ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة بنسبة 8.5٪ في مارس، مقارنة بالأشهر الـ 12 السابقة، مسجلاً أعلى زيادة منذ عام 1981، وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك التابع لوزارة العمل.
في بقية دول العالم الكل يعاني من الغلاء وارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم هي الأعلى منذ سنوات طويلة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى فوضى في العديد من الدول بالعالم.
وفقًا للعديد من الاقتصاديين والخبراء الماليين الآخرين، فإن ارتفاع طلب المستهلك في الاقتصاد الذي يقابله انخفاض في العرض هو العامل الرئيسي الذي يدفع التضخم، ثم جاءت الحرب في أوكرانيا والتي أشعلت الأزمة أكثر، وتحديداً ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية.
ما هي حلول مشكلة ارتفاع الأسعار والغلاء من قبل الحكومات؟
زيادة أسعار الفائدة بقيادة الولايات المتحدة
كان العامل الأكبر الذي أدى إلى ارتفاع التضخم هو الطلب القوي بشكل غير عادي، حيث يمتلك المستهلكون المزيد من الأموال في حساباتهم المصرفية، وانخفاض معدلات الفائدة للاقتراض بأسعار أسهم أقوى والكثير من الأموال التي قاموا بادخارها لأنهم لم ينفقوا الكثير في عام 2020.
رأينا بالفعل شلل قطاعات كانت تستقطب المليارات من الدولارات سنويا، منها قطاع الطيران والسفر والمطاعم والترفيه، لتذهب الأموال أكثر إلى الأكل والحاجيات الأساسية والترفيه الرقمي.
قال ديفيد ويسل، مدير مركز هتشينز للسياسة المالية والنقدية في معهد بروكينغز: “لقد ضخنا الكثير من الطلب في الاقتصاد، لا سيما خطة الإنقاذ الأمريكية في أوائل عام 2021، حيث منحنا الجميع 1400 دولار”.
قال فورمان إن التضخم في الولايات المتحدة أسوأ منه في الدول المتقدمة الأخرى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أموال التحفيز من الحكومة.
لكن الطلب الأمريكي المتزايد أثر بالفعل على الأسواق العالمية، حيث تفشل المصانع على تلبية الطلبات مع تزايد الطلب في الدول المتقدمة.
يتفق خبراء آخرون على أن مدفوعات التحفيز ساهمت في التضخم، لكنهم يقولون إن المدفوعات الموزعة على نطاق واسع ليست السبب، وزعت الحكومة ثلاث جولات من الشيكات على الأمريكيين خلال الوباء كإغاثة مالية، على أمل تعزيز الإقتصاد.
لهذا السبب تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة، رغم أن ذلك قد يؤدي في النهاية إلى القضاء على الطلب والدخول في فترة من الركود الإقتصادي.
ولأن الدولار الأمريكي هو ملك النقود في زماننا هذا، فإن كافة الدول الأخرى ستكون ملزمة لرفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم والدفاع عن عملاتها مقابل الدولار الأمريكي.
إيقاف غزو روسيا لأوكرانيا
قال بيكر إن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع أسعار الغاز “إلى أعلى مستوياتها” ويثير مخاوف بشأن المحاصيل الآتية من أوكرانيا، وهي مُصدِّر عالمي رئيسي للقمح.
تم تداول عقود الذرة الآجلة لشهر يوليو فوق 8 دولارات للبوشل يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2012، في هذا الوقت قررت كل من مصر والمغرب استيراد القمح من الهند.
تشكل العقوبات الغربية ضد روسيا ضغطا مهما على موسكو من أجل إيقاف تهورها الذي زاد الطين بلة وشكل صدمة قوية للإقتصاد العالمي الذي لم يتعافى بعد بالكامل من وباء كورونا.
لقد حكمت روسيا على نفسها بالإعدام من خلال غزوها أوكرانيا، حيث لدى الإتحاد الأوروبي وحلفائه خطة طويلة الأمد للتخلي عن امدادات الطاقة الروسية.
وتشكل الحرب الحالية ضربة للإستقرار الذي لطالما تمتعت به أوروبا، والأسوأ من ذلك ضربة للأمن الغذائي في العالم، حيث تعاني الدول العربية من صعوبة في الحصول على القمح وارتفاع أسعار القمح والزيت، وكذلك الأمر لدول أفريقيا وعدد كبير من الدول الأسيوية.
تشجيع الإنتاج المحلي
ذهبت الحكومة المصرية لتشجيع انتاج القمح محليا وزيادة الإنتاج المحلي في خطوة ستقلل من المشتريات الأجنبية، كما أنها تتجه إلى تفضيل المنتج المحلي في العديد من المجالات ومنع استيرادها حاليا.
تباطأت صادرات البصل من الهند إلى سريلانكا وبنجلاديش بسبب الأزمة المالية الحالية في سريلانكا والتدابير التي اتخذتها حكومة بنغلاديش لتشجيع الإنتاج المحلي بالإضافة إلى فرض ضريبة على البصل المستورد.
وتحتاج المزيد من الدول النامية إلى العملة الصعبة ومع فشل السياحة في العودة إلى مستويات ما قبل وباء كورونا وارتفاع فاتورة الإستيراد من الخارج ينبغي تشجيع الإنتاج المحلي أكثر.
تعد سريلانكا أحدث دولة تعيش على شفا الإفلاس، وهي التي تشهد حاليا انقطاعا منتظما للكهرباء، ولديها فواتير كثيرة لم يتم تسديدها خصوصا فواتير النفط والبترول من ايران ونيجيريا ودول أخرى.
إقرأ أيضا:
يمكن أن نقلل التضخم والغلاء باستخدام التكنولوجيا
أسباب ارتفاع التضخم في أمريكا والصين والعالم
أزمة التضخم الإقتصادي العالمي 2022
5 طرق للإستفادة من التضخم وحماية المدخرات المالية
كيفية حماية شركتك من التضخم الإقتصادي وانهيار العملة
أنواع التضخم في عالم المال والإقتصاد
