مع اصدار الرقم الرسمي لعام 2021، أعلن رسميا على أن المدفوعات المبلغ عنها لمجموعات فيروسات الفدية في العام الماضي بلغ مليار دولار، مما يجعل هذه الفيروسات الخطيرة مربحة لمطوريها.
يُفسر هذا النمو الهائل جزئيًا بظهور مجموعات برامج الفدية التي تعمل مثل المؤسسات، تقدم برامج الفدية كخدمة، وهو نموذج أعمال تقوم من خلاله مجموعات برامج الفدية بتأجير برامجها الضارة إلى المجموعات التابعة مقابل رسوم أو حصة من الأرباح.
تمثل طبيعة التهديد – كمشروع وليس أيديولوجية – فرصة، أظهرت مجموعات صناعة فيروسات الفدية بشكل عام أنها جهات فاعلة عقلانية تشارك في حساب التفاضل والتكامل بين التكلفة والفائدة، مما يوفر أدوات للحكومة والقطاع الخاص لتغيير سلوكهم.
على الرغم من أن الرئيس بايدن قد أثار قضية برامج الفدية في اجتماعه الثنائي مع بوتين، إلا أن الولايات المتحدة لم تفرض أي تكاليف مباشرة كبيرة على روسيا أو الحكومات الأخرى لفشلها في اتخاذ إجراءات لوقف هجمات برامج الفدية التي تنشأ من ولاياتها القضائية.
تركز مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية بشكل مناسب على الأزمة الأوكرانية مع بداية العام، لكن يبحث القادة الأمريكيين عن طريقة لردع روسيا في هذا المجال.
يمكن للحكومة الأمريكية أن توسع العقوبات الحالية لحظر المؤسسات الأمريكية من المشاركة في السوق الثانوية للسندات السيادية الروسية، الأمر الذي من شأنه أن يحرم الحكومة الروسية من الوصول إلى رأس المال ويقلل من قيمة سنداتها.
رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية بدلاً من التدخل العسكري، نتيجة لذلك، يستمر الاقتصاد الروسي والروبل الروسي في التعثر.
وصف الرئيس فلاديمير بوتين العقوبات الغربية بأنها “شبيهة بإعلان الحرب” ونصح بلاده بالاستعداد لمواجهة البطالة والتضخم.
في حين أن العقوبات قد تساعد في تحقيق الأهداف الغربية لمعاقبة روسيا وعزلها، فإن النتيجة غير المقصودة لضعف الاقتصاد الروسي يمكن أن تتمثل في استمرار زراعة بيئة مواتية لمجرمي الإنترنت.
من المحتمل أن يكون لدى الحكومة الروسية حافز ضئيل للسيطرة على مجرمي الإنترنت الذين يهاجمون الشركات والبنية التحتية الأمريكية.
سيكون من الحماقة الاعتقاد بإمكانية عزل الجهات الفاعلة في برامج الفدية جغرافيًا، ومع ذلك يوجد بالفعل نمط من هجمات برامج الفدية المنبثقة من روسيا.
أفادت Chainalysis، وهي منصة بيانات بلوك تشين، أن أكثر من 74 في المائة من المدفوعات المالية من هجمات برامج الفدية من المحتمل جدًا أن تكون مرتبطة بمجرمين في روسيا.
يتمتع مجرمو الإنترنت الذين يستهدفون الغرب عمومًا بالحرية من الملاحقة القانونية في روسيا، كان اعتقال عملاء ريفيل في يناير 2022 استثناءً نادرًا من غير المرجح أن يتكرر قريبًا.
انتاج فيروسات الفدية هي صناعة مربحة تقدر بمليارات الدولارات، في الأشهر الستة الأولى من عام 2021، تم تسجيل أكثر من 590 مليون دولار من المعاملات المتعلقة ببرامج الفدية.
عدم الاستقرار الاقتصادي الروسي سيجعل النشاط الإجرامي بديلاً جذابًا لتوليد الدخل، علاوة على ذلك، يمكن للقراصنة تجنب عدم استقرار العملة عن طريق ابتزاز المدفوعات من الضحايا الغربيين في معاملات لا يمكن تعقبها باستخدام العملة المشفرة، فيما تقدم بيتكوين والعملات الرقمية تعويضات يمكن دفعها كبديل للروبل وتجاوز الحدود بينما تكون مجهولة الهوية ويصعب تتبعها.
