناخ والتغير المناخي

كيف استثمر الشيخ زايد عائدات النفط لأجل الإمارات

تأثير فيروس كورونا وانهيار النفط على الإقتصاد السعودي

ماذا يعني انهيار أسعار النفط إلى تحث الصفر للأسواق؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز