تسلط وسائل الإعلام كثيرا الضوء على التقدم الذي تحرزه الصين، لكنها لا تتحدث كثيرا عن الأمور التي تتفوق فيها أمريكا وهي سياسة إعلامية استخدمت ضد اليابان والإتحاد السوفياتي ودول أخرى انفجرت فقاعتها.
أي شخص قارئ للتاريخ يعلم تماما أنها سياسة أمريكية تحاول من خلالها تضخيم العدو، وعندما تتغلب عليه تزداد عظمة الولايات المتحدة الأمريكية.
إليك 10 أمور تتفوق فيها أمريكا على الصين في وقتنا الحالي:
أولا: الإقتصاد الأمريكي رقم 1 في العالم
تحتاج الصين إلى سنوات كي تتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية، وبالضبط إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، وهي بحاجة إلى تحقيق نمو 4.7٪ خلال الـ 15 عاما القادمة،
إذا تمكنت من ذلك حينها ستتجاوز بكين واشنطن على هذا المستوى، ويصبح أكبر اقتصاد في العالم موجودا في الشرق وليس في الغرب.
وحسب خبراء ومراقبين هذا ممكن لكنه أيضا صعب للغاية، في هذه الفترة هناك أمور كثيرة ستتغير وهناك قوى عالمية صاعدة كثيرة ستحقق النمو الجيد وتستقطب الشركات مثل الهند والبرازيل والمكسيك وفيتنام.
وتشكل شيخوخة السكان في الصين إحدى أكبر المشاكل التي يمكن أن تمنع بكين من تحقيق هدفها، فيما تحرص الولايات المتحدة على استقطاب المهاجرين فهي دولة قائمة على المهاجرين والتنوع العرقي.
ثانيا: البورصات الأمريكية الأكبر في العالم
تتمتع البورصات الأمريكية بالحجم الأكبر في العالم على مستوى القيمة السوقية، وبأقوى الشركات الأمريكية في العالم وأبرزها آبل، وول مارت، أمازون، مايكروسوفت، جوجل، تيسلا، فيس بوك، بل إن عددا من الشركات الصينية تتواجد فيها مثل علي بابا.
تعد بورصة نيويورك أكبر بورصة في العالم، برأسمال سوقي للأسهم يزيد عن 25 تريليون دولار أمريكي في مارس 2020، تأتي ناسداك الأمريكية في المركز الثانية بقيمة 11 تريليون دولار.
ثم البورصة اليابانية في المرتبة الثالثة بقيمة 5.1 تريليون دولار ثم تأتي البورصة الصينية بقيمة 4.6 تريليون دولار في المرتبة الرابعة.
لا يزال أمام الصين طريق طويل لاستقطاب الإستثمارات والشركات للإدراج خصوصا وأن الشفافية في سوقها أقل من الشفافية في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
ثالثا: أمريكا أفضل على مستوى الحرية الإقتصادية
تحتل الصين المرتبة 103 على مستوى مؤشر الحرية الإقتصادية، وهي بذلك بلد استبدادي لا يتيح للمستثمرين ورجال الأعمال حيزا كافيا للحرية مقارنة بأمريكا التي تحتل المرتبة 17.
قضية جاك ما الذي يتعرض للمضايقات والتدقيق من قبل السلطات الصينية مؤخرا والتي أدت إلى خسارته لقب أغنى رجل في الصين هي أحدث دليل على ما يحدث في الصين.
تحتاج الشركات إلى تعاون وثيق مع السلطات الصينية كي تنمو وتستمر، وما أن ترغب في منافسة القطاعات المملوكة للدولة حتى تتعرض للقمع.
رابعا: أمريكا متفوقة على مستوى الشفافية والمصداقية
بالنسبة لنا نحن الإقتصاديين والمستثمرين ورجال الأعمال تهمنا جدا هذه النقطة، والتي تضمن الحصول على بيانات مالية واقتصادية صحيحة ودقيقة.
لدى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مؤسسة حكومية وخاصة وشركات أبحاث والتي تنشر بيانات صحيحة، وحرية كبيرة في التدقيق والمتابعة.
في الصين هناك الكثير من البيانات المالية والإقتصادية التي تم تضخيمها، والتي تظهر هذا البلد أكبر من حجمه الحقيقي، وقد كان وباء كورونا عصيبا للمدافعين عن الشفافية حيث لم تشارك الصين البيانات الصحيحة واعتقلت الناشطين والأشخاص الذين كشفوا عن وجود فيروس قاتل قبل الإعلان الرسمي عنه.
خامسا: أمريكا هي مكان أعظم الشركات في العالم حتى الآن
جوجل، آبل، مايكروسوفت، فيس بوك، أمازون، وول مارت، نتفليكس، أوبر، تيسلا… كلها شركات أمريكية ضخمة معروفة ومتصدرة لمجالها أيضا عالميا.
إنها رموز الهيمنة الأمريكية على الإقتصاد العالمي، حتى أنظمة التشغيل الشائعة في كل دول العالم ومنها ويندوز وأندرويد وأنظمة آبل هي أمريكية.
المنتجات والخدمات الصينية قوية داخل الصين وهذه الأخيرة لا تسمح للشركات الأمريكية مثل جوجل وفيس بوك بالعمل فيها.
نعم لدى الصين علامات تجارية قوية مثل هواوي التي تلاحق آبل وسامسونج، وعلي بابا الذي يشكل أكبر منافسة للتجارة الإلكترونية الأمريكية.
وعلى مستوى السيارات الكهربائية لا تزال تيسلا الأمريكية متربعة على العرش تقنيا وحتى على مستوى المبيعات أيضا، وتتنافس في الصين مع شركات صينية صاعدة.
سادسا: صناعة السينما الأمريكية الأكبر في العالم
صناعة الأفلام والمسلسلات هي واحدة من الأسلحة الفكرية التي تنشر بها الدول ثقافتها وفكرها، وهي واحدة من أسباب انتشار محبي تركيا في العالم العربي.
كانت الولايات المتحدة أكبر سوق ترفيهي مصور في عام 2018، بإيرادات بلغت 32.23 مليار دولار أمريكي.
في المرتبة الثانية جاءت الصين بإيرادات تزيد عن 15.82 مليار تليها اليابان والمملكة المتحدة وألمانيا.
السينما الأمريكية (هوليوود) هي أقدم صناعة أفلام في العالم وأيضًا أكبر صناعة أفلام من حيث الإيرادات، وتنافسها بقوة السينما الهندية التي تأتي في المرتبة الثانية.
سابعا: الأمن الغذائي لدى الولايات المتحدة الأمريكية أفضل
رغم أن الصين رائدة على مستوى العالم في الزراعة وتحتل المرتبة الأولى وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة 2 إلا أنها على مستوى مؤشر الأمن الغذائي لعام 2020 احتلت المرتبة 39 مقابل احتلال أمريكا المرتبة 11.
يعد الأمن الغذائي عاملا حاسما ومهما للغاية، وهو المؤشر الذي يميز الدول التي تستطيع تجنب مجاعة كبرى والدول الهشة على هذا المستوى.
بدأت الصين سياسة لمعاقبة الأشخاص الذين يهدرون الطعام، وقد واجهت أياما عصيبة في العامين الأخيرين بسبب قلة لحوم الخنازير وارتفاع أسعارها على إثر انتشار انفلونزا الخنازير.
ثامنا: الدولار الأمريكي
العملة الأمريكية الخضراء هي التي نسعر بها كافة البيانات المالية والإقتصادية ونتابع بها الأسهم والعملات النقدية والرقمية المشفرة، هذا دليل كافي على الهيمنة الأمريكية المستمرة.
في الفوركس يأتي الدولار أولا كعملة ذات شعبية ثم اليورو ثم الين الياباني، ثم الجنيه الإسترليني ثم الدولار الكندي ثم الفرنك السويسري.
لا يزال اليوان الصيني بعيدا عن اليورو والين الياباني فما بالك بمنافسة الدولار الأمريكي أو أن يكون بديلا له.
يعتبر الدولار الأمريكي إلى حد بعيد العملة الاحتياطية الأكثر شيوعًا، حيث يشكل أكثر من 60 في المائة من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية.
إقرأ أيضا:
8 حقائق عن الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى
هل ستعلن الولايات المتحدة الأمريكية الإفلاس قريبا؟ حقيقة إفلاس أمريكا
حقيقة شعار الماسونية على الدولار الأمريكي
سلاح السندات الأمريكية انتحار الصين وسقوط الدولار والإقتصاد العالمي
