بعد أن توسع كثيرا فيس بوك في قطاع الفيديوهات على الويب بإطلاقه مؤخرا البث الحي ومن قبل تطويره ميزة رفع الفيديوهات ونظام اقتراح المحتويات المرئية وتعزيز قيمة الفيديو على صفحة آخر الأخبار وطريقة عرضها على الصفحات العامة، يواجه يوتيوب من جوجل لأول مرة في التاريخ منافسة قوية من منافس لا يستهان به.
منصات مشاهدة الفيديوهات مثل Dailymotion و Vimeo ليست المنافس الأكبر له ولم تشكل خطرا عليه بحجم الخطر الذي يشكله فيس بوك، تلك الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم والتي تتوسع شرقا وشمالا وغربا وجنوبا ومن الصعب معرفة آفاق توسعها.
هذا أرغم فريق تطوير يوتيوب ومن وراءهم جوجل على ايجاد حلول سريعة لتفادي أية انتكاسة محتملة تجعل العملاق الأزرق يتحول إلى بديل قاتل لهذه الخدمة خلال الأشهر القادمة، والحل في نظر جوجل ليس فقط بتطوير المنصة بالمزيد من المزايا مثل دعم فيديوهات 360 درجة التي يدعمها المنافس العملاق أيضا أو العمل على نسخة من تطبيق يوتيوب لنظارات الواقع الإفتراضي والتي كانت واحدة من مفاجآت Google I/O 2016 المستمر حاليا، بل بنية الشركة تحويل المنصة إلى شبكة إجتماعية!
- كيف سيصبح يوتيوب شبكة إجتماعية؟
هذا هو السؤال الأهم الآن، كيف بإمكان يوتيوب أن يتحول إلى موقع تواصل إجتماعي مبني على التواصل أكثر من مجرد تعليقات على الفيديوهات.
في الواقع ذكر موقع Wired أن يوتيوب تختبر على عينة صغيرة من المستخدمين ميزة الدردشة المدمجة بداخل المنصة والتي ينتظر أن تكون مفعلة على نسخة المحمول والويب وأيضا التطبيقات وتتيح لك مشاركة الفيديوهات مع الأصدقاء بداخل المنصة دون الحاجة لنسخ الرابط والذهاب إلى تطبيق واتساب أو فيس بوك ماسنجر لإرساله إلى من تريد والبقاء هناك تتناقش معه حول المحتوى وأشياء أخرى وهو ما رأت جوجل أنه سيضرب مدة بقاء المستخدم على منصتها في الصفر فيما تطبيقات الدردشة من فيس بوك وشركات أخرى هي التي ستفوز.
خطوة ذكية في نظري والهدف منها إبقاء المستخدم في المنصة، بينما يستكشف المستخدم على الرئيسية الفيديوهات المقترحة ويشاهدها ويعلق عليها، يشاركها من خلال الدردشة بالمنصة مع الأصدقاء وجهات الإتصال ويبقى هناك لمدة أطول، ما يؤثر ايجابا أيضا على عدد الفيديوهات التي يشاهدها وتفاعله مع المحتويات التي تنشر هناك.
وحسب إحصائيات سابقة فإن المستخدم الواحد يقضي على يوتيوب في المتوسط 40 دقيقة، ومع هذه الميزة الجديدة نتوقع أن يقضي وقتا أطول وهو ما سيؤثر سلبيا على تواجده في تطبيقات الدردشة والشبكات الإجتماعية الخاصة باستكشاف المحتوى لعل فيس بوك وتطبيقاته في مقدمتها.
- يوتيوب شبكة إجتماعية للمحتوى المرئي
تملك هذه المنصة كل مقومات وأساسيات أن تكون شبكة إجتماعية بالمزايا الإعتيادية لمواقع التواصل الإجتماعي، وإضافة ميزة الدردشة يعني بالطبع أنها تحولت إلى ذلك.
فيس بوك لم يكن أبدا ذات يوم منصة للفيديوهات لكن مع تعزيزه للمزايا التي يقدمها وتحسين تجربة المستخدم وحث الناشرين على رفع الفيديوهات عوض مشاركة الروابط أصبح في منافسة مباشرة معه وهذا الأخير قرر الآن أن يرد ويقرر الدخول في منافسة من خلال إطلاق ميزة الدردشة مستقبلا وربما تقديم مزايا أخرى مقتبسة من فيس بوك نفسه.
ويبدو أن الدردشة كميزة أصبحت مطلوبة للغاية ولم تعد تكفي التطبيقات المتخصصة في ذلك خصوصا إذا علمنا أن انستقرام هو الآخر قد اتجه لتقديم الدردشة والتواصل بداخل التطبيق دون الحاجة لفتح تطبيق تواصل آخر معه والتنقل من هذا إلى ذاك تارة تتصفح المحتوى المنشور عليه وتارة تحادث أصدقائك على التطبيق الآخر.
- نهاية المقال:
يوتيوب على أبواب أكبر تغيير في تاريخه، بعدما كان مجرد منصة استضافة المحتوى المرئي قرر أن يتحول إلى شبكة إجتماعية للفيديوهات ومنافسا مباشرا لفيس بوك الذي كان السبب وراء هذه الخطوة بتوسعه في قطاع الفيديوهات على الويب.