تُعد الهند، بمكانتها كقوة عالمية صاعدة، واحدة من أكثر الدول تأثيرًا في الساحة الدولية، بفضل شبكتها الواسعة من حلفاء الهند وأصدقائها، استطاعت تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري.
تعتمد هذه العلاقات على المصالح المشتركة، مثل الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية.
في هذه المقالة، نستعرض أبرز حلفاء الهند، ودورهم في دعم طموحاتها العالمية، مع التركيز على أحدث التطورات في المعاملات الدبلوماسية والاستراتيجية.
الحلفاء الاستراتيجيون الرئيسيون للهند
هذه الدول هي أكبر حلفاء الهند في الوقت الحالي وتربطها بها اتفاقيات شراكة موسعة
الولايات المتحدة تعتبر الهند بديل الصين
تُعد الولايات المتحدة أحد أقوى حلفاء الهند في العقد الأخير. من خلال الحوار الوزاري 2+2، وقّع البلدان اتفاقيات دفاعية رئيسية، مثل:
- COMCASA: يتيح تبادل المعلومات الاستخباراتية.
- LEMOA: يسمح بالوصول المتبادل إلى القواعد العسكرية.
تشمل التدريبات العسكرية المشتركة “Tiger Triumph” و”Yudh Abhyas”، بينما تزود الولايات المتحدة الهند بأسلحة متطورة، مثل طائرات الأباتشي وطائرات P-8I البحرية.
في عام 2025، عززت واشنطن دعمها للهند في مواجهة التوترات مع باكستان، خاصة عقب هجوم باهالغام الإرهابي في كشمير.
لماذا هذا مهم؟ الشراكة مع أمريكا تدعم الهند في مواجهة النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزز قدراتها التكنولوجية.
روسيا الحليف التاريخي للهند
تظل روسيا شريكًا تاريخيًا للهند، مع علاقة وُصفت بـ”الشراكة الاستراتيجية المميزة”، روسيا هي المورد الأكبر للأسلحة الهندية، بما في ذلك:
- أنظمة الدفاع الجوي S-400 Triumph.
- طائرات Su-30 MKI المقاتلة.
تُجري البلدان تدريبات عسكرية مشتركة مثل “Indra”، وتتعاونان في مجالات الطاقة النووية والفضاء، في عام 2025، دعمت روسيا موقف الهند في مجلس الأمن الدولي ضد الإرهاب العابر للحدود.
لماذا هذا مهم؟ روسيا توفر للهند دعمًا دبلوماسيًا في المنتديات الدولية، وتساعدها في الحفاظ على توازن القوى في آسيا.
فرنسا الحليف الأوروبي الأكبر للهند
تُعد فرنسا من حلفاء الهند الرئيسيين في أوروبا، مع شراكة استراتيجية تركز على الدفاع. تشمل الصفقات البارزة:
- شراء 36 طائرة رافال مقاتلة.
- تصنيع غواصات Scorpene بالتعاون مع الهند.
تُجري البلدان تدريبات مثل “Garuda” و”Varuna”، وتدعم فرنسا طموح الهند للحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي. في أبريل 2025، أدانت فرنسا هجوم باهالغام وأكدت دعمها للهند في مكافحة الإرهاب.
لماذا هذا مهم؟ فرنسا تزود الهند بتكنولوجيا متطورة وتدعمها في القضايا الدولية.
إسرائيل أكبر حليف شرق أوسطي للهند
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1992، أصبحت إسرائيل شريكًا حيويًا للهند، تزود إسرائيل الهند بتقنيات دفاعية متقدمة، مثل:
- نظام الدفاع الجوي Barak-8.
- طائرات بدون طيار وأنظمة مراقبة.
يتعاون البلدان في الأمن السيبراني والزراعة، مع تبادل استخباراتي مكثف. في عام 2025، عززت إسرائيل تعاونها مع الهند في مواجهة الإرهاب، خاصة بعد هجمات كشمير.
لماذا هذا مهم؟ إسرائيل توفر للهند حلولاً تكنولوجية مبتكرة ودعمًا في مكافحة الإرهاب.
اليابان وأستراليا: حلفاء الحوار الرباعي
- اليابان: تُعد شريكًا استراتيجيًا في إطار “رؤية المحيطين الهندي والهادئ الحر والمفتوح”. تشمل الاستثمارات اليابانية مشروع القطار فائق السرعة مومباي-أحمد آباد، مع تدريبات عسكرية مثل “Dharma Guardian”.
- أستراليا: شريك في الحوار الرباعي، مع تدريبات مثل “Malabar” و”AUSINDEX”. في عام 2025، عززت أستراليا تعاونها مع الهند في أمن المحيط الهندي.
لماذا هذا مهم؟ اليابان وأستراليا يدعمان الهند في مواجهة النفوذ الصيني وتعزيز الأمن البحري.
الإمارات أهم حليف خليجي وعربي
الإمارات هي ثالث أكبر شريك تجاري للهند في الخليج، مع حجم تجارة ثنائية تجاوز 85 مليار دولار عام 2024.
استثمرت الإمارات أكثر من 15 مليار دولار في الهند عبر صناديق مثل “مبادلة” و”صندوق أبوظبي للاستثمار”، في قطاعات مثل البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا.
تتعاون الإمارات والهند بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، في أبريل 2025، أدانت الإمارات بشدة هجوم باهالغام الإرهابي في كشمير، وأكدت دعمها الكامل للهند في مواجهة الإرهاب العابر للحدود. كما تُجري البلدان تدريبات بحرية مشتركة في الخليج العربي لتعزيز الأمن البحري.
لماذا هذا مهم؟ تراهن الإمارات على أن الهند هي مستقبل آسيا وليس الصين التي تعد دولة استبدادية والشفافية فيها أقل من المعايير العالمية.
الأصدقاء الإقليميون والدوليون
- دول الخليج (السعودية، قطر): علاقات اقتصادية قوية مدعومة بتجارة الطاقة والجالية الهندية. السعودية تستثمر في الهند، وتتعاون في الأمن.
- المملكة المتحدة: شراكة تاريخية عبر “خارطة طريق 2030″، مع تعاون في التجارة والدفاع، بما في ذلك تصميم حاملات الطائرات.
- دول الآسيان (سنغافورة، فيتنام، إندونيسيا): شركاء في سياسة “التوجه شرقًا”، مع تدريبات عسكرية واتفاقيات تجارية.
- جنوب إفريقيا ودول إفريقية: تعاون في بريكس ومنتدى الهند-إفريقيا، مع مساعدات تنموية وتجارة.
- البرازيل والأرجنتين: دول أمريكا اللاتينية منفتحة على التعاون مع الهند وهي تأمل أن تبحث عن شراكات اقتصادية على غرار الممر الاقتصادي الجديد الذي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط.
هل الصين دولة صديقة وحليفة للهند؟
الصين ليست دولة صديقة ولا حليفة للهند بشكل واضح حتى عام 2025، بل تُعتبر العلاقات بين البلدين معقدة ومتوترة في الغالب، مع فترات من التعاون الاقتصادي والدبلوماسي المحدود.
رغم كونهما ضمن بريكس ومنظمات أخرى وبينهما اتفاقيات تعاون إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الشراكة الحقيقية التي تربطها بالحلفاء الغربيين أو الإمارات أو حتى السعودية وإسرائيل أو روسيا.
الصين، من جانبها، تواصل تعزيز علاقاتها مع باكستان، مما يعزز التوتر مع الهند، خاصة بعد هجوم باهالغام في كشمير، حيث اتهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب بدعم ضمني من الصين.
