في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن السعودية أصبحت حليفة روسيا ضد الغرب، تتصرف ايران بشكل أكثر وضوحا حيث تزود موسكو بالأسلحة وتلعب دورا في الحرب ضد أوكرانيا، وفي ذات الوقت تتوعد طهران المملكة العربية السعودية بسبب تدخلها المزعوم في الإحتجاجات الإيرانية وذلك من خلال وسائل الإعلام والصحافة الإيرانية الرسمية.
اتهام إيراني بدعم السعودية للمعارضة الإيرانية
منذ الأيام الأولى للمظاهرات ضد الحجاب والتي تحولت إلى احتجاجات ضد القمع الحكومي الإيراني باسم الدين، سلطت وسائل الإعلام الإيرانية الضوء على ما تقول بأنه تسليح وتدريب أمريكي سعودي للمعارضة الإيرانية.
وفي الوقت الذي تواجه فيه ايران الإحتجاجات المتصاعدة والتي شهدت سقوط المئات من القتلى حتى الآن، تواصل لعب دور مهم في سوريا وأوكرانيا والعراق واليمن ولبنان، ويمكنها أن تستخدم بيادقها في المنطقة بأي وقت من أجل اشعال حرب أو فتنة جديدة من أجل إلهاء الرأي العام الإيراني وابعاده عن الشارع.
ولا توجد أدلة حقيقية على أن السعودية تقف وراء ما يجري في ايران، لكن طهران تعتقد أن المخابرات الأجنبية الأمريكية والإسرائيلية والسعودية وراء هذه الفوضى.
ودائما ما تلعب السلطات الإيرانية على نظرية المؤامرة وجود تهديد خارجي من أجل توحيد الشعب خلف القيادة والدولة لمواجهة الأخطار القادمة من الخارج.
روسيا صديق طهران والرياض في ورطة
شاركت الرياض معلومات استخباراتية مع واشنطن، تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف في المملكة، وهو ما يعني أن التعاون العسكري السعودي الأمريكي في أوجه ولم يتأثر سلبا بالخلافات الأخيرة حول قرار أوبك بلس خفض انتاج النفط.
ويكشف هذا أيضا أن لا الصين ولا روسيا غير مستعدتان للعب دور كبير في صراع ايران ضد السعودية والتنافس الإقليمي المعقد بينهما، بينما الولايات المتحدة تنحاز إلى الرياض ولها دور محوري ومهم للغاية في الشرق الأوسط لا يكمن التغافل عنه والإستخفاف به.
لم تحث روسيا ايران على سحب قواتها من سوريا والمليشيات الشيعية التابعة لها كما تريد السعودية وبقية الدول العربية، ولا تحثها حاليا على تجنب أي صراع مع السعودية.
بل أكثر من ذلك تحتاج موسكو المتورطة في المستنقع الأوكراني تحتاج إلى ايران أكثر من أي وقت مضى وقد حصلت على شحنات من الطائرات المسيرة الإيرانية والتي استخدمت في ضرب المدن والمدنيين، لذا ليس لدى موسكو ورقة قوية تلعب بها من أجل جعل التقارب الإيراني السعودي ممكنا.
الحرب السعودية الإيرانية تعقد حسابات موسكو وبكين
قال مسؤولون سعوديون إن إيران تستعد لشن هجمات على كل من المملكة ومحافظة أربيل العراقية، في محاولة لصرف الانتباه عن الاحتجاجات المحلية التي تجتاح البلاد منذ سبتمبر.
ويشكل التوتر المشتعل مجددا احراجا لكل من روسيا والصين، والأخيرة لا تبحث حاليا سوى عن مصالحها الاقتصادية والمالية وليست مستعدة للعب دور عسكري خارج مياهها الإقليمية حيث تواجه تايوان وفيتنام واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وعلاقاتها مع الهند ليست جيدة أيضا.
ولدى بكين علاقات ممتازة مع ايران حيث تشتري النفط منها بسعر أرخص من سعر السوق، كما هو الحال مع النفط الروسي الذي يتوفر بسعر أقل من أسعار النفط الخليجية والعربية.
سيشكل اندلاع الحرب السعودية الإيرانية اختبارا لمدى استعداد هذه الدول للعب دور في اخمادها مبكرا، وبالنسبة للرياض ستشعر بالخيبة لأن لا روسيا ولا الصين ستدخلان في نزاع ضد ايران من أجلها.
بالنسبة لموسكو فإن الحرب في المنطقة ستكون مفيدة لها حيث ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وسيكون هناك اضطراب عالمي في مجال الطاقة، اما بكين التي تواجه تباطؤا اقتصاديا عالميا فإن ارتفاع أسعار الطاقة ليس في صالح مخططاتها لإنعاش الإقتصاد الصيني.
إقرا أيضا:
هل السعودية دولة عظمى أم أن اللقب مبالغة؟
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
السعودية أكبر رابح في حرب أوكرانيا والخاسر الأكبر هي روسيا
خيارات جو بايدن لمعاقبة السعودية على استخدام سلاح النفط
لماذا تبيع مصر الشركات لدول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات؟
نهاية شرطة الأخلاق في ايران وهيئة الأمر بالمعروف في السعودية