توقعات أسعار المواد الغذائية 2022 إلى أين نتجه؟

آخر تحديث: 29 ديسمبر 2021

يبدو أن انخفاض أسعار المواد الغذائية 2022 أمر غير وارد الحدوث اطلاقا، إنه أمر طبيعي بالنظر إلى التضخم ومشاكل سلاسل التوريد والأسمدة الزراعية.

نقلاً عن صحيفة وول ستريت جورنال سترتفع تكلفة كل شيء من القهوة إلى الخردل العام المقبل، وهذا هو التوقع بالنسبة للأسواق المتقدمة وكذلك الأسواق الناشئة والفقيرة.

يقول العديد من مصنعي المواد الغذائية إنهم يخططون لرفع الأسعار في عام 2022 لمجموعة من المنتجات من المعكرونة والجبن إلى الوجبات الخفيفة، وهي أحدث علامة على أن المستهلكين سيستمرون في مواجهة تكاليف أعلى في السوبر ماركت.

توقعات ارتفاع أسعار المواد الغذائية 2022

تشير التقديرات إلى أن أسعار المواد الغذائية سترتفع بنسبة 5٪ في النصف الأول من عام 2022، ومن المتوقع أن تختلف النسبة حسب المناطق والدول.

بعض الدول التي تستورد الكثير من المواد الغذائية من الخارج ستواجه تكاليف أعلى من الطبيعي في الدول المنتجة لها والتي توفرها محليا بأسعار مرتفعة لكنها ليست جنونية.

تأتي الزيادات في أعقاب الزيادات الأخرى التي فرضها مصنعو المواد الغذائية في عام 2021، وهي جزء مما يسميه رجال الأعمال والاقتصاديون أعلى معدل تضخم منذ عقود.

تدفع الأجور المرتفعة وتكاليف المواد والشحن الصناعات من التصنيع إلى البيع بالتجزئة لرفع أسعار السلع، مما يخلق بيئة يقول بعض المديرين التنفيذيين أن لديهم مجالًا لفرض المزيد من الرسوم.

قال رابوبنك في تقرير نهاية العام إن أسعار السلع الزراعية ارتفعت بنحو 28٪ في العام الماضي، وتقف حوالي 40٪ فوق مستويات ما قبل الوباء.

وفقًا لبيانات من Refinitiv، فإن العقود الآجلة للذرة أعلى بحوالي 28٪ مما كانت عليه في بداية العام. قفز القمح بنسبة 24٪، وارتفعت أسعار البن بنسبة تزيد عن 80٪.

رفع أسعار الفائدة لا يضمن انخفاض أسعار المواد الغذائية خلال 2022

قد يستمر الطلب المرتفع على الغذاء، وارتفاع تكاليف الشحن والأسمدة وسوء الأحوال الجوية في دعم أسعار منتجات مثل الذرة والكاكاو والسكر.

يمكن أن يبقي ذلك أسعار الغذاء العالمية مرتفعة حتى لو انخفض التضخم في أجزاء أخرى من الإقتصاد وقامت البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة مبكرا.

ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء من الأمم المتحدة إلى أعلى مستوى له في 10 سنوات هذا العام، وأدت الاضطرابات الناجمة عن الوباء بما في ذلك نقص العمالة ونقص حاويات البضائع إلى زيادة التكاليف على المنتجين تمامًا كما قفز الطلب، خاصة في الصين.

هناك عوامل أخرى تزيد من الضغط على أسعار الغذاء العالمية وتزيد من رفعه أو على الأقل أن يبقى ثابتا عند المستويات المرتفعة حاليا، ومنها الفيضانات والجفاف ومظاهر التغير المناخي التي تصيب الدول المهمة في انتاج القمح والمواد الغذائية.

ظروف الإنتاج الفلاحي في 2022

عندما يتعلق الأمر بالزراعة، لا يستطيع المنتجون زيادة العرض بسرعة، من الصعب زيادة الأراضي الصالحة للزراعة بسرعة أو تحسين المحاصيل بشكل كبير.

ظهرت ظروف ظاهرة النينيا في المحيط الهادئ، وعادة ما يجلب ذلك طقسًا أكثر جفافاً ودفئًا من المتوسط في الأرجنتين وجنوب البرازيل وجنوب الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، قد تمتد الفيضانات المفاجئة والصقيع المفاجئ وحالات الجفاف الأخرى التي ظهرت في عام 2021 إلى العام المقبل أو تتكرر.

ارتفعت أسعار سلع مثل فول الصويا والذرة وكذلك الأسمدة الزراعية إلى مستويات عالية، لهذا يواجه المزارعون أيضا مشكلات في الإنتاج الزراعي حيث اضطر بعضهم إلى تقليل استخدام الأسمدة لارتفاع تكاليفها.

تتراوح زيادات الأسعار القادمة في عام 2022 من 2٪ إلى 20٪، لتصل إلى جميع أقسام محل البقالة بما في ذلك المنتجات والسلع المعبأة.

قال مسؤولون تنفيذيون في العديد من محلات السوبر ماركت حول العالم أن أسعار البطاطس والكرفس وغيرها من الخضروات الأثقل وزنًا سترتفع العام المقبل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

وقالوا إن النبيذ والبيرة والمشروبات الكحولية من المرجح أن تزداد تكلفة خاصة تلك المستوردة من الدول المنتجة لها.

ارتفاع الطلب على المواد الغذائية مستمر

تعد مشاريع الزراعة وصناعة المواد الغذائية من المجالات التي ستحقق نموا جيدا العام المقبل رغم أنها تواجه تحديات كثيرة قد تؤثر على هامش الربح لديها.

بالنسبة لدول المنطقة والتي تنتج العديد من المحصولات الزراعية والخضروات والفواكه ولديها فائض وتصدره إلى الأسواق الأوروبية والمتقدمة، ستستفيد من ارتفاع الطلب في تلك الأسواق ويمكن للمزارعين تحقيق مكاسب أكبر من البيع في السوق المحلية.