الخطأ القاتل لشركة جوجل في معركة يوتيوب وفيس بوك

Alphabet-Inc-Googles-YouTube-Focuses-on-Mobile-Livestreaming
خطأ قاتل؟ هذا ممكن جدا

عودة إلى أبريل 2015 حيث نشرت مقال مستقبل صراع فيس بوك و يوتيوب على المحتوى المرئي والذي تطرقت فيه ببساطة إلى صراع العملاقين الأمريكيين على الفيديو أونلاين وبث المحتوى المرئي وهذا من خلال استعراض خطوات الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم لتعزيز الفيديو وحث الناس على رفعه مباشرة إلى المنصة ومشاركته بعيدا عن نشر روابط يوتيوب على الموقع لجلب المشاهدات إليه.

مر أكثر من عام وبالفعل توقعاتنا وتحليلنا في محلها بخصوص خطط فيس بوك للسيطرة على قطاع مشاركة وبث الفيديوهات ومتابعتها، وأصبح واضحا للبصير والأعمى غاية الشركة الأمريكية من كل هذه التحسينات والتعديلات وكان آخرها ضجة البث الحي.

في الواقع ميزة البث الحي للفيديوهات سبق إليها يوتيوب والذي قدمها للقنوات الكبرى في البداية ومن ثم عمل على فتحها واتاحتها للجميع، وكانت فرصة لنرى خلال الأشهر الماضية بث المباريات والأحداث والمؤتمرات على هذه المنصة فيما تراجعت تلك المتخصصة في البث الحي والتي قيل بأنها تشكل خطرا على يوتيوب وهذا بكل سهولة دون أن تعاني جوجل من منافستها.

لكن معاناة جوجل خلال السنوات الأخيرة أضحت مختصرة في اسم واحد وهو “فيس بوك” والذي أنهى معادلة العملاق الأوحد على الإنترنت والتي برزت مع تراجع ياهو الغارقة في أزمة قاتلة، لتعود معادلة المنافسة الشرسة بين عملاقين بشكل رئيسي اليوم على مجالي البحث الإلكتروني والتواصل الإجتماعي.

والحقيقة أن تفوق جوجل من خلال إطلاق ميزة البث الحي قابله تصرف خاطئ من الشركة وهو أن ميزة البث الحي متوفرة فقط للحواسيب ولم تشق طريقها إلى الموبايل حتى الآن، وفقط منذ أيام قليلة تم الإعلان عن قدوم هذه الميزة إلى تطبيق يوتيوب على الهواتف الذكية وأنها ستتوفر بداية لأصحاب القنوات المميزة والشخصيات قبل أن يكون بإمكان أي مستخدم بث الفيديو مباشرة من الموبايل.

خطأ كبير بالطبع جعل فيس بوك الخيار الأفضل للكثيرين ممن يعملون البث الحي عبر الموبايل، هذا دون أن نتكلم على البث الحي من الحواسيب المنتشرة على هذه الشبكة الإجتماعية.

ونعلم أن هذا الخطأ قاتل من قبل لشركة ياهو التي بقيت تنافس بماسنجر على الحواسيب وتأخرت في توفير تطبيقات خدماتها للموبايل عندما سارعت جوجل لهذه الخطوة مسيطرة على المستخدمين القادمين من الهواتف الذكية لتكون الخيار الأوحد والأفضل لهم.

المشكلة أن هذا التأخر يجعل المستخدمين يعتادون على استخدام البث الحي للفيديو من الموبايل على فيس بوك وبالتالي استخدامه أيضا في الحواسيب وأجهزة التصوير الأخرى، والاعتياد على تقديم الحلقات والمحاضرات عبر هذه الشبكة الإجتماعية ما يعني أن كثيرون في الأصل لن ينتقلوا لاستخدام البث الحي على يوتيوب فجمهورهم الأكبر موجود على الشبكة الاجتماعية الشهيرة.

وفي الواقع هذا خطأ غير مبرر ويستدعي مساءلة فريق تطوير يوتيوب، ما الذي جعلهم يتأخرون عن جعل البث الحي في يوتيوب يتوفر على الموبايل؟ لماذا هذا التأخر الكبير؟

صراحة ليس لدي جواب عن السبب، لكن أول مرة أرى جوجل تتأخر في إطلاق ميزة مبتكرة بشكل عام لجميع المستخدمين، فيما اعتدنا أن نرى ابتكار المزايا وتطبيقها على محرك بحثها وخدماتها في مختلف المنصات ومنها الموبايل وهذا قبل المنافسين.

والأمر هنا لا يتعلق بالسرعة فقط في إطلاق الميزة بل إن فيس بوك ذهب نحو تسويقها بقوة ودفع الملايين مؤخرا للعديد من الناشرين والفنانين والمشاهير لاستخدام فيس بوك لايف.

وذهبت أيضا الشركة الأمريكية لإطلاق تبويب خاص بالبث الحي يمكنك منه الوصول إلى كافة فيديوهات البث الحي في الوقت الفعلي على فيس بوك، والتي يمكنك الوصول منها إلى ما تريد حسب الموقع الجغرافي فيما لا يزال يوتيوب يتخبط في اضفاء “التواصل الاجتماعي” على المنصة وجعلها تفاعلية وأكثر ديناميكية وإطلاق البث الحي للجميع.

ربما في نظرك هو خطأ بسيط لكن بناء على ما حدث هناك احتمال كبير أن يتخطى فيس بوك نظيره يوتيوب سريعا على مستوى البث الحي والأشهر القادمة ستؤكد هذا للأسف!

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز