قبل أسابيع شنت الصين حربا ضروسا ضد عمليات تعدين بيتكوين في البلاد، وقامت بإغلاق مصانع ومناجم التعدين، بينما اضطر الكثير من الصينيين للإنتقال إلى ميامي وتكساس والسلفادور ودول أخرى من أجل مواصلة أعمالهم التجارية.
لكن قبل ذلك لطالما حاربت الصين بيتكوين والعملات الرقمية وحذرت من تداولها، وقامت بالتضييق على منصات التداول التي ظهرت هناك والتي اضطرت في النهاية لنقل عملياتها إلى بلدان أخرى.
والآن خلال الساعات الماضية قررت حظر تداول بيتكوين والعملات الرقمية، وحذرت من أي أنشطة تداول محلية أو علمية تستهدف المواطنين الصينيين.
الصين تهتم بعملتها الرقمية المركزية فقط:
عندما طرحت بكين عملتها الرقمية، أرادت من الصينيين استخدامها وتداولها، والإبتعاد عن بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى وليس تحقيق التكامل معها.
تتيح العملة الرقمية للصين وهي عملة مركزية يتم إصدارها من البنك المركزي، مراقبة المعاملات المالية ورصد كل شيء بالتفصيل الممكن.
وكما أن هذا البلد معظم شوارعه به كاميرات، تستخدمها الحكومة لمراقبة التحركات والمواطنين والتعرف على وجوههم ورصد المخالفات واضافتها إلى نظام إلكتروني مركزي خاص بالدولة، فهي تسعى للوصول إلى المعاملات الشخصية لكل مواطن، ولتعرف مداخله الحقيقية واستثماراته ووضعه المالي، وهذا لاستغلال ذلك عند تقديم المساعدات المالية ومكافحة التهرب الضريبي وتسوية ديون المستهلكين.
في الصين، تسارعت عملية طرح اليوان الرقمي هذا العام جنبًا إلى جنب مع حظر تداول العملات المشفرة، وفي مايو حظر بنك الشعب الصيني (PBOC) البنوك من ممارسة الأعمال التجارية أو تقديم حسابات لأي شخص يتداول في العملات المشفرة. تبع ذلك حظر تعدين البيتكوين في العديد من المقاطعات، بما في ذلك سيتشوان.
حذر البنك المركزي الصيني الشركات من مساعدة الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة حيث أغلق شركة برمجيات بسبب الاشتباه في تورطها في معاملات العملة الرقمية.
بيتكوين هي خطر في فكر الحزب الشيوعي:
وفقًا للمراقبين، فإن تهديد النظام النقدي البديل الذي تتزعمه بيتكوين يمثل خطرًا واضحًا وقائمًا على الحزب الشيوعي.
قال جيم كرامر، مدير صندوق التحوط السابق وخبير أعمال سي إن إن، إن الحكومة في بكين “تعتقد أنها تشكل تهديدًا مباشرًا للنظام لأنه … خارج سيطرتها”.
من منظور البنوك المركزية، فإن العملات المشفرة تشكل تهديدًا للاستقرار المالي، كما يقول كارستن موراوسكي، أستاذ المالية في جامعة ملبورن في أستراليا.
لكن هناك بنوك مركزية ودول مثل السلفادور وحتى دبي تنظر إلى العملات الرقمية على أنها أصول جديدة يجب الإستفادة منها ودعمها.
لا يؤمن الحزب الشيوعي في الصين بالحرية، إذ يعامل الشعب الصيني كروبوتات يملي عليهم مبادئه وخططه ويوجههم، ويتدخل في حياتهم بكل تفاصيلها.
وكما منع من قبل الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية وأغلب مواقع الويب حول العالم، وفرض عليهم الخدمات المحلية اليت تخضع للرقابة، فهو يرغب في القيام بذلك مع العملات الرقمية.
سُمح للشركات عبر الإنترنت بالازدهار في الصين، لكن الحكومة في بكين كانت قاسية في تقليص حجمها إذا بدا أنها أصبحت أكبر من أن تسيطر عليها، اختفى جاك ما، الملياردير البارز مؤسس إمبراطورية علي بابا، فجأة عن الأنظار لعدة أشهر في العام الماضي، وفُرضت غرامة على شركته وأمرت بتقليص حجمها.
استهدف المنظمون أيضًا عمالقة التكنولوجيا Tencent و Bytedance، الشركتين الأم لـ WeChat و TikTok، كما أن إجراءات الجزب الحاكم فجرت فقاعة قطاع العقارات وشركة Evergrande.
ماذا بعد حظر الصين للعملات الرقمية؟
سيكون على منصات التداول الرئيسية في العالم منع المتداولين من الصين وقد تقوم الحكومة بحجب مواقعهم الإلكترونية.
وسيكون على مشاريع العملات الرقمية التركيز على بقية دول العالم التي تتبنى بشكل مستمر هذه التقنيات والأصول الرقمية الجديدة.
اختارت بكين أن تكون خارج النظام المالي العالمي الجديد أو في هامشه في أفضل حال، وفيما قد يتضرر سعر بيتكوين فإن الإرتفاع هو الإتجاه السائد على المدى الطويل.
إقرأ ايضا:
اليوان الرقمي أداة مثالية لدولة ديكتاتورية
هل يقضي اليوان الرقمي على الدولار الأمريكي أو اليورو؟
هل تنجح باي بال في التسويق لعملة بيتكوين بشكل أفضل؟
ماذا يعني انهيار بيتكوين إلى 5402 دولار لنا؟
السلفادور تشتري 400 بيتكوين وتصفع صندوق النقد الدولي
بيتكوين لا تستهلك أكثر من 0.1٪ من الطاقة العالمية
هل الطاقة الشمسية مناسبة لعمليات تعدين بيتكوين؟