
في ظل الحرب الأمريكية التي تستهدف روسيا بسبب الخلاف في أوكرانيا وسوريا وملفات أخرى مثل التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية، تجد موسكو نفسها في وضع المدافع خصوصا عن اقتصادها الذي حقق قفزة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
روسيا التي ودعت الإتحاد السوفياتي بأزمة اقتصادية خانقة ساعدت في انهيار النظام السابق، تواجه حربا إقتصادية من واشنطن وحلفائها، لكن تغيرت المعادلة حاليا حيث هناك العديد من الدول المتمردة على النظام الأمريكي ومنها الصين وكوريا الشمالية وايران وفنزويلا وجنوب أفريقيا وهناك دول أخرى لديها علاقة جيدة مع روسيا مثل السعودية وتركيا والجزائر.
ورغم هذه العلاقات الإقتصادية الجيدة، والتي تربطها أيضا مع جنوب أفريقيا والهند والبرازيل إلا أن روسيا تحاول التقليل من احتياطاتها من الدولارات لصالح أصول أخرى أكثر أمانا.
من هذه الأصول نجد الذهب الذي يأتي في المرتبة الأولى، ثم سندات بعض الدول الأخرى غير الولايات المتحدة والعقارات والأصول الرقمية المشفرة.
يقول محاضر جامعي روسي له صلات بالحكومة إن الكرملين سيبدأ قريباً الاستثمار بكثافة في بيتكوين كطريقة لتفادي العقوبات الأمريكية الجديدة، وهي خطوة يمكن أن تحدث “في غضون أسابيع”.
-
خطة لتفادي العقوبات الأمريكية على روسيا
تستخدم الولايات المتحدة ورقتها الكبرى، وهي العقوبات الإقتصادية على الدول التي تربطها بها علاقات سيئة في السياسة، وروسيا هي واحدة من هذه الدول.
ولتفادي تأثير العقوبات الإقتصادية على النظام المالي الخاص بموسكو، ترغب القوة العالمية المشهرة بالأسلحة وصناعتها، في تنويع احتياطاتها.
يعتقد فلاديسلاف جينكو من الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة أن العقوبات الأمريكية الجديدة ستدفع الكرملين إلى تنويع احتياطاته النقدية في بيتكوين.
تعد بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة أصولا حرة لا تتحكم بها أي دولة، بعضها بالفعل تم إصدارها من شركات خاصة مثل الريبل XRP، لكن بيتكوين لا نعرف حتى مؤسسها وأحدث نظرية عن ذلك أنها من انتاج الذكاء الإصطناعي.
إلى جانب الصين وإيران وفنزويلا، تستكشف روسيا طرقًا لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، مرة أخرى في نوفمبر 2018، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه في أعقاب فرض عقوبات جديدة، لم يكن أمام البلاد خيار سوى خفض استخدام الدولار في التجارة الدولية.
-
حجم الإستثمارات المتوقعة خلال الربع الأول من 2019
ويقول جينكو الذي تربطه علاقات مع الحكومة منذ أكثر من عشرين عامًا أن هذه الخطوة ستحدث في غضون أسابيع.
ظهر الرجل في الآونة الأخيرة على منصات إعلامية روسية مختلفة يطالب باعتماد بيتكوين كملاذ آمن، معتبرا تلك العملة على أنها الذهب الرقمي.
وقال: قد يتم تخفيف العقوبات الأمريكية فقط من خلال استخدام بيتكوين، بسبب عقوبات الولايات المتحدة، تضطر النخبة الروسية إلى التخلص من الأصول الأمريكية والدولار الأمريكي والاستثمار بشكل كبير في البيتكوين، يدير البنك المركزي الروسي 466 مليار دولار من الاحتياطيات ويتعين عليه التنويع في حالة وجود فرص محدودة للقيام بذلك (في المستقبل).
وفي احدى ردوده على تويتر، توقع أن يستثمر البنك المركزي الروسي 10 مليارات دولار خلال الربع الأول من بيتكوين.
-
خبر جيد لسوق العملات الرقمية المشفرة؟
توجه دولة بحجم روسيا إلى وضع أموالها في هذا السوق هو خبر جيد بالنسبة لسوق تواجه أزمة مالية منذ عام بالضبط.
اذا استثمرت روسيا هذا المبلغ بداية وتبين لها أنه قرار جيد ستقوم باستثمار المزيد من المليارات في هذه العملة وعملات أخرى خصوصا الإيثريوم التي يعد مؤسسها روسيا وسبق له أن استضافه الرئيس الروسي.
هذا سيدفع المزيد من الدول التي تنوي تنويع احتياطاتها لتشمل أصولا جديدة، إلى الإستثمار في بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة.
من جهة أخرى هذا سيجعل المتشددين في واشنطن ضد روسيا يطالبون بمنع العملات الرقمية أو فرض المزيد من الرقابة عليها، لكن بوجود الكثير لوبي كبير من الشركات ورجاء الأعمال الذين يدعمون هذه الأصول وموافقة السلطات الرقابية مبدئيا على أنه لا يجب حظر تلك الأصول بل يجب تبني التكنولوجيا الجديدة، لا اعتقد أن تلك المطالبات ستؤتي أي ثمار.
نهاية المقال:
حان الوقت لتنوع روسيا 466 مليارات دولار من احتياطاتها وتضع حصة منها في سوق بيتكوين والعملات الرقمية والمشفرة، وحان الوقت لبقية دول العالم التفكير للقيام بشيء مماثل.