
كانت عائلة روكفلر مثل روتشيلد أثرياء جدا بفضل نجاحاتهم في القطاعات الواعدة بالقرن الماضي، خصوصا البنوك والنفط، لكن اليوم في عصر التكنولوجيا والبيانات الضخمة تعيش العائلتين حالة ضعف ويواصل الأحفاد بيع الممتلكات.
بيعت ملكية تاريخية في منطقة فيلادلفيا مملوكة لأحفاد عائلة روكفلر من أقطاب النفط مقابل 24 مليون دولار، وفقًا لتقارير نشرتها وسائل الإعلام وعلى رأسها وول ستريت جورنال.
وقال وكيل التسجيل لافينيا سميركونيش من كومباس، إن العقار الذي تبلغ مساحته 200 فدان تقريبًا، على بعد حوالي 20 ميلاً غرب وسط المدينة، تم إدراجه مقابل 29.9 مليون دولار في عام 2022.
وقالت إن العقار، المعروف باسم مزرعة كيركوود، يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر ويضم خمسة بيوت مزارع تاريخية، تتراوح مساحتها بين 1750 و 2900 قدم مربع.
تم بيع العقار من قبل أحفاد ويليام روكفلر جونيور الذي ساعد في بناء شركة ستاندرد أويل مع شقيقه جون دي روكفلر بما في ذلك حفيده روي جاكسون وأطفاله، وفقًا لسجلات الممتلكات.
منذ 2016 بدأ ورثة ثروة النفط التي أنشأها جون دي روكفلر، الذي أسس ستاندرد أويل في عام 1870، بالتخلي عن أعمال العائلة، وذلك بالخروج من قطاع انتاج النفط الذي عان من أزمات كبرى خصوصا أزمة 2014-2020.
قام صندوق عائلة روكفلر، وهي مؤسسة خيرية تدعم القضايا المتعلقة بالبيئة والعدالة الاقتصادية وغيرها من القضايا، بتصفية استثماراتها في شركات الوقود الأحفوري، بما في ذلك شركة إكسون موبيل.
كانت تلك الخطوة مهمة ومحورية في تاريخ العائلة، خصوصا وأنها واجهت انتقادات كبيرة بسبب تربحها من تدمير المناخ، وهي تهمة تواجه كل شركات النفط العالمية.
وجاء في بيان الانسحاب من القطاع: “بينما يعمل المجتمع العالمي على القضاء على استخدام الوقود الأحفوري، فليس من المنطقي ماليًا أو أخلاقيًا الاستمرار في الاستثمار في هذه الشركات”.
قال الصندوق، الذي يدير حينها نحو 130 مليون دولار، إنه سيصرف على الفور ممتلكات شركة إكسون، بالإضافة إلى بيع استثماراته في شركات الفحم ومنتجي النفط في رمال القطران.
تركز حاليا العائلة على اعمال التحول الطاقي وهي من الجهات التي تدعم الإنتقال إلى عصر ما بعد الوقود الأحفوري، ويبدو واضحا انها لن تستفيد من ارتفاع أسعار النفط الأخير، بل يمكن أن تستفيد من القضاء عليه.
حسب فوربس تقدر ثروة روكفلر بحوالي 8.4 مليار دولار فقط، وهذه الثروة يملكها رجال أعمال افراد، بل إن بعضهم لديهم عشرات المليارات من الدولارات، وتقدر ثروة جيف بيزوس لوحده كفرد اليوم بحوالي 121 مليار دولار، والفرق واضح، العائلة العريقة لم تحول أعمالها بعيدا على النفط إلا في الأزمة الكبرى الأخيرة، ولم تستثمر في القطاع التكنولوجي مبكرا، على العكس جيف بيزوس هو مؤسس أمازون، أكبر متجر إلكتروني في العالم.
كانت روكفلر مثل عائلة روتشيلد عائلة ثرية جدا في القرن الماضي، وكان هذا طبيعيا، كلاهما ينشطان في القطاعين المتصدرين حينها للعوائد والأرباح، البنوك والنفط.
اليوم بالنظر إلى اكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، نجد أن شركات التكنولوجيا والبيانات الضخمة تسيطر بشكل كبير، البنوك تراجعت كثيرا مقارنة بالماضي، أرامكو السعودية هي الاستثناء حتى الآن ويمكن أن تخسر مكانتها في حال لم تستثمر بكثافة في الطاقة المتجددة.
كي تعرف اليوم العائلات الأكبر ورجال الأعمال الأثرياء فعلا، يجب أن تنظر إلى القطاعات التي تحقق أرباحا ضخمة في آخر 10 سنوات على الأقل، وفي الصدارة نجد التكنولوجيا، لذا كيف يمكن لعائلات عريقة مرتبطة بقطاعين متراجعين أن تحافظ على تفوقها؟
إقرأ أيضا:
أسباب انهيار أسطورة عائلة روتشيلد والقصة الكاملة
عائلة روتشيلد .. نظرية مؤامرة قديمة ومزيفة
ثروة عائلة روتشيلد وأرباحها السنوية