شهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية (USD/TRY) ارتفاعًا هائلاً منذ الانتخابات التركية الشهر الماضي ليستمر انهيار الليرة التركية.
في الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، انخفضت قيمة الليرة التركية بأكثر من 20٪ مقابل الدولار، تشير التقارير الأخيرة إلى أن حكومة أردوغان الجديدة عازمة على رفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة في تحول كبير في سياستها.
تعرضت الليرة التركية إلى حالة من الإنهيار الشديد خلال السنوات القليلة الماضية، وهناك أسباب متعددة وراء ضعفها، لقد أثر الوضع بشكل كبير على تكلفة المعيشة في البلاد، مما جعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة للطبقة العاملة، يعتبر المحللون أن السياسات غير التقليدية لنظام أردوغان هي المسؤولة عن هذا السقوط.
وفقًا لأحدث أخبار الليرة التركية بعد فوزها في الانتخابات، تم تعيين المصرفي الأمريكي حفيظ غاي إركان كرئيس جديد للبنك المركزي لجمهورية تركيا، في تحول كبير في السياسة من المتوقع أن تبدأ حكومة أردوغان في رفع أسعار الفائدة التي تبلغ حاليًا 8.5٪.
وفقًا لمحللي JPMorgan، قد يؤدي اجتماع لجنة السياسة النقدية في 22 يونيو إلى زيادة أسعار الفائدة إلى 25٪ في زيادة واحدة.
كما أن المحللين في دويتشه بنك لديهم توقعات مماثلة مع الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق زيادة مماثلة من خلال زيادة لمرة واحدة إلى 25٪ أو مرتين متتاليتين في يونيو ويوليو.
نظرًا لعدم اليقين الاقتصادي السائد والتضخم القياسي في البلاد، من المتوقع أن يستمر زوج دولار أمريكي / ليرة تركية في مواجهة رياح معاكسة في الأسابيع المقبلة.
كان النهج غير التقليدي للغاية من قبل الحكومة الحالية هو العامل الأكبر وراء انهيار عملتها الوطنية، يُنظر إلى إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان على أنها استمرار لتلك السياسات.
يعتقد محللو JPMorgan أن توقع USD/TRY عند 30 يمكن تحقيقه إلى حد كبير في عام 2023، سيكون مؤشر قوة الدولار (DXY) عاملاً آخر يؤثر على سعر الصرف.
يتوقع محللو JPMorgan أن تنخفض قيمة الليرة التركية حتى مع افتراض تطبيع سياسات البلاد بعد الانتخابات المقبلة في مايو.
كتب المحللون، بما في ذلك Anezka Christovova و Michael Harrison في تقرير: “عند هذه المستويات، نعتبر أنه من المعقول التحول إلى الاتجاه الصعودي للأصول المحلية لتركيا، ونتوقع عوائد إجمالية إيجابية بعد ذلك”.
وقال المحللون: “في سيناريو عودة ملتزمة إلى سياسات استهداف التضخم التقليدية، نتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر السياسة إلى 30٪ في الربع الثالث، من المستوى الحالي البالغ 8.5٪”.
كانت هناك مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي التركي وتدخل الحكومة في سياسة الفائدة، مما زاد من عدم اليقين وعدم الثقة في الليرة التركية لهذا السبب يعمل المستثمرون على بيع الليرة وشراء الدولار الأمريكي.
رفع سعر الفائدة هو إجراء اقتصادي يتخذه البنك المركزي لزيادة تكلفة الاقتراض وتشجيع الادخار وتقليل الإنفاق، وفيما سيساعد على تقوية الليرة التركية فإنه قد يدفع اقتصاد البلاد إلى الركود الاقتصادي.
كما أن رفع سعر الفائدة التركية قد يعزز الثقة في السوق المالية التركية، حيث يشجع المستثمرين على الاستثمار في الأصول المحلية ويقلل من تدفق الأموال الساخنة (الاستثمارات القصيرة الأجل) التي قد تؤدي إلى تقلبات سلبية في الاقتصاد.
ولطالما رفض الرئيس التركي رفع أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة بحجج دينية، لكن في الواقع أن رفع سعر الفائدة من شأنه أن يؤثر سلبا على الخطط الطموحة لرفع النمو الإقتصادي التركي وتوسيعه وزيادة التصنيع الداخلي.
إقرأ أيضا:
استسلام أردوغان بعد خسارة 200 مليار دولار في سوق الفوركس
تركيا دولة علمانية يرفض شعبها الدستور الإسلامي
خسائر بنوك قطر والإمارات والكويت بالمليارات من الدولارات في تركيا
الإنتخابات التركية 2023: انهيار الليرة التركية بعد فوز أردوغان
اما انهيار الليرة التركية أو ستغرق تركيا في البطالة
الطريق إلى كارثة افلاس تركيا قبل عام 2025
اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.
تابعنا على: 