تلعب الدوافع القومية أيضًا دورًا في مشهد تهديد برامج الفدية، في أواخر فبراير، أكدت مجموعة Conti ransomware، ومقرها روسيا، دعمها للإجراءات الروسية في أوكرانيا وصرحت، “سنستخدم جميع مواردنا الممكنة للرد على البنى التحتية الحيوية للعدو”.
تم ربط كونتي، من بين مجموعات أخرى، بأجهزة المخابرات الروسية، مما يدل على وجود صلة بين الإجراءات الإجرامية والحكومية التي تشكل خطرًا على المصالح الغربية.
أحد التهديدات هو الهجمات ضد البنية التحتية للإنتخابات التي قد تؤدي إلى “اختراق التصور”، في حين أن اختراق الإدراك سيحدث ضررًا ماليًا ضئيلًا، إلا أنه قد يخلق حالة من عدم الأمان النفسي بين الناخبين بشأن نزاهة الانتخابات الأمريكية.
كان من المتوقع بالفعل زيادة هجمات برامج الفدية ضد الغرب قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، في نوفمبر 2021، أدلت مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، جين إيسترلي، بشهادته أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب.
تناولت في شهادتها كيف أدت الهجمات الموجهة ضد إمدادات الوقود والزراعة إلى ارتفاع الأسعار، علاوة على ذلك، أوضحت كيف يمكن للهجمات على البنية التحتية المحلية والخاصة بالولاية أن تتسبب في تدهور الخدمات الحيوية والأمن القومي.
قد تصبح العلاقة الهشة بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر خطورة إذا تم اختراق قطاع البنية التحتية المهم أثناء هجوم فدية إجرامي من قبل جهات فاعلة غير حكومية وفرت ملاذًا آمنًا من قبل الخصم.
يلوح تهديد برامج الفدية بشكل أكثر أهمية الآن بعد أن ضغطت العقوبات على الاقتصاد الروسي، بينما تستعد الولايات المتحدة لمستويات تضخم قياسية، ستؤثر هجمات برامج الفدية على الرخاء الأمريكي حتى لو لم يتم تغطيتها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام.
سيكون الإضطراب وانعدام الأمن والارتباك بشأن استقرار الاقتصاد الأمريكي، داخليًا وخارجيًا، ميزة جيوسياسية يمكن لروسيا استغلالها.
ستؤدي زيادة هجمات برامج الفدية ذات الدوافع الإجرامية إلى تعقيدات خطيرة ليس على الولايات المتحدة فحسب بل لشبكة الإنترنت والتجارة الإلكترونية العالمية، وتضر بسلسلة التوريد المتوترة بالفعل وتعمل لصالح روسيا من الناحية الجيوسياسية، بغض النظر عما إذا كانت برامج الفدية برعاية الدولة أو تم تسليحها بشكل متعمد.
لحسن الحظ يمكن لواضعي السياسات والشركات التأثير على البيئة الإلكترونية وتشكيلها لتقوية الدفاعات ضد هجمات برامج الفدية، ستؤدي تقوية الدفاعات الإلكترونية إلى زيادة التكاليف التي يتكبدها مجرمو الإنترنت مع تقليل الفوائد.
خلق الغزو الروسي لأوكرانيا وضعًا معقدًا للمجتمع العالمي للاستفادة من الأدوات الاقتصادية لتشكيل السلوك الروسي العدواني، وسيعزز مكانتها كأبرز دولة يتواجد فيها مجرمي الإنترنت.
إقرأ أيضا:
كيف تقلل الشركات خسائر الإختراق وفيروسات الفدية؟
كيف تحمي ملفاتك من فيروسات الفدية بشكل أفضل؟
حذف كافة فيروسات الفدية وفك تشفير الملفات المصابة بسهولة
افضل مكافح فيروسات مدفوع للأفراد والشركات
4 أنواع من الفيروسات خطيرة على الحواسيب والهواتف الذكية